قبل أن تقتلني يا سيادة الرئيس

08:03 مساءً السبت 8 ديسمبر 2012
محمد فتحي

محمد فتحي

كاتب مصري، وأكاديمي وإعلامي، معد للبرامج التلفزيونية. وتنشر مقالاته في الصحف المصرية والعربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

اسمى محمد فتحى. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، أومن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر عاجله وآجله. أحفظ من كتاب الله ما يجعلنى لا أتلعثم فى قراءته، وأنا أحفظه لأولادى الذين هم ثلاثة أكبرهم فى السابعة، وأصغرهم لم يكمل عامه الأول بعد. حين أصلى الجمعة أصافح الجالس بجوارى وأنا أقول له تقبل الله، ولا أسأله إن كان إخوانياً أم لا، ولا أهتم بالنظر فى لحيته من عدمها، أقرئ الناس السلام وأخالقهم بخلق حسن فلم يبعث رسولى الكريم إلا ليتمم مكارم الأخلاق، وأحفظ حديثه: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.

فى النصف الأول من الثلاثينات عمرى، وليست لى توجهات سياسية معروفة، وهو ما كان يزعج أمن الدولة أيام مبارك، ويزعج أصدقائى دائماً، لكنهم يستسهلون وضعى فى خانة المعارضة دون أن ينسبونى لحزب أو لتيار. أصدقائى الليبراليون يروننى إسلامياً حين أقول لأحدهم (الله المستعان)، بينما يرانى الإسلاميون علمانياً حين أقول لهم سيبكو من السياسة وخليكم فى الجامع أحسن.

أول مظاهرة نزلتها يوم 28 يناير، ولم أنزل بعدها كثيراً، وإن كنت أكتب موقفى دائماً مهما سبب لى من متاعب، ولم أقذف أبداً طوبة أو أشتم أحداً فى هتاف سواء كان مبارك أو المجلس العسكرى أو الإخوان، ولم أنكر أبداً حق أحد فى التظاهر أو الاعتصام حتى لو كنت ضد رأيه أو أسلوبه.

أحب من الطعام ما لذ وطاب، وأسأل الله حسن الخاتمة، وأعانى من الحموضة بعد الأكلات الدسمة وخطابات الساسة وتسجيل الدخول لشبكات التواصل الاجتماعى. لست من المشاهير ولا أخالطهم كثيراً حتى لو كنت أعرفهم، وأرى أن النخبة نائمة لعن الله من أيقظها، كما أرى أن الطرفين دائماً مخطئان بنسبة أو بأخرى لأنه لا ملائكة فى الطرفين، وأن مصر ربنا ابتلاها بكل من يحاول أن يتولى أمرها وأمر معارضتها.

أكتب كل ذلك لا لشىء إلا لكى ينشر بعد أن أضرب أو أسحل أو أقتل على يد شخص يرى أن قتلى هو جهاد فى سبيل الله، وحفاظ على شرعية الرئيس، وأننى فى النار لو مت بينما هو فى الجنة.

أكتب ذلك حتى أسأل الرئيس مرسى عن مصيرى لو تم القبض علىّ ظلماً ثم رفض نائبك العام الإفراج عنى بتعليمات لرؤساء النيابات رغم براءتى لا لشىء إلا لكى يرضيك أنت وجماعتك كما تردد على شبكات التواصل الاجتماعى.

أكتب ذلك لأن شيوخاً من مناصريك أصبحوا يهددوننا بالسحل ويسبوننا فى أعراضنا ثم لا تتحرك أى بلاغات ضدهم، ولا تجرؤ على أن تقول لهم (اختشوا.. إنتو بتحرجونى.. أنا رئيس للمصريين كلهم)

أكتب ذلك لأن دمنا أصبح رخيصاً، ولأنك لم تكن تحتاج لمؤيدين يسحلوننا، كما أن هؤلاء الأبرياء الذين قتلوا من الإخوان لم يقتلوا من أجلك فقط، ولكن لأن قياداتهم أوهمتهم أن الدفاع عنك والنزول لقصرك هو جهاد فى سبيل الله، بينما سمحت أنت بمجيئهم وأنت تعلم أن هناك من سيندس، وتعلم أن صداماً دموياً قد يكون هو النتيجة، وقد كان.

يا سيادة الرئيس مرسى.. أنا مواطن بسيط يحب بلده، لكنه لم يعد آمناً فيها بسبب سوء إدارتك لها، فهل تتقى الله فى شعبك وتنفض عن عينيك الغشاوة وتلقى لنا السمع لمرة أخيرة تثبت فيها أنك رئيس للمصريين ولست رئيساً للجماعة؟؟!!

فلتفعل، أرجوك قبل أن يقتلنى فشلك يا سيادة الرئيس.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات