بحضور الكاتب: جامعة كاليكوت تناقش دكتوراه عن “شعرية السرد في روايات أشرف أبواليزيد”

10:11 صباحًا السبت 15 ديسمبر 2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
الباحثة سبينة ك. تلقي خلاصة بحثها، وعلى المنصة الدكتور أحمد إباهيم  وأشرف أبو اليزيد

الباحثة سبينة ك. تلقي خلاصة بحثها، وعلى المنصة الدكتور أحمد إباهيم وأشرف أبو اليزيد

نوقشت في قسم اللغة العربية بجامعة كاليكوت، كيرالا، الهند، رسالة الدكتوراه في الفلسفة في اللغة العربية وآدابها المقدمة من الباحثة سبينة . ك، بإشراف الدكتور محي الدين كوتي أ. ب.، والتي جعلت عنوانها “شعرية السرد في رويات أشرف أبو اليزيد”،  بحضور الكاتب موضوع البحث، في بادرة تحدث للمرة الأولى بالجامعة.

الدكتور محيي الدين كوتي أ. ب. الأستاذ المشارك ورئيس قسم اللغة العربية السابق، جامعة كاليكوت،والمشرف على رسالة الباحثة سبينة ك.

الدكتور محيي الدين كوتي أ. ب. الأستاذ المشارك ورئيس قسم اللغة العربية السابق، جامعة كاليكوت،والمشرف على رسالة الباحثة سبينة ك.

بعد تقديم المشرف للرسالة والباحثة والكاتب، عرض سبينة خلاصة بحثها، حيث قدم الباب الأول للدراسة تحليلا للعنوان والدراسات السابقة، وأهميةالبحث، وسبب اختيار الموضوع، ومشكلة البحث ومنهجه وخطته، أما الباب الثاني فقدم نظرة إلى العالم الروائي لأشرف أبو اليزيد، وحياته وآثار الأدبية في الشعر والرواية وأدب الرحلة والترجمة، وتوقفت الباحثة عند التجربة الشعرية لأشرف أبو اليزيد، والمؤثرات الأولى والمرجعيات الثقافية، ومساهماته في أدب الرحلة، وأدب الأطفال، مع نماذج لذلك كله، مختتمة بالتركيز على الهند في عالمه الأدبي.

 

الباحثة والروائي

الباحثة والروائي

وفي الباب الثالث تناولت الباحثةمصطلحات الدراسة الأساسية؛ مفهوم الشعرية، والسرد وشعرية السرد. أما الباب الرابع فقدم نظرة عامة إل روايات أشرف أبو اليزيد، شماوس، 31 ، حديقة خلفية، و التُّرجُمان، ثم خصصت الباب الخامس للإبحار في شعرية السرد الروائي، كسردية معاصرة، وشعرية كل من العنوان، واللغة، والتكرار، والفن والسحر، والجمل القصيرة، والموروث الديني، والتناص القرآني، وشعرية الوصف في السرد، والصورة الشعرية في الرواية، وشعرية الحوار، وتداخل الأجناس الأدبية، بين الصحافة والخطابة، والرسالة، والشعر، والمسرح والسينما والتلفزيون، مع الاختتام بالخلاصة والنتائج والتوصيات، وثبت المصادر والمراجع.

أشرف أبو اليزيد والدكتور أحمد إبراهيم

أشرف أبو اليزيد والدكتور أحمد إبراهيم

وقد بدأت المناقشة بأسئلة الممتحن الخارجي وهو الدكتور أحمد إبراهيم من الكلية الجديدة في تشيناي (مدراس) والتي وجهها للباحثة، اختبارا لإلمامها بعالم أشرف أبو اليزيد الأدبي وسيرته الذاتية. ثم عرض الدكتور أحمدإبراهيم ملامح من سيرة الكاتب موضوع البحث وأشار إلى أن التكريم مستحق له، وأن ابداعه المتنوع جدير بالبحث في أكثر من وجه، فبالإضافة للرواية هناك  أدب الأطفال المحمل بالقضايا الإنسانية، مستحضرا أحد نماذجه الشعرية.

