افتتح رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد صالون الإبتكار في الصناعات التقليدية بالكرم بالضاحية الشمالية بتونس صحبة وزير السياحة و الصناعات التقليدية التونسي رينيه طرابلسي و مدير الديوان الوطني للصناعات التقليدية السيد / فوزي بن حليمة ..حيث تفقد أجنحة الصالون المتعددة و التي ضمت العديد من الصناعات التقليدية التي تنامت في تونس عبر مختلف العصور بدء من الفسيفساء و الفخار و ليس إنتهاء بالصناعات الغذائية المختلفة مرورا بصناعات المنسوجات المختلفة و الملابس التقليدية و الحفر و الرسم على الخشب و النحاس ، و قد تميز الصالون بتعدد منتجاته و تنوعها و التي أظهرت سمات التشابه و الإختلاف في تلك الصناعات بين الولايات التونسية و عكست في الوقت نفسه مهارة الحرفي التونسي في إستغلال خامات البيئة و ما تمن عليه به الطبيعة و توظيفها بشكل عملي يحمل بعدا جماليا لا تخطئه العين، فيما أظهرت الصناعات الغذائية حذق المرأة التونسية في توفير منتجا غذائيا ثري و صحي ، فضلا عن براعتها في حفظ و تجفيف المحاصيل المختلفة و دقتها في تصنيع أواني الحفظ مما تجود به البيئة و أهمها الفخار الريفي المستخدم في ” الخوابي” و أواني طهي الطعام و تقديمها مثل ” المقفول و الصحون  و أكواب الشرب “..
و قد ثمن رئيس الحكومة السيد / يوسف الشاهد .. دور الصناعات التقليدية الهام في تونس كمصدر للدخل و ترويج السياحة و صرح بأنه بصدد عدم الإكتفاء بالصالونات و المعارض و المناسبات المؤقتة مضيفا أن الحكومة ستعمل على إنشاء مقر دائم لعرض و بيع الصناعات التقليدية  بما يليق بها و بدورها المميز ..

و في المؤتمر الصحفي للصالون الذي عقده وزير السياحة التونسي بحضور الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية السيد / زوراب بولوليكاشيفيلي .. و مدير الديوان الوطني للصناعات التقليدية السيد فوزي بن حليمة ..أكد وزير السياحة التونسي السيد / رينيه طرابلسي على أهمية توافر الوعي الإعلامي و المهنية في التعاطي مع الحوادث الإرهابية و التي تشكل ضررا كبيرا على السياحة في حال الإخلال بقواعدها ، كما أشار إلى خطورة ما يتسبب فيه الهواة على مواقع التواصل الإجتماعي من خلال نشرهم مقاطع مصورة أو صور تسئ إلى صناعة السياحة ، كما صرح الوزير أن تونس ستكثف من إتصالاتها في الفترة القادمة بالدول الشقيقة و الصديقة كي تشغل إحدى المقاعد الستة في منظمة السياحة العالمية إذ سيساعد هذا الإجراء في تأكيد إستعادة تونس لمكانتها السياحية و ثقة السياح مما يسهم في رواج صناعة السياحة التي يعتمد عليها عدد كبير من العائلات التونسية علاوة على دورها الرئيس في دعم الدخل القومي لتونس..

و بدأ السيد / فوزي بن حليمة .. مدير الديوان الوطني للصناعات التقليدية كلمته في المؤتمر بمؤشرات إيجابية واعدة بتصريحه أن صادرات تونس من الصناعات التقليدية قد إرتفعت من 60 مليون دينار في عام 2017 إلى 80 مليون دينار في عام 2018 بنسبة 30% ، و خلال عام إرتفعت قيمة صادرات الصناعات التقليدية للولايات المتحدة الأمريكية من 5 ملايين دينار إلي 17 مليون دينار و هو ما يعكس تطورا ملحوظا و هاما في صادرات الصناعات التقليدية ، و أضاف أن إهتمام الديوان الوطني للصناعات التقليدية بالتراث المادي و اللامادي و عنايته بالفخار الريفي خاصة ” فخار سجنان ” المميز كان أحد الأسباب التي نتج عنها تسجيل منظمة اليونسكو ” لفخار سجنان ” ضمن التراث العالمي ، و كشف عن خطط ديوان الصناعات التقليدية خلال الفترة القادمة حيث سيكون تركيز الديوان هذا العام على الفسيفساء ” الموزاييك ” بعد الفخار الريفي .. و هو أمر منطقي فقد عرفت تونس قديما في مختلف العصور بثرائها البالغ في فن الفسيفساء و مازالت تونس في مقدمة الدول التي تتقن هذا الفن الرفيع و تتميز فيه .. ، و قد رحب فوزي بن حليمة بالمغرب كضيف شرف لصالون الإبتكار في الصناعات التقليدية لهذا العام .. و أشاد بالمشاركة الدائمة لدولة الجزائر الشقيقة التي تحرص على التواجد في هذا الموعد السنوي..

-زوراب بولوليكاشيفيلي أمين عام منظمة السياحة العالمية .. ثمن الجهود المبذولة من قبل الدولة التونسية بصالون الإبتكار في الصناعات التقليدية و أكد أنه أحد أكبر الصالونات التي حضرها في هذا المجال ، و دعا إلي توسيع المشاركة المغاربية و الإفريقية التي ستجعل هذا الصالون الأهم في إفريقيا كخطوة أولى ليصبح الصالون دوليا بالفعل لأنه جدير بذلك ، و أضاف أنه يريد أن يقترح على الدولة التونسية إلغاء التأشيرة إذ سيساهم هذا الأمر في الرواج السياحي و إزدهار السياحة التونسية في هذا البلد المميز الذي يمتلك كافة المقومات لسياحة ناجحة .. قائلا أنه يتفهم الظروف التي تمر بها تونس و المنطقة لكن الشروع في التفكير على هذا النحو سيكون له مردودا إيجابيا على تونس..

و يستمر صالون الإبتكار في الصناعات التقليدية في الفترة ما بين 22 مارس إلى 31 مارس الجاري .. متزامنا مع عدة فعاليات تشهدها تونس خلال شهر مارس أولها : الأعمال التحضيرية للقمة العربية التي ستلتئم في تونس في نهاية الشهر ، و ثانيها : إفتتاح تظاهرة تونس عاصمة للثقافة الإسلامية للعواصم العربية لعام 2019 .. فضلا عن حلول عطلة الربيع المدرسية و هو ما سيتيح الفرصة لزيارة أكبر عدد من الجمهور المتنوع للإطلاع على جانب هام من التراث التونسي يختلط فيه الفن الرفيع بمهارة الحرفة لصناعات تقليدية تروي لنا قصة الحضارة في تونس

Tweet