كمتابع للحركة التشكيلية، في مصر على نحو خاص، أَجِد أن إسهامات الفنان التشكيلي جرجس بخيت، للتعريف بها وبأعلامها، لا تخفى على أحد، وقد وجه جل جهده لأيقونات الاسكندرية وعلى رأسهم بلا شك محمود سعيد والأخوين وانلي. في تعليق له نشره اليوم يقدم رأيه في ظهور عمل يؤكدا أنه منسوخ وليس أصليا للفنان محمود سعيد ….  (المحرر)

جرجس بخيت

( على نفسها جنت براقش )

***********************

من اللحظات الخالدة في حياة الإنسان أن يهب نفسه خالصاً صادقاً للدفاع عن إظهار حق ، وأعظم من ذلك أن يذوق الظلم في نفسه في سبيل تحقيق هذه الغاية ، وأحق بالتقدير والتعظيم منها أن يبذل أقصى طاقته حتى تظهر الحقيقة وتسقط الأقنعة المزيفة عن وجوه أصحابها أصحاب المصالح .

ومهما كان المجهود الذي بذلته وسأبذله ، فأنني طامع في إظهار الحق ليس من أجل هدف مادي أو معنوي . ويسرني أن أكون دائماً عند حسن ظن الجميع حتى المختلف معهم ، فليس يرضي أي إنسان أن يؤلم الناس في سمعتهم وكرامتهم مهما سمعت عنهم من معلومات تضر بهم من الناحية الشخصية ، أو للهاثهم المستميت للدفاع عن شيء هم في قرارة أنفسهم يعرفون وقبل غيرهم أنه وهم وباطل ، وليس من أخلاقي أن أكون أداة لهدم الآخرين وإقصائهم بل وإستئصالهم لإختلافي معهم في وجهات النظر حول أمر ما ، ولا أن نهددهم برفع القضايا لمجرد نشر صور للوحات فنان هي ملك لكل المصريين ، ولا أن نشوه صورة الآخر ونظهر أنفسنا بمظهر المتعاطف معه والمترفق به أو الخائف عليه من نتيجة القضية . فهو شخص عزيز وغالي ولكن الحق أعز وأغلى ..!!

أنني وقبل كل شيء إنسان كأي إنسان ، له قلب وضمير ، يميز بين الضار والمفيد ، وبين الصالح والطالح ، وقد قدر لي أن يكون دوري رغم المشاركة الوجدانية مع أكثر الأصدقاء المهتمين بفن محمود سعيد ، أن أبرز لهم الحقيقة .. وأين تكون الحقيقة إلا في أعمال الناس أنفسهم وفي الكلمات التي تخرج من أفواههم وفي الأفكار التي تدور في رؤوسهم وفي التدابير التي تسعى بها أقدامهم وأرجلهم . فإذا جاء شخص وكشف عنها غضبوا وثاروا وإعتبروه معتدياً عليهم وعلى كرامتهم مسيئاً إلى سمعتهم مع أنهم في وقت إيتائها لم يذكروا لأنفسهم شيئاً عن الإعتداء أو الإساءة . فليس الخلاف بيني وبينه حول آصالة لوحة بقدر ما هو خلاف على سلوك غير لائق صدر منه ضدي ، وأنا على معرفة بحقيقة الأعمال الفنية التي يقتنيها وآصالتها ويلهث لإصدار كتباً لفنانيها لتأكيد آصالتها .. ولدي كل التسجيلات التي سب وهاجم فيها المخالفين له مروراً برفضي أن يذكر إسمي ضمن عشرة أفراد يقدم لهم الشكر على ما بذلوه من خدمات لهذا الاصدار إلى تهديده الصريح والواضح لرفع قضية ضدي جزاء نشري لصور يعتقد أنها منقولة عن الكتاب وبعضها نشر قبل صدوره .

أنا أدعوكم لتحكيم العقل والضمير .. لا للإختباء خلف ستار من الفضيلة بحجة الخوف على تراث فنان مصري ، فقد كنت قبل صدور الكتاب وما زلت صفحاتي شاهدة على الإهتمام بنشر الذائقة الفنية للجميع بدون مقابل ولا أتربح من نشر الصور ، وليس لدي لوحات أصلية مع لوحات مقلدة لمحمود سعيد أو حامد عويس أو سيف وأدهم وانلي أحاول إثبات أنها أصلية والأمثلة كثيرة ومعروفة ، ولا أحاول أن أصدر كتباً مشابهة من أجل إحتكار الفن المصري ونشر كتباً باهظة الثمن لمصلحة دولة أجنبية ، وللعلم إصدار كتاباً عن فنان لا يساوي شيئاً أمام بيع لوحة لمحمود سعيد ، المسألة ليست خدمة للفن المصري وليس لدي محام لا يعرف ” الألف من كوز الذرة ” في الفن ليطلق تهديده على الغير مقتنعين بآصالة لوحة أو لكتابة الديباجات ضد كل من تسوّل له نفسه أن يقول رأيه أو حتى يضع إعجاباً على صفحتي في الفيسبوك .

لا لتحويل أي خلاف شخصي يقحم فيه إسم الكتاب الذي صدر عن محمود سعيد وحقوق الملكية الفكرية وحق المصورين الفوتغرافيين وغيرها بالباطل – وأنا كنت أول من روّج لهذا الكتاب على صفحاتي ولا أنكر أبداً أنه أهم كتاب صدر عن فنان مصري وله كل الشكر على ذلك – وأنا لست على خلاف مع معظم الذين ساهموا في إصداره وأكن لهم كل التقدير والإحترام ، ولكن لا لإرهاق الناس عبر الهواتف بالساعات لإرغامهم على سماع رأيه والتنديد بشخصي الضعيف وشحنهم ضدي ، ولا لمخاطبة المواقع والصحف الألكترونية وتزويدها بمعلومات لو تمعّن فيها القارىْ جيداً وقارن فيما بينها لإكتشف أن ظاهرها الحقيقة وباطنها الباطل – ومثال لذلك ما نشر بإلحاح منه في اليوم السابع مؤخراً ، وكل الصور المنشورة في المقال لا تؤكد آصالة اللوحة المقلدة وكلها منشورة مع هذا الرد ، وأنا كفنان واقعي وليس لي أية مصلحة في ذلك إلا قول الحقيقة ، والله من وراء القصد ، رأيت معظم فناني الإسكندرية وهم يقومون بعمل لوحاتهم ، وتتلمذت على يد بعضهم ، أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقوم فنان بنسخ لوحة من لوحاته بهذه التفاصيل الدقيقة حتى لو كانت مطبوعة .. محمود سعيد لم يرسم سوى لوحة واحدة ولو كره الكارهون .. وأخيراً .. قيل لأثناسيوس الرسول : العالم كله ضدك يا أثناسيوس ، قال لهم : وأنا ضد العالم . !!!

Tweet