ووفقا للإجراءات المتبعة في تقاليد الجامعة، تم فتح باب المناقشة للباحثين والأساتذة من الحضور، لتناول ما عرضته الباحثة، وعرضت المناقشات لاستخدام  الكاتب لتقنيات السينما، أو المصطلحات البحثية بين شعرية اللغة والنثر والسرد. بينما سأل الدكتور علي نوفل الباحثة عما اختلف في بحثها بالفرصة التي اتيحت لها على مدى سنوات البحث بين الرجوع إلى المصادر والمراجع، واللقاء والتواصل مع الكاتب موضوع بحثها، وهو سؤال تكرر على أكثر من نحو، بحثا عن إيجابيات الكتابة عن كاتب حي والتواصل معه خلال الكتابة، كما أشار االدكتور محمد عابد في مداخلته.

المؤلف مع الدكتور عباس ك. وزوجته الدكتورة سبينة ك. وطفليهما والدكتور أحمد إبراهيم

المؤلف مع الدكتور عباس ك. وزوجته الدكتورة سبينة ك. وطفليهما والدكتور أحمد إبراهيم

وفي ختام المناقشات دعا الدكتور عباس ك. كلية فاروق، جامعة كاليكوت، الكاتب لإهداء نسخة من مؤلفاته إلى الممتحن الخارجي، مثلما أهدت سبينة نسخة من رسالتها إلى أشرف أبو اليزيد، الذي وجه كلمة خاصة،  قال فيها: “أعتقد أنه لم يكن يخطر ببالي، وربما لم يجُل بالمثل ببال الباحثة سبينة، أو خاطر المشرف على رسالتها لنيل درجة الدكتوراه أن أكون حاضرا هنا أمامها وهي تدافع عما أنجزته خلال سنوات من البحث الدؤوب والمتابعة المضنية لتسطير هذا البحث الذي شرفت بقراءته،مثلما سعدت باختيارها لكتاباتي كي تكون مادة خامًا تصوغ منها هذا النسيج المتكامل.  ولا يخفى عليكم، كما تعلمون، أن سعادة الكاتب، تزداد حين يجد لما يكتب صدى لدى المتلقي، سواء كان قارئا، أو ناقدا، ولكن سعادة أكبر تأتي عندما تصبح كلماتُه موضع درس وتقييم، وأن تدخل المختبرَ  العلميَّ النقدي أكاديميا، فمثلما أعطى النشر الأدبي العام للنصوص حياة أولى،فالنشر العلمي يمثل حياة ثانية، خاصة؛ وهو يمهد لباحثين من أجيال وعوالم مغايرة دخول عالم المؤلف على نحو مختلف؛ لا أقول محصنا بالصرح الأكاديمي الذي أجاز البحث فيه، ولكنه يدخله مضاء بأدوات جديدة، وفكر متجدد، وآراء متباينة، تحت أكثر من سماء.”

وأضاف أشرف أبو اليزيد: “دعوني أعترف أن الأسئلة التي أثارتها الباحثة على مدار سنوات كتابتها، كان لها دور في  إعادة قراءة ما كتبت،  ودائما ما يغفل الكتاب إعادة قراءة منتجهم، رغم أنها مراجعة مطلوبة تفيد في إعادة قراءة الذات المبدعة، بعين ناقدة، يصبح المؤلف أحوج شيء إليها، عملا بعد  الآخر. ولا أنسى دور زوجها الدكتور عباس في دعمه للحوار العلمي وتيسيره له، كي تجد الباحثة ما يلزمها من مصادر ومراجع ونصوص منشورة ومخطوطة، أفادتها بلا شك، كما رأينا في المناقشة.”

واستطرد الكاتب: “قبل بداية بحث السيدة سبينة وعند نهايته، يقف عملان روائيان لي، تحضر فيهما الهند، “حديقة خلفية”؛ التي تُرجمت العام الماضي إلى لغة الماليالام،  و”الترجمان” التي نشرت مطلع هذا العام في القاهرة، وأتمنى أن تجد حظها المماثل من الترجمة. وأعتقد أنه خلال تلك السنوات؛ التي زرت فيها الهند، كتبت أكثر من رحلة بين مدن راجستان، وكوجرات، وكيرالا، ومومباي ، والتقيت بشخصيات هندية بأكثر من جغرافيا، ونشرت فيها مختاراتي الشعرية بالإنجليزية في مومباي، ليصبح عالم الهند أكثر قربا، فما عاد مجرد فولكلور تنقله السينما والأفلام التسجيلية. وكنت قبل سنواتٍ طويلة قد تعرفت إلى الأدب الهندي، سواء عبر المنشور في مجلة “صوت الشرق” التي  تصدرها سفارة الهند في القاهرة، أو بواسطة ما استطعت الحصول عليه من أشعار رابندرانات طاغور وحكمة المهاتما غاندي التي ترجمت الكثير منها شعرا. ثم كانت الثقافة الهندية إطارا للمعرفة التي أردت أن أتزود بها، في الأدب والفن والتاريخ، كي تكون عوني في رحلاتي إلى مدن الهند العريقة. ولذا كانت الراميانة، مثالا، لا تفارق مكتبتي، وظل أثر الدكتور ثروت عكاشة عن الفن الهندي رفيقا لي، مثلما أمتعتني بوليوود بأفلام تختلط فيها ألوان المتعة والدهشة كما تمتزج دموع الفرح والبكاء. لكن ذلك كله أضعه في جانب، مقابل لجوانب أخرى اكتشفتها في رحلتي إلى الهند، حيث خرجت الملاحم من أسْر السطور، وعاشت الأساطير في الحياة اليومية للبشر، واختلطت رائحة البخور في المعابد بروائح التوابل في المطاعم والعرق في الشوارع، وباتت الهند الجديدة بلدا آخر، لا يبعد عن الصورة المثالية للحكمة والعجائب وإنما يضيف إليها. أما، وقد عشت في دول الخليج العربي، وتنقلت، خاصة بين سلطنة عُمان ودولة الكويت، فقد اقتربتُ على نحو غير مسبوق بالشخصية الهندية المغتربة، ورأيت تلك الإنسانية المسافرة ـ مثلي ـ تحمل روحها المبدعة، وتحتفظ بوطنها داخلها، ففي ندوة أقيمت في القاهرة، طلب أكثر من ناقد أن أقرأ الفصل الخاص بالهندي عبد الرحمن، أحد الرواة في “الترجمان”، لأن كل راوية كان يتحدث بلهجته القريبة من الفصحى، فكانت هناك ألسنة مصرية وشامية وكويتية وهندية، بين جنسيات العمل، تستقي من معين لغتها، وطريقة نطقها وفهمها للغة العربية. ولن يجد القراء نقلا مباشرا للهجة المحكية، بل معالجة فصيحة لها، مثلما سيجد أسماء لمعالم وأماكن هندية لم أقرأ عنها وحسب، ولكنني سكنت فيها، ومررت بها، والتقطت صورا لها، قبل أن أنقلها لعالمي الروائي. فأنا من المؤمنين بضرورة البحث الجاد قبل الكتابة، لأن الرواية كما تعلمون تؤسس عالما روائيا، لا يقل تكوينه وتشكيله تعقيدا أوصدقا عن الواقع المُعاش.”

واختتم أشرف أبو اليزيد كلمته: “لم تعد الشخصية الهندية في روايتي مجرد كلمات وعبارات وسطور، وإنما هي كائنات تعيش معي، ولست أستغرب أن يتردد على لساني أحيانا قولي: كما يقول عبد الرحمن أو كما حكت دارسين،  وكأنهما شخصيتان حقيقيتان. ولا أنكر أن التاريخ المعاصر المشترك لا يقل تأثيرا عن التاريخ العريق المتشابه، فكلاهما يشكلان شخصية المؤلف الذي يتناول الهند، سواء في أدب رحلاته، أو سرده الروائي. لكن المهم  في ناظري أن المستقبل كذلك لا يقل أهمية، وأن دور الأدب ودراسته في الثقافتين سيغير من شكل هذا المستقبل، وأن قراءة المشترك بين الشخصيتين العربية والهندية تحتاج مزيدا من البحث والإضاءة، وأن لبنات تضعها كاليكوت وكيرالا بمؤسساتهما التعليمية، وجهود أهلها بالترجمة والنشر والبحث، ستؤسس فضاء رحبا يسمح لنا بأن تكبر أحلامنا، وأن يكون حضوري هنا، في هذه المناسبة العلميةالاستثنائية بالنسبة لي ، هو بداية تعقبها مناسبات أخرى لأدباء وباحثين من الفضاءات الثقافية والأكاديمية، يتبادلون الحضور في الهند، والدول العربية.”

وأعلن الدكتور أحمد إبراهيم التوصية بمنح سبينة ك. درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها، من جامعة كاليكوت الهندية، حول “شعرية السرد في رويات أشرف أبو اليزيد”، واصطف الحضور حول الباحثة والكاتب لالتقاط الصور التذكارية.

 

 

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات