رواية (الترجمان) بعيون جمال محمود: حين يأتي الواقع على طبق من خيال

06:05 مساءً الإثنين 5 أغسطس 2019
مدونات

مدونات

مساهمات وكتابات المدونين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

A96E0D53-B3DE-4878-9087-196D88D307BC

مقال للكاتب والصحافي المصري : جمال محمود 

مؤخرا فرغت من قراءة رواية ” الترجمان ” للروائي والشاعر الاستاذ أشرف أبواليزيد ، وكنت قد قرأت عنها ولكن لم يتيسر لي قراءتها من قبل .

جمال محمود

جمال محمود

كثيرون كتبوا عن هذه الرواية من زوايا مختلفة حسب وجهات نظرهم النقدية ، ولأنهم أهل اختصاص و الأقدر على ذلك ،فما أكتبه هنا ليس نقدا أو كتابة في الرواية ، إنما هو تعليق على بعض شخوصها ، وسحبها من الورق إلى الواقع .
بالطبع هي رواية اجتمع فيها ما يمكن تسميته بكل أصناف الروايات ، ولذا لا يمكن حبسها في شكل روائي معين ، ففيها ما يمكن تسميته بالرواية التسجيلية لمرحلة شخصية غير محددة الفترة الزمنية ، ومن جانب آخر يمكن القول إنها تبدو كسيرة ذاتية وهي ليست كذلك ، وهي أيضا رواية اجتماعية بل وسياسية أيضا ، ويمكن أن تقول عنها الكثير .
وقد أجاد أبواليزيد بلغته الرشيقة والشعرية أحيانا ، أن يجعل من روايته التي هي بالأساس عمل متخيل ، عملا واقعيا ، ربما تجد فيه نفسك ، وتجد فيه آخرين تتعامل معهم في حياتك اليومية في العمل والشارع والسوق والعمارة التي تسكنها ، بل وأي مكان آخر تجري فيه الحياة بوتيرتها العادية أو المتسارعة أو المتناقضة ، وإن شئت قل بكل ما في الحياة من تشابكات ، حتى وإن كانت أحداث الرواية محدودة بدائرة المثقفين والأدباء .

من الأرشيف : الاحتفال بصدور الترجمان في أمسية استضافتها الدار الناشرة؛ مؤسسة بتانة الثقافية، في القاهرة

من الأرشيف : الاحتفال بصدور الترجمان في أمسية استضافتها الدار الناشرة؛ مؤسسة بتانة الثقافية، في القاهرة

ولأنني من الذين يمكن اعتبارهم ( كانوا ) في تماس مع الشخوص الواقعية الموازية لشخوص الرواية المتخيلة في الكويت ، بسبب عملي
كصحافي ، ومن فرط ما قابلت من نماذج بشرية مختلفة ، خصوصا في الوسط الثقافي الذي كان مجالا لعملنا الصحفي لسنوات عدة ، أكاد أشير إلى معظم شخوص الرواية وأقول هذا فلان وهذا فلان وهذه فلانة وإن كنت هنا في كتابتي تلك لا أقصد شخصا بعينه ، إنما ما أكتبه على سبيل المثال لا أكثر ، فهذه (شادن) مثلا وهي شخصية لها مكانة في الرواية ، أعرف نموذجها الواقعي جيدا ، وأعرف قصتها مع رؤساء المؤسسات الثقافية وكيف كانت تعاملهم باستعلاء وعجرفة ليس بالطبع من أجل رهافة حسها أو لأنها مهمومة بالواقع الثقافي ، إنما لأسباب أخرى أبعد ما تكون عن ذلك ، و بالرغم من أن هؤلاء الرؤساء هم من أبناء البلد الذين يحملون جنسيته بالتأسيس بينما هي من غير محددي الجنسية مع احترامي على الصعيد الإنساني للجميع ، وـ هذا ليس تقسيمي ولكنه تقسيم موجود ويدور حوله صراع يومي منذ سنوات طويلة بين أبناء البلد أنفسهم على كل الصعد السياسية والاجتماعية ـ كانت شادن تكويهم بنار حقدها الدفين ومرة أخرى ليس لأمر يخص الواقع الثقافي أيضا ، ولذلك كانوا يحاولون استرضائها بأي شكل رغم أنهم كانوا يبادلونها كرها بكره .
لقد تحدث أبواليزيد في ( الترجمان ) عن هدية الشوكولاتة الفخمة التي أوصلها سلمان رئيس مؤسسة الترجمة بنفسه إلى مكتب رئيس تحرير الجريدة التي تعمل بها ( شادن ) ليشاركها الاحتفال بتكريمها ، بعد إدعائها بإنها منحت جائزة من مؤسسة ثقافية وحقوقية دولية ـ هي في واقع الأمر قصة مفبركة ولا وجود لها ـ ، ولكنه أي أبواليزيد ربما لم يعلم عن هدية رئيس مؤسسة ثقافية أخرى ، تشابه درجته الوظيفية رتبة وزير الثقافة في مكان آخر ، وكانت الهدية عبارة عن شجرة ضخمة ( هاندميد ) يزيد ارتفاعها عن مترين وضع على كل فرع منها أكثر من كيلو من الشوكولاتة الفاخرة ، وهذا يبين مدى استغلال هذه الصحافية للثقة التي منحتها إياها الصحيفة التي تعمل بها من أجل إثراء العمل الصحفي و ليس لتحقيق مكاسب شخصية أو لتفريغ شحنات الحقد والكراهية تجاه الآخرين . لقد كنت أرى كيف كانت ” شادن ” تهاجم بعنف رئيس المؤسسة الثقافية تلك ، وكيف جاء بنفسه ليقدم لها الهدية طالبا ودها ، وهو من هو ، بل وهو صهر من ؟ .

لقد كادت خدعة ( شادن ) أن تنجح فعلا كما قال أبواليزيد ، لولا الكاتبة اليسارية المكسيكية ـ أو لو تشأ قل ( المصرية) ـ التي رفضت هذه الجائزة ، وافتضاح الأمر بأنه لا توجد مؤسسة بهذا الإسم ، فضلا عن مقالات الكاتب المشهور في صحيفة مناوئة للصحيفة التي تعمل بها ” شادن ” وهاجم فيها ( شادن ) ، بل وهاجم أصحاب الصحيفة أنفسهم ، اعتقد أنني لا أزال أحتفظ بهذه المقالات حتى الآن .
مصطفى سند ( الجرادة )
ربما تكون شخصية ” مصطفى سند ” كمنافق ومتسلق ونمام ووضيع فيه كل الصفات الذميمة ، هي صفات الشخص الذي أعرفه تماما ، والذي أعرفه هو شخص يشبه بجسده الضئيل ووجهه الدميم حشرة ” الجراد ” شكلا وموضوعا ، ـ بالمناسبة هذا الجرادة حصل على الدكتوراه فيما بعد بفضل أساليبه المنحطة في النفاق والنم واستعطاف الآخرين ـ ، وكيف كنت أراه يأتي عند “شادن” متذللا من أجل نشر مقال أو ما شابه ، ذات مرة قالت لي “شادن” مستنكرة باللهجة الخليجية بعد أن غادر المكتب : شفيه هذا الشخص ، موطبيعي ، تصدق خلى أمه تكلمني من مصر .. شنو قصده . فرديت عليها مداعبا : ربما طالب القرب ، فامتعضت بشدة ، لأنها وقد تجاوزت الخمسين ولم تتزوج شديدة الحساسية لهذه الناحية. وكان تحليلي الشخصي أن اليتم وتربية أمه له واصطحابها له إلى مجالس النساء دون مجالس الرجال قد أثر في شخصيته .
هذا ” الجرادة ” أدخلني ذات مرة في مشكلة مع الشيخ محمد العوضي ، الذي (هبدني) ثلاثة مقالات في جريدة ” الراي ” مضمونها .. كيف واشلون ، واشحقه ، تسمحون لهؤلاء الشيوعيين يدشون الكويت ، وأنا ـ بالرغم من أن اعتناق الشيوعية ليس مسبة ـ ما كنت شيوعيا في يوم من الأيام ، ولكن الحكاية هي أن هذا ” الجرادة ” أينما تذهب : إلى مؤسسة ثقافية أو إلى وزارة الأوقاف بل وحتى وزارة الزراعة أو سوق الغنم ، أو أي مكان آخر تجده هناك كالبرص ملتصقا على أي شيء ، ومن التصاقاته تلك ، أنه كان ملازما للشيخ العوضي ، وكنا قد تعرضنا للنقد للمؤسسة الثقافية على استضافتها رجل دين هو عمر خالد بتاع ” الفياخ ” في تساؤل بسيط عن مشروعية أن تستضيف مؤسسة ثقافية رجل دين ، وإذا بالجرادة يبدأ بالطنين حول رأس الشيخ العوضي ، ويتهمني بأنني شيوعي وأن مسؤولة القسم ( شادن ) بريئة وطيبة وبنت حلال وبتنز إيمان ! وأنني أنا الذي كتبت هذا السؤال ، ليبدأ الشيخ العوضي سلسلة مقالاته مهاجما إياي ” كوافد ” ما يجوز له كتابة مثل هذا الكلام ، لعنك الله يا ( جرادة) بالرغم من أنك تنتمي للمحافظة التي أنتمي إليها ، إنك أسوأ نموذج للمصري ، بالرغم من أن مثلك كثير في هذ الكون.
أيضا حكاية ( شادن ) مع المهندس الذي يعمل في مؤسسة ثقافية ,و الذي كان ينتمي إلى فئتها نفسها وقد جاءها مزهوا متعاليا بعد أن حصل على الجنسية وجلس أمامها واضعا ساقا على ساق في مكتبها و كأنه حاصل على الجنسية بالتأسيس منذ أيام الغوص ، فامتعضت وغضبت ، وإياك وغضب (شادن )، وظلت في عدائها له حتى الآن وأظن أنه سيبقى ، وقد نالني من هذه المعركة الصامتة بينهما رذاذ ليس بالطيب ، والسبب هو أنني كنت أرى أن علي أن أقدم عملا صحفيا مجردا إذ إنني لست في عداوة مع أحد من أبناء البلد ( الكويتيين ) لأنني أعمل في صحافتهم ومن حقهم أن يظهروا على صفحاتها ما داموا يستحقون ذلك ، ولكن الأمر بالنسبة لـ ( شادن ) كان مختلفا ، وأساسه الكراهية لأبناء البلد ، لقد قابلت هذا المهندس وهو كاتب بالمناسبة ذات مرة وأجريت معه مقابلة ، وسلمتها لشادن من دون معرفة خلفيات هذه المعركة بينهما ، فإذا بالمقابلة تدخل الثلاجة ولم تخرج منها حتى الآن . وبسبب عدم نشر المقابلة نلت عداءه حتى خروجي من الكويت . بالمناسبة هناك المعارك تدور في صمت والضرب يكون تحت الحزام ، بالرغم من أن جميع أطراف المعركة يتقابلون ويتباوسون ويجاملون بعضهم البعض ..!
حكايتي مع ( شادن )
ذات مرة .. جئت في موعدي إلى الجريدة عند الظهيرة ، وفيما يشبه الفخ قالت لي رئيسة قسم المنوعات أو المجلة كما كنا نسميها ( فلسطينية تقيم في أوروبا ) و الذي كنا نتبعه : جمال ، شادن طلعت إجازة اسبوعين وأغلقت مكتبها بخزانته و فيه كل مواضيع المراسلين من القاهرة وبيروت ودمشق والمغرب وأي مكان آخر .. يعني يا حلو دبر حالك .. ومطلوب منك أن يستمر العمل بالوتيرة نفسها .. وحينها لم يكن بيدي سوى تغطية مسائية لا تكفي إلا لتغطية أقل من ثلاثة أعمدة في عشرة سنتيمتر ، و لكن دائما عند شعوري بالخطر أستجمع كل قواي ، وما كان مني إلا أن أخرجت دفتر المذكرات الذي أحتفظ به وأسجل به أي فكرة موضوع تعن في رأسي ، أجريت استطلاعا للأراء بين مجموعة من المثقفين عن قضية ما ، ثم موضوع من هنا وآخر من هناك ، أتممت عمل اليوم ، وظللت في الجريدة لوقت متأخر ، ومن خلال هذه الاتصالات تفجرت أمامي قضية مهمة تصلح لأن تكون ملف ساخن ينزل على حلقات لأربعة أيام .. وما تمنته ” شادن ” شرا لي ، عاد بالخير ، إذ أشاد رئيس التحرير ومدير التحرير ومجلس التحرير اليومي بالملف وأكملت العمل حتى عودة شادن على أكمل وجه ، ولكن هذا لم يمر مرور الكرام ، فقد بلغ أمر الإشادة لشادن وهي في منزلها ، فعادت متجهمة الوجه ، وكان السؤال عند وصولها : جمال أومال شنو الملف اللي عملته ويتكلمون عنه فوق في مجلس التحرير.
وعندها أحسست ببداية الحرب ، وهذا ما حدث ،استمرت حربها ضدي بدون هوادة فقد اعتبرت أن ما فعلته هو مؤامرة ضدها لإقصائها عن المكان ، بينما كان الأمر في حقيقته ليس أكثر من فخ نصبته لي حتى تؤكد للجريدة أن العمل لن يمضي من دونها ، ولأن سيرة الإنسان الحسنة تسبقه إلى أي مكان ، جاءني عرض بعد شهور قليلة بتأسيس قسم للثقافة في جريدة أخرى بضعف راتب ” شادن ” وكفاني الله شر حروبها ..وحروبها ليست ككل الحروب فقد طيرت رئيسها (عبدالله وهو كويتي من قبيلة كبيرة ) الذي حل محل رئيسة القسم الفلسطينية من منصبه الجديد ، ولم تدعه يستمتع به أكثر من شهر كانت تبادل القذائف فيه بين الطرفين يطال الجميع .
….
نموذج سلمان أيضا الذي لا يعني ” الوافد ” مهما علا شأنه ، عنده أو عند غيره أكثر من أجير يعمل مقابل أجر ، متى انتهت مصلحته معه انتهت علاقته به ، هو نموذج أساس وموجود عند الجميع ، لأنه جزء من ثقافة المكان ، بل هو جزء من الثقافة العربية الاستعلائية ، فالهندي أجير عنده ولكنه أجير مطيع ومن ثم هو لا يعاديه ، بينما المصري أو السوري واللبناني هو أجير أيضا ولكنه أجير مزعج لإحساسه بذاته الذي في الوقت نفسه يخدش طبيعة الاستكبار العربي ، الذي تصنعه أمور كثيرة ، منها القبلية والثروة ، وأسبقية الوصول للمكان .. إلخ .
…..
في السياق ذاته يأتي تقريع ابن ” فوز ” لأمه وصراخه في وجهها : ما تتزوجين غير مصري ؟؟ ( النقل من النص بالاعتماد على ما التصق بالذاكرة ).. بالطبع الكلام يحمل نظرة دونية شديدة للمصري وهذا شيء متأصل في الثقافة العربية القبلية ، المستعلية على الآخر ، في السعودية عندما يريدون تحقير شخص سعودي والدته مصرية يعايرونه بالقول : ( يا ولد المصرية ) .

نماذج المغتربين في هذه البلاد متعددة وحياتهم مريرة ، المصري له قصصه ، الهندي له قصصه ، الفلبينيات لهن قصصهن ، الهنديات والسريلانكيات الخادمات لهن قصصهن .. كل إنسان وافد على هذه الأرض له قصته ، وجميعها قصص متشابهة ، وفي النهاية الغربة تنزل بالإنسان إلى حضيض ، وتخرج منه أوضع ما فيه .
يكفي جانبا واحدا من الجوانب التي استعرضها أبواليزيد في روايته عن قسوة الغربة وتحولها إلى غول يقتل القيم والأخلاق ويحول الحياة إلى غابة ، الغربة بقسوتها التي تجعل أبومينا حارس العمارة الحاصل على ليسانس الآداب يهين ذاته إلى أقصى درجات الإهانة ، فيسهل أعمال الدعارة مقابل المال ، ثم يحرم ابن اخته من مشاركته أموال استغلال الشقق الخالية في هذه الأعمال ، والقسوة نفسها التي تجعل ابن اخته يؤجر الشقق بالساعة لبائعات المتعة الفلبينيات من دون علم خاله ، لتقع الكارثة في النهاية على رؤوس الجميع .
وهي الغربة نفسها التي تجعل سائق التاكسي الهندي ينسحق في العمل يوميا ولسنوات طويلة من أجل أن يسدد ثمن السيارة لكفيله ، وهي نفسها التي تجعل العامل المصري البسيط ينسحق أيضا ويدور في الساقية من أجل أن يدفع للكفيل ليجدد له إقامته لتسرقه الأيام ويجد نفسه كهلا بل وشيخا عجوزا تجاوز الستين من عمره ولم يحقق شيئا .

