بوجه تونسي بربري فينيقي أندلسي يحمل ملامح أوروبية تميل برأسها الجبلي الساحر المكسو بالخضرة و الشقرة نحو المتوسط لتداعب زرقته لتحيي زمان الوصل مع أوروبا .. أنها بنزرت جميلة الجميلات التي تقترب برأسها ” رأس إنجلة ” من القارة العجوز ” أوروبا ” حيث تحتل هذه الرأس الحسناء أقرب نقطة في شمال إفريقيا لأوروبا .. لكنها إختارت هذه المرة أن تصدح موسيقاها و غنائها بمقام ” الراست ” الشرقي لتطرب الضفة الأخرى من المتوسط بإبداعاتها إذ إختار شبابها أن يقيموا إحتفالية مهرجانية يحمل إسمها شجن الموسيقي و عبق الغابات مبتكرين تسمية ” راست إنجلة ” إشتقاقا من إسم المنطقة الأصلي ..
و في مبادرة جريئة إختار شباب بنزرت المبدعين أن يقيموا إحتفالية مهرجانية لا تقتصر على الموسيقى و الغناء فقط .. لكنها أيضا تتضمن أنشطة كشفية مثل التخييم و السمر على شاطئ المتوسط و السير في المسالك الجبلية وسط الغابات إلى جانب الموسيقى ” البديلة ” و الغناء التي تحتل صدارة التظاهرة لتصبح عمودها الفقري أو بالأحرى بمثابة الرأس من الجسد و قلبه النابض أيضا ..
” راست إنجلة ” .. مهرجان الموسيقى البديلة :
في الدورة الثالثة من هذا المهرجان ” مهرجان الموسيقي البديلة .. راست إنجلة ” .. يشرح القائمون على المهرجان معنى مصطلح ” الموسيقى البديلة ” بأنها الموسيقى المختلفة عن السائد و ما يقدم في وسائل الإعلام .. و التي يحمل طابعها قدرا من الإلتزام و الإرتقاء بالذوق العام .. كمشروع يتبناه القائمون على المهرجان الذين يمثلون عدة جمعيات و مؤسسات ثقافية على رأسها المركز الثقافي ” ماجستيك ” ببنزرت الذي يديره ” ضياء الفالحي ” ، و مدرسة الموسيقى و الفنون ” الزهراء ” بوسط بنزرت الذي يديره الفنان ” لطفي الغربي ” ، و جمعية ” الثقافة البديلة ” التي يشرف عليها ” محمد بركات ” ..
أهداف المهرجان :
– إضافة نقطة أخرى في الخارطة الثقافية للتظاهرات الموسيقية علي المستوى الوطني على غرار أيام قرطاج الموسيقية .. و غيرها من المهرجانات ، بغرض إستقطاب الجمهور و دفعه للتعرف على نوعية أخرى من الموسيقى كبديل للسائد .. خاصة غير المرضي منه ..
– التعريف بنقطة ” راس إنجلة ” عبر تنظيم مخيم فني ..
– أحياءالفضاءات العامة و الساحات و إكسائها حلة فنية تروج لثقافة الحياة و الأمل ، و تمكين فئات شعبية واسعة من ممارسة الثقافة و الفنون و إستهلاكها في مواجهة التيارات الظلامية و السلبية ..
المساهمون و الرعاة :
التظاهرة النوعية ” راست إنجلة ” تحظى بدعم مادي و أدبي من كيانات و أفراد في مقدمتهم .. الإتحاد الأوروبي ، و مشروع ” تفنن ” الذي يرعى الإبداع ، و ” كرياتيف” ، و عدد من الزملاء الإعلاميين على رأسهم أسماء الدريسي و حبيب طرابلسي ، و الفنانة التشكيلية الشابة ” كرامة كرموسة “
برنامج المهرجان :
الدورة الثالثة من مهرجان ” راست إنجلة ” الذي سينطلق بعد ساعات في الفترة من 22 : 25 أوت ” أغسطس ” الجاري ..
تبدأ الفعاليات بكرنفال يضم مزيج من الفنون التي تتسق مع هوية المهرجان و تمثل تطبيقا عمليا لمصطلح ” الموسيقى البديلة ” ينطلق من منطقة سيدي سالم لينتهي عند الميناء القديم .. عبر توقف قصير في عدة محطات لدعوة الجمهور للإلتحاق بالفعاليات .. و مدته ساعة ونصف الساعة ..
– المخيم الفني .. الذي تم برمجته من خلال عدة جمعيات و أندية تعنى بهذا النشاط حيث يقام المخيم عند الوصول ل ” كاب أنجيلا ” أقرب نقطة في شمال إفريقيا من القارة الأوروبية عبر المتوسط .. ليتوج الحدث بإستقبال الفنان ” ياسر جرادي ” للوافدين من مدينة بنزرت ليحيي لهم حفلا في الهواء الطلق ..
– كما تقدم المجموعة الموسيقية ” الشاوية ” بقيادة الفنان ” نضال اليحياوي ” عرضا للموسيقي البربرية الشاوية تعتمد على المزج البسيط بين أجناس موسيقية مختلفة منفتحا بها على عوالم موسيقية مختلفة في شكل مستحدث ..
– و لجمهور المهرجان موعد مع موسيقى سطمبالي التونسي و الفنان ” بلحسن ميهوب ”
– و تقدم مجموعة ” إيتما ” رؤية موسيقية نوعية مع المؤلف و الملحن و المؤدي ” نور حركاتي ” ..
– أما الفنانة ” صابرين جنحاني ” فتشارك بعرض ” زي ” الفريد ..
– عرض ” طرق ” لمجموعة ” TARG ” يضفي قيمة للموسيقى الإفريقية التقليدية خاصة في جنوب تونس و يعيد ترتيب الموسيقى التونسية التقليدية بلمسة حداثية ..
– مع موعد مميز للموسيقى الجزائرية تتعايش فيه الموسيقى الإفريقية و ” قناوة ” في تناغم مع مداعبة حداثية من خلال الأصوات المختلفة و الإيقاعات المتباينة لألآت ” القمبري ” و ” القرقابو ” و ” الجامبي ” و ” السسوسان ” و ” البلا فون ” .. بأداء متميز للفنان ” شكيب بوزيدي ” الذي تتلمذ على المعلم الراحل ” بن عيسى ” .. مع أداء خاص للمجموعة المصاحبة له في عرض ” إفريكيا سبيريت ” الذي يحمل أسم أول البوم لهم ..
– ولا شك في أن مهرجان الموسيقى البديلة .. راست إنجلة .. كان و مازال له أثره الكبير في الترويج السياحي لولاية بنزرت و أهم معالمها .. خاصة مع تدفق الأفكار الجديدة المبتكرة في كل دورة .. الأمر الذي سيكسبه مصداقية يترتب عليها دعم أكبر كلما تعاقبت دوراته
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.