في تجربة نادرة، أتيح لي أن أقرأ ـ قبل نشرها ـ النص العربي للرواية القصيرة (فردوس العشاق)، والتي ترجمها عن اللغة المليبارية (المالايالامية) الكاتب والباحث البارع عبد الرشيد الوافي.
وسر الندرة في أمرين، أولهما أنني ألتقي تجربة في الكتابة تأتي من جنوب الهند لتحكي عن حياة فلسطينية صرفة، وهو أمر وجد صدى لدي لأنني أعيش مسارات حيوات آخرين في كتابة الرواية، كما أن عنوان ترجمة الرواية إلى الإنجليزية (عشق الرعد والبرق) لمؤلفها ب.ك.باراكادفوا، وجدت أنه قد يكون في العربية مناسبا الحديث عن فردوس العشاق كما سيصادف القاريء بطلي العمل الأدبي الرفيع.
ويعد الكاتب ب.ك.باراكادفوا، أحد أشهر الكتاب والصحافيين من الهند في عصره، كما أنه رائد القصص القصيرة المالايالامية ، وأعماله الأدبية من روايات وقصص متجذرة في عمق الثقافة الهندية والفلسطينية، ولد في فاركدو، شمال ولاية كيرالا في جنوب غرب الهند، في الخامس عشر من أكتوبر عام ١٩٥٢ ،وتخرج في كلية فاروق بكا ليكوت، و عاش و عمل في دول الخليج… وحاليا يشغل محررا لمجلة ماديمام المالايالامية .
أصدر باراكادفوا ثمانية و ثلاثين كتابا” ، وكتب مئات المقالات في الثقافة والأدب ، وجل نتاجه صدر باللغة المالايالامية ، و ترجم العديد من مؤلفاته إلى عدة لغات بما فيها الإنجليزية والهندية والمراتية والتاميلية والتلنغية والكنادية
و أشهر رواياته (فردوس العشاق ) تحظى اليوم بأهمية متزايدة، وعدها النقاد حدثا أدبيا من الطراز الأول، وفيها يحكي قصصا وأحداثا مقتطفة من فلسطين، و من أعماله الأخرى (صراخ السكوت ) (و (أبواب القلب)و (الكلمات المجروحة) و( قصص باراكادفوا
… ويتميز هذا الكاتب عن غيره بقدرته المتفردة على السرد الذي يأسر قلوب القراء مع تنوعهم، وأهم ما يذكر هنا أن سرده بسيط ولغته غير معقدة واضحة، وكانت له مقدرة فائقة “باهرة على السرد المدهش الذي طرح إلى قلوب القراء أفكارا مع التعرض لأبعاد الحياة البشرية.
يتقلد الأديب العديد من المناصب العلمية والأدبية والثقافية، فقد اختير عضوا في المجمع الأدبي للهند كما تم اختياره عضوا في المجمع الأدبي بكيرالا… وقد حصل الأد يب الهندي على عدة جوائز، ومنها أس ك بوتكاد عام ١٩٩٥وجائزة فايكم محمد بشير ٢٠٠٩ وجائزة كتمت عام ٢٠١٠ وجائزة المسهامات الشاملة في الأدب للمجمع الأدبي في كيرالا عام ٢٠١٨
أما الأمر الثاني والمهم بالنسبة لي فهو اللغة الأدبية الرفيعة التي نقل إليها المترجم نصه الأصلي، وفيها من الشاعرية ما حمل روح الرواية وفضاءاتها التي تحلق كذلك في سماء الشعر العربي،وخاصة للشاعر محمود درويش.
من أجواء الرواية:
يوما من الأيام أعطيت لك زهر نيسان الأحمر…
أتذكر تماما… كان ذلك يوما قدت فيه موكبا كبيرا في غزة وأثارت القوات العسكرية إثارة شديدة…
وعندما رجعت دخلت في البيت وأنت شامخ الرأس مثل قائد منتصر…
ورحبت بك في الفناء معطية لك زهر نيسان الأحمر…
فقلت لي إن غسان كنفاني قد وصف هذه الزهور الحمراء بأنها قطرات دم الشهداء الذين بعثوا من الأرض ونظروا إلينا، ذاك اليوم تحدثنا عن الحب والجهاد والموت حتى انتصف الليل، وأنشدت شعرا حين هممت بالذهاب…
” عيناك حين تبسمان تورق الكروم
وترقص الأضواء، كالأقمار في نهر
يرجّه المجذاف وهنا ساعة السحر
كأنما تنبض في غوريهما النجوم… ”
وفي النهاية قبلت عيني فمضيت…
وقفت ناظرا إلى الشارع مدة طيلة…
وكان الشارع خاليا، جنود يقومون بدورية مع بنادقهم هنا وهناك…
قبل قليل… كانت المدينة مثل نهر زاخر يفيض مولولا وصاخبا…
جماهير يفيضون…
أياد مرفوعة إلى السماء…
أنت نفسك يا فرناس أمام الذين صرخوا أنهم لا يهزمون…
..
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.