المضيق الذي أنا فيه

12:13 مساءً السبت 17 نوفمبر 2018
احمد الشهاوي

احمد الشهاوي

شاعر من مصر

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

في الخامسة مساء اليوم بالتوقيت المغربي في طنجة(السبت 17 من نوفمبر 2018) لقاء بين شاعرين: أحمد الشهاوي .مصر  وصلاح بوسريف .المغرب … يد تصافح أخرى في المحبة والعشق والعرفان)، هنا يكتب الشهاوي عن بداية الرحلة وتستكمل آسيا إن نشرها لاحقا:

 madiqخمسة وعشرون كيلو مترًا فقط تفصلني عن مدينة سبتة المغربية المحتلة إسبانيًّا ، وضعفها أو أقل قليلا تفصلني عن إقليم جبل طارق الذي يتمتَّع بحكمٍ ذاتيٍّ بعد أن كان تحت الاحتلال البريطاني ، ويسمونه خبرالطار بالإسبانية أو جبرلطار باللغة الإنجليزية ، وهو ينتسب في تسميته إلى طارق بن زياد ( مات في دمشق سنة 720 ميلادية ) ، وهو الذي عبر مضيق جبل طارق في بداية الفتوحات الإسلاميّة لإسبانيا في عام 711 ميلاديًّا.

إنه المضيق الفاصل بين البحر المتوسط والمحيط الأطلنطي الذي ما زال يحمل اسمه منذ عبوره الأول وحتى الآن .

أنا هنا في غرفة رقم 208 ، في فندق جولدن بيتش المطل على البحر الأبيض المتوسط بمدينة المضيق التابعة لولاية تطوان ، والمضيق مدينة ساحلية تقع في أقصى شمال المغرب ، ويطلق عليها اسم رينكون (بالإسبانية : Rincón) و ثغماث باللغة الأمازيغية ، و تعني ” الزاوية أو الركن ” ، وتقع في جهة طنجة تطوان ، و يُسمَّى سكانها مضيقيون ، وتقع على بعد سبعة كيلومترات من مدينة تطوان، ويحدُّها من الشمال بلدية الفنيدق ، ومن الجنوب بلدية الملاليين ، وغربًا بلدية عليين ، وشرقًا بالبحر الأبيض المتوسط.
ملآن أنا بهدير الموج المتتالي المصافح للساحل كأنه يذكِّرني بسفن طارق بن زياد التي أمر بحرقها ؛ كي لا يفكِّر جنوده في العودة بها مرة أخرى من حيث جاءوا ، ولما سئل عن سبب أمره بالحرق ، قال : لقد جئنا لنبقى ، جئنا لنفتح بلاد الله .

ووسط هدير الأمواج المتعاقبة ، والتي لا تعرف النوم أو حتى الغفو لبعض الوقت ونحن تحت سماء تمطر ، وتشير إلى بداية فصل الشتاء حيث نوفمبر الذي ولدتُ في الثاني عشر منه ، فتحتُ نافذة الغُرفة ، لأعيش أجواء طارق بن زياد الذي كما تقول المصادر التاريخية : قاد الفتح أو الغزو الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية خلال الفترة الممتدة بين عاميّ 711 و 718ميلاديًّا بأمرٍ من موسى بن نصير والي أفريقية في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك.

وهو الذي سيعود إلى دمشق معزُولا بصحبة قائده – المعزول أيضًا معه – موسى بن نصير (19 هـجرية /640 ميلادية – 97 هـجرية /716 ميلادية ) بعد أن استدعاهما الخليفة الوليد بن عبد الملك ، وهو سادس ملوك بني أمية ، وقد تولى الحكم بعد وفاة أبيه عبد الملك بن مروان سنة 86 هـجرية ، وقيل إنَّ سبب ذلك هو خلافٌ شديدٌ وقع بينهما ، ولا يهم عندي إن كان طارق بن زياد عربيًّا أم فارسيًّا أم أمازيغيًّا ، ولا يهم عندي أيضًا إن كان قد عاش رجلا ثانيًا طوال عمره ، بل إنَّ ما قدمه جعل التاريخ يكتب سيرته باعتباره رجلا أول .

أفكِّر فيما أنجز فقط ، وفي عودته خائبًا بعد نصرٍ حقَّقه استمر ثمانية قرون ، حيث بقيت شبه الجزيرة الأيبيريَّة تحت حكم المسلمين كل هذه السنوات ، حتى سقطت تحت سطوة الطوائف المتحاربة ، وسلطة التقاتل والتفتُّت والتفرُّق .

قريب أنا من طنجة أشهر المدن الساحلية المغربية ،
حيث عين طارق بن زياد واليًا عليها مُكافأةً له على إخلاصه للإسلام والخلافة الأموية ، والتي منها يذهب المرء إلى إسبانيا عبر المتوسط في أقل من الساعة ، حيث ينزل أرض شاطىء جزيرة الخزيرات ،
لقد أسهم طارق بن زياد في إرساء الأمن بالمغرب ” حتى بلغ مدينة الحسيمة، قصبة بلاد المغرب، وأم مدائنها، فحاصرها حتى دخلها وأسلم أهلها. وبهذا تمَّ فتح شمال أفريقيا بكامله ” .

وللحديث صلة .

أحـمـد الـشـَّهـاوي
ahmad_shahawy@hotmail.com

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات