تحت عنوان “في فضاء الشعر تتسع الإنسانية” جاءت افتتاحية العدد (40) شهر فبراير من مجلة الشارقة الثقافية التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، مشيرة إلى أنّ الشارقة منحت الشعر قوّة وديمومة وعنفواناً! وتصدّت لإبراز هويّته وقضيّته ودوره، ووقفت إلى جانب الشعراء قولاً وفعلاً، معنوياً ومادياً، وأعطتهم حقوقهم بالرعاية والاهتمام وتقدير إبداعاتهم وفنونهم، فخصّصت لهم الجوائز والمسابقات والأمسيات والمهرجانات محلياً وعربياً، وقد ذهبت إليهم أينما وجدوا، مشرقاً ومغرباً، وقدّمت لهم منابر إعلامية لم تكن موجودة من قبل، بهدف إثراء الشعر ودفعه إلى الأمام للنهوض بالثقافة والارتقاء بالمنجزات التاريخية والحضارية.

أمّا مدير التحرير نواف يونس فتطرّق في مقالته بعنوان “الكونت..تولستوي روائياً وإنساناً” إلى المنابع الثقافية المتعدّدة والمتنوّعة التي أثرت توجّهاتنا الفكرية، وشكّلت شخصيتنا وهويتنا أدبياً واجتماعياً وإنسانياً، منها الأعمال الأدبية لخالد الذكر ليون تولستوي الذي أحسسنا بأنه قريب منّا بأفكاره وكتاباته عن العرب والإسلام، فهو الذي رأى أنّ الإسلام يتوافق مع العقل ويمتزج بالحكمة، بل ألّف كتاباً بعنوان (حكم النبي محمد) بعد أن درس اللغة العربية، واطلع على الأدب العربي، وقرأ (ألف ليلة وليلة)، وعرف حكايات (علاء الدين والسندباد وعلي بابا) وغيرها من عيون الأدب والشعر العربيين.

تضمّن العدد الجديد إطلالة على مدينة غرناطة التي تجسّد صفحات مضيئة للوجود العربي الإسلامي بالأندلس بقلم محمد العساوي، ووقفة مع مدينة البتراء التي صنفتها اليونيسكو مدينة تراثية عام 1985 بقلم أحمد أبوزيد، إضافة إلى جولة في ربوع مدينة تيزنيت المغربية التي لقبت بالمدينة السلطانية بقلم حسن المددي.

أمّا في باب “أدب وأدباء” فروى د.محمد خليل محمود حكايات وأسرار مقاهي الأدباء والمثقفين، وتناول الشفيع عمر الشاعر الكبير محمد الفيتوري الذي شكّل حالة فارقة في الشعر العربي الحديث،  وكتبت د.بهيجة إدلبي عن سامي الدروبي الذي عكس فلسفته الحضارية في ترجماته، فيما توقّف أمير شفيق حسانين عند العالم المصري الكبير مصطفى محمود الذي برع في مجالات الفكر والأدب والعلم، وقد حاورت إينانا صالح الأديب جاو كسينجيان الذي يكتب الرواية الصينية المعاصرة، وألقى عبد العليم حريص الضوء على الشاعرة المصرية جميلة العلايلي التي تعدّ أول امرأة انضمّت إلى جماعة (أبولو) الشعرية، والتقى نور سليمان الروائي ممدوح عبدالستار الذي عاش بعيداً عن ضوضاء المدينة، وحاور ضياء حامد الروائية والمترجمة الجزائرية الدكتورة إنعام بيوض التي أكدت أنّ الجزائر نجحت في مشروع التعريب، وقدّم سعيد الفلاق مداخلة حول رواية (ميّ: ليالي إيزيس كوبيا) للروائي الجزائري واسيني الأعرج، وأجرى أحمد اللاوندي حواراً مع الروائي يوسف المحيميد الذي أكد أنّ الرواية السعودية حقّقت حضوراً عربياً متميزاً، كما أجرت د.أميمة أحمد حواراً مع الشاعر عبدالرزاق بوكبة الذي أسّس مبادرة المقاهي الثقافية في الجزائر، فيما قدّم د.محمد منصور الهدوي قراءة في رواية (المليونير المتشرد) التي تحكي تناقضات الهند وعوالمها المدهشة، وكتب عزت عمر عن عبدالرحمن شكري الذي يعدّ من رواد التنوير في النهضة العربية، وتناول حسونة المصباحي الفنان بوريس فيان الذي ترك أعمالاً لاتزال حية بين مريديه، وسلط عبده وازن الