“مَا كُلُّ مَا يَتَمَنَّى الْمَرْءُ يُدْركُهُ…. تَجْري الرّيَاحٌ بمَا لَا تَشْتَهي السَّفَنُ” هكذا كان بيت الشعر للمتنبى واضحاً وصريحاً  أن أحيانا  الأمور تأتى على عكس ما نرضاها ولكن فى قصتنا اليوم حدثت الأمور التي تمناها البعض وكانت المفارقة تقال صدفة كما روى صاحب القصة ولكن كانت خطوة جديدة لعلها تغير مستقبل مصر يوماً ما لينشئ بذلك جسرا متينا بين كوريا الجنوبية و مصر فى السياحة ..

محمد  طالب فى السنة الرابعة بقسم اللغة الكورية بجامعة أسوان دوما كان يحلم بفرصة تجعله يتكلم على مصر والأسلام و يستطيع بتلك الفرصة تغير المفهوم الخاطئ الذى أنشأته الصور المتعارف عليها سواء بدول الغرب أو كوريا الجنوبية على حد سواء . مصر ليست بلد أهرامات وجمال والأسلام ليس إرهابا .. يكفى ؟؟؟ بالطبع لا

أحيانا الأفعال أبلغ من الأقوال لذلك عمل محمد جاهدا وأصبح عمله هو شغفه وحبه ليصل لمنصة تجعله يتكلم عن مصر والأسلام يوما ومما لا شك فى ذلك كان محمد من أوائل دفعته كل سنة ومما جعل ترشيحه لمنحة “الكويكا” للغة الكورية والثقافة بعد عن حصل على المركز الأول على جامعة أسوان وأيضا قسم اللغة الكورية فى جامعة عين شمس ليصبح محمد بالفعل مستعدا لرحلته الدراسية العملية فى كوريا ولكن ……………………….. ترتيب الأقدار والأحداث كانت لديها نظرة أخرى

المصادفة هنا كانت عجبية …. حيث  أنه عرف عن طريق أحد أصدقائه بجامعة بوسان لدراسات اللغات الأجنبية و كانت فترة منحته الدراسية هناك بمدينة بوسان إيضا , عرف بوجود مسابقة من جهة “منظمة بوسان للسياحة ” وكانت المسابقة موجهة بالأخص لسياح العرب والمسلمين وتقدم محمد بمشروع بسيط يعرف به كل أفكاره و ليحدد كيف يتم تطوير السياحة وبالأخص الأسلامية بكوريا الجنوبية  حيث أنه  زاد عدد زائرين كوريا الجنوبية من العرب والمسلمين بوفرة بالسنوات الأخيرة  ..

لم يعط  محمد مهلة لنفسه بالتفكير فى الأنضمام لمسابقة بلا أستعد بكل قوته وطاقته لينضم بالمسابقة وكيف سوف يعرض إفكاره ومشروعه  طالما دوما كان ينتظر تلك الفرصة .

وبعد أن قدم مشروعه “لمنظمة بوسان السياحية ” و به أفكار لتطوير السياحة بكوريا الجنوبية وبالأخص مدينة بوسان وقال معبراً “أتمنى فى يوماً أنقل ما تعلمته بكوريا لمصر لتظهر مصر بأفضل صورة”  وكان عدد المتقدمين لمسابقة كثيرون ولكن محمد كان من أوائل الثلاثة الفائزون بالمسابقة وليصبح بذلك أول طالب وإيضا مصرى يفوزبتلك المسابقة وكان من أول الثلاثة أثنان متسابقون من كوريا الجنوبية ومحمد من مصر  .

وتنتهى رحلة محمد بكوريا الجنوبية على أمل أن يتطبيق ما تعلمه ليصبح حقيقة على أرض بلاده فى مصر ولها من عبارات تاتى بعد كلمة “مصر ” مصر مهد الحضارات والتاريخ الأعظم دوما على مدار السنين …

Tweet