وقعت أمس إشتباكات عنيفة بين وحدات من الحرس الوطنى و الجيش التونسي من جانب ومجموعة مسلحة من جانب آخر فى منطقة “فريانة ” من أعمال ولاية ” القصرين ” على بعد حوالى عشرة كيلومترات من الحدود التونسية الجزائرية أسفرت عن مصرع أحد عناصر الحرس الوطنى التونسى و إإصابة أحد أفراد المجموعة المسلحة التى فرت هاربة متوغلة فى منطقة “جبل بوشبيكة ” ؛ و قد لاحقتهم وحدات من الحرس الوطنى و الجيش التونسي

وعثرت القوات التونسية على الأثار الدالة على أصابة أحد العناصر الإرهابية إلا أنه لم يتم القبض على أحدهم حتى كتابة تلك السطور و مازالت المطاردة مستمرة ..؛ على صعيد آخر ترددت أنباء غير مؤكدة عن ضبط السلطات التونسية لشحنة أسلحة مهربة إلى الجزائر فى منطقة ” فرنانة ” بولاية “جندوبة ” على الحدود مع الجزائر من جهة الشمال الغربى ؛ و من جهة أخرى أغلقت الجزائر ست نقاط حدودية بينها و بين تونس بالإتفاق مع السلطات التونسية فيما تقوم مروحيات الجيش الجزائرى بتمشيط الحدود الجزائرية التونسية

و يرى المراقبون أن ما يحدث على الحدود التونسية الجزائرية ربما كان له علاقة بالإستعدادت الوشيكة للحرب فى “مالى” و يخشى بعضهم أن تتحول تونس لمنطقة عبور أو تجارة سلاح و هو ما يهدد بتسرب تلك الأسلحة بشكل أو بأخر إلى تداخل البلاد فى ظل أوضاع حرجة فى المنطقة بالكامل خاصة مع ما يتردد عن خطط وترتيبات بين التنظيم الدولى للإخوان المسلمين و السلفيين للسيطرة على دول المنطقة التى شهدت الحراك الثورى مؤخرا و فى مقدمتها تونس و مصر و سورية ؛ وقد زاد من حرج الموقف نشر فيديو “لأيمن الظواهرى” زعيم تنظيم القاعدة يساند فيه تيار الإسلام السياسى فى مصر ..
تأتى هذه الأحداث و الشارع التونسى يراقب فى قلق تصاعد الأزمة بين حركة النهضة الإسلامية و الحكومة من جهة و ” الإتحاد العام التونسى للشغل ” من جهة أخرى و الذى دعا إلى إضراب عام يوم الخميس 13 ديسمبر الجارى إحتجاجا على ما وصفه بالإعتداء على مقره و أعضائه من قبل ” لجان حماية الثورة ” التى يصفونها بالميليشيات المرتبطة بحركة النهضة ؛ وقد طالب الإتحاد حركة النهضة و الحكومة بالإعتذار رسميا و حل لجان حماية الثورة مع إحالة المعتدين للمحاكمة ؛ و هدد بالتصعيد السلمى و رفع شكوى دولية .. ؛ و قد صرح الشيخ ” راشد الغنوشى ” زعيم حركة النهضة أن الحركة لم تعتدى على أحد و أنها ليست طرفا فى المشكلة التى وقعت بين ” لجان حماية الثورة ” و “إتحاد الشغل” ؛ و وصف اللجان بأنها مستقلة وليست محسوبة على حركة النهضة .. لكنها فى الوقت نفسه ضمير الثورة ولا يمكن حلها ؛ و مع ذلك فأن الأمر متروك لجهات التحقيق و القضاء .. و أن الطرف المعتدى يجب أن ينال جزائه بالقانون
و يستطيع أى مراقب أن يلمس ضجر و قلق الشارع التونسى نتيجة التجاذبات السياسية الحادة و إرتفاع الأسعار و أزمة الحليب المتفاقمة و التى تحاول الحكومة معالجتها بعد أن تعاقدت على خمسة ملايين لتر حليب مع سلوفينيا .. طرح منها فعلا كما أعلنت مائة ألف لتر فى الأسواق و هو ما يمثل عشرة فى المائة من الإستهلاك اليومى حيث تستهلك تونس مليون لتر يوميا

Tweet