….

الحياة في الواقع هناك هي تماما كما في رواية ” الترجمان ” ، فغير محدد الجنسية يعتقد أن المصري يأخذ لقمة عيشه ـ لخصها أبواليزيد في مقولة : يأخذون نصيبنا من الزيت ـ ويحول دون حصوله على الجنسية ، ولذا هو يحاول بأي شكل أن يثبت لأبناء البلد أنه المخلص الأمين ، و أن المصري هو المنافق ، اللص ، الكذاب ، بائع المخدرات 0 ( الصورة التي رسمتها السينما المصرية للمصري ) الذي يسبب الازدحام في الشوارع ، وأن وجود المصريين خطر على الكويت لأنه ممكن أن يأتي يوم ويحتلوا البلد مثلما فعل صدام ، فضلا عن أن المصري يستولي على وظائف الكويتيين أنفسهم في الوزارات ، وغير ذلك من أساليب التشويه ( على فكرة هذه الحرب لاتزال موجودة على تويتر ومستمرة بقوة )
…..
عندما كنت أعمل (محرر ديسك ) في آخر جريدة عملت بها ، كان بها مندوب صحفي اسمه مشعل ، جريمة أن تقول عليه صحفي ، فهذا الأخ ربما لم يحصل على الابتدائية ومستحيل تفك خطه .
كان يعمل في قسم الحوادث ، يأتي إلى الجريدة عند الظهر ويظل قابعا على كرسيه حتى السادسة أو السابعة ، أسأل فين شغلك يا مشعل ، فيقدم لي ورقة أقسم بالله ليس في الأمر مبالغة ـ مكتوبة كالتالي : مصري ، هندي ، سيارة ، طريق الفحاحيل ، وأسأل إيه دا يا مشعل ، يرد : خبر ، يرتفع السكر والضغط ، فين الخبر يا مشعل ، فيرد : انت ليش زعلان .. يعني علشان في الخبر مصري
ياعم الحج أنا عايز الخبر ، مصري اسرائيلي أي مصيبة قل لي إيه اللي حصل .
فيرد مشعل : مصري دعم ـ يعني صدم ـ سيارة الهندي فكسرها له
يعني حادث ؟ أيوة .. بس المصري الغلطان
أرد : يعني أنا رجل مرور أعرف مين الغلطان ومين موش غلطان ، في الآخر سيارتين دخلوا في بعض .
وخد من دا كل يوم عركة مع مشعل لأن كل يوم نفس الحكاية : المصري طرف ثابت ويتغير الطرف التاني فممكن يكون :
باكستاني ، فلبيني أو من أي جنسية أخرى وباقي الخبر هو : سيارة ، الدائري الرابع ، المصري هو الغلطان .
في مرة وفي قعدة صفا مع مشعل سألته : بتشتغل إيه غير هنا يا مشعل ، أجاب بطريقته البدوية : يا ولد انا عندي 3 مقاهي وعندي تويوتا لاندكروزر ( ثمنها 15 ألف دينار ) وعندي وعندي ..
سألته : طيب ليه قرفني في عيشتي كل يوم بالشغلانة دي : فيرد الصحافة وجاهة ، تخلي مسؤولي الداخلية يعرفوني ولو حصل تجنيس أكون الأول ، تماما مثلما أرادت شادن بفيلم حصولها على جائزة دولية أن تحصل على الجنسية .
ملاحظة : بالرغم من كراهية مشعل للمصريين كغيره من جماعته ، إلا أن كل من يعملون في مقاهيه مصريون ، ويديرونها له بكل أمانة كأنها ملكهم .


سامحك الله أبااليزيد ذكرتنا بما نحاول نسيانه قبل أن نرحل من هذه الفانية ..

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات