المهرجان الدولي للمسرح المحترف بجندوبة 4/4 … الطريق المفروش بالنوايا الحسنة

02:34 مساءً الأربعاء 10 أبريل 2019
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

كان لابد من التريث و محاولة ضبط النفس قبل الكتابة عن المهرجان الدولي الأول للمسرح المحترف بجندوبة 4/4 .. فجندوبة تلك المدينة التي تمثل عاصمة ولاية جندوبة الجميلة الحدودية مع الجزائر في أقصى الشمال الغربي التونسي ينتظر منها الكثير عندما تأخذ على عاتقها إقامة مهرجان مسرحي محترف فعلاوة على جمالها الأخاذ الذي يفجر كافة منابع الإبداع فقد أنجبت جندوبة العديد من الفنانين المتميزين خاصة في مجال المسرح ..
D9E4D1E2-0C59-4416-AC58-2505A0A46488
-البداية كانت مع إعلان الأزهر الفرحاني .. مدير مركز الفنون الدرامية و الركحية بمدينة جندوبة عن إقامة مهرجان 4/4 الدولي الأول للمسرح المحترف  من 2:7 أبريل بمشاركة 6 دول عربية هي تونس و الجزائر و المغرب و مصر و لبنان و العراق ، و دولتين أوروبيتين هما إيطاليا و إسبانيا ، و قد تضمنت فعاليات المهرجان 24 عرضا فنيا 14 منها عروض مسرحية ، و حضور 5 فنانين دوليين ، و 5 جوائز تصل قيمتها إلى 38 الف دينار تونسي .. ، كما أعلن أيضا عن أن العروض ستقدم بين مدينتي جندوبة ” المركب الثقافي عمر السعيدي” و ” دار الثقافة ” بمدينة  بوسالم .. ، و تضمنت الفعاليات معرضا للعرائس و فيلم عن الموروث الثقافي و الحضاري للمنطقة ، و معرضا للصور حول تاريخ الفرقة الجهوية ، و عروضا كرنفالية مع تنشيط عروض تعتمد على التفاعل مع الشارع ، بالإضافة للتكريمات ، كما حملت الجوائز أسماء المبدعين و الفاعلين الكبار في ميدان الثقافة و الفنون من أبناء الجهة .. ، و شملت الفعاليات المعلن عنها ندوة فكرية و  مائدة مستديرة ، و برنامج تكويني في المسرح عبارة عن 4 تربصات .. تكون بداية للإعلان عن إنطلاق مختبر مسرحي ، و إصدار نشرة يومية للمهرجان ، مع التأكيد على إن لجنة تحكيم المسابقة هي لجنة دولية إذ تضمنت بين أعضائها أثنين من جنسيات عربية ! أحدهما مقيم بتونس

– أول القصيدة :

كان أول القصيدة في هذا المهرجان هو خلل إتصالي فادح حيث كانت إقامة الغالبية العظمي من الصحفيين و النقاد و الإعلاميين خاصة من الصحافة الدولية في مكان و الفرق وضيوف المهرجان في مكان أخر بعيد عنه بمسافة لا يمكن قطعها بسهولة على الأقدام في منطقة غابات جبلية ، و تصورنا أنه سيتم التغلب على تلك العقبة بتوفير وسيلة للتنقل ذهابا و إيابا .. لكن ذلك الأمر لم يتحقق أبدا ..
8D22DF58-E79D-4D64-8200-F98F1C181DB6
– كان إيجابيا أن يفتتح المهرجان بعرض كرنفالي في الشارع أظهر مهارات أعضاء الفرقة الجهوية في السير بالسيقان الخشبية و هم يرتدون الأقنعة أو ملابس الشخصيات الأسطورية و الحيوانات إلخ .. لم يخلُ العرض البهيج من بعض الهنات أبرزها فوضى الموسيقى لكن المسألة تم تجاوزها من خلال حالة البهجة التي عمت الشارع أمام المركب الثقافي ” عمر السعيدي ” ، و ساهمت خيمة معرض الملابس و الأطعمة التقليدية مع فنون رسم ” الحرقوس و الحنة ” و هي من الفنون النسائية التقليدية بالجهة في تزكية الجو الكرنفالي خاصة مع العروض الموسيقية الغنائية لفرقة ” البارود الأغواطي ” الجزائرية بسوق أهراس التي كانت تطوف داخل المكان و خارجه و حوله في إحداث ديناميكية مستمرة أثرت الجو الإحتفالي ..
– و قد إفتتح والي جندوبة السيد/ علي المرموري و المنجي الرحوي عضو مجلس نواب الشعب المهرجان بإلقاء كلمات إفتتاحية .. فيما لم يلق المسرحي الكبير ” منير العرقي ” الذي أنابه وزير الثقافة ” محمد زين العابدين ” في الإفتتاح  كلمته تجنبا للحرج إذ أن له عرض مشارك في المهرجان ..
لاحظ الجميع غياب عزف النشيد الوطني و علم الدولة عن الحفل الإفتتاحي لكن القائمين على المهرجان تلقوا الملاحظة بصبر نافذ و صدر ضيق ربما كان مؤشرا هاما على عدم الإنضباط في مواعيد العروض و الفوضى التنظيمية و غياب الدعم اللوجستي و أبرزه توفير وسائل النقل للضيوف الذين بقي بعضهم ينتظر حتى الساعات الأولى من الصباح في طقس بارد .. ، و لا يمكن مطلقا قبول تعلة ضعف الإمكانات المادية أو عدم وجودها في مهرجان دولي .. فإن لم تتوافر تلك المقومات الأساسية فالأحرى أن لا يتحمل مسئولوا الثقافة في الجهة مسئولية مهرجان دولي ..
بطبيعة الحال لم يتسن للعديد من الضيوف و منهم كاتب السطور و زملاء أخرين متابعة معظم العروض و الفعاليات .. و ما تحقق منها أو لم يتحقق ، كما لم يتسن لنا متابعة ندوة فكرية أو مائدة مستديرة أو ورش تكوينية .. فكلها فعاليات لم نعرف عنها شيئا على الإطلاق بسبب وسائل النقل ..

83804379-4381-4229-859E-507A872B7519و لا يعقل أن لا يوفر مهرجان دولي لضيوفه من الصحفيين الدوليين فرصة تغطية عروض بلدانهم المشاركة .. و هو ما يفتح المجال لتصديق ما أشيع عن إنحياز أحد أعضاء لجنة التحكيم ” العرب ” لعرض بلاده و تعامله بصلف مع عرض أخر هدده بالإستبعاد من التسابق بسبب التأخير الخارج عن إرادة الفرقة التي لم يتسن لها أن تعرض إلا مع منتصف الليل أو بعده .. فضلا عن معاناة الفرقة في عمل البروفات حيث إضطرت لعمل البروفات في قاعة و ليس على خشبة المسرح الذي ستعرض عليه و التي إستلمتها متأخرا .. تحديدا مع ” العرض المصري .. إترك أنفي من فضلك ” لفرقة مسرح الهناجر ..
إقامة مهرجان دولي بجندوبة فكرة رائعة و تثري الواقع المسرحي التونسي و العربي و المتوسطي .. لكن النوايا الحسنة لا تكفي فالطريق إلى جنهم مفروش بها .. الأمر يحتاج إلى مراجعة من قبل الجهات المسئولة و على رأسها معالي وزير الشئون الثقافية/ محمد زين العابدين .. الذي وددت أن أسأله هل كان سبب غياب سيادتكم عن إفتتاح المهرجان هو علمكم في الساعات الأخيرة بواقع المهرجان الذي وددنا أن يكون إضافة حقيقية للثقافة التونسية و العربية ؟ .. أيا كانت الإجابة ففي الوقت متسع لتدارك الأمر و أن نعزو السلبيات لأخطاء التجربة الأولى و مشكلاتها

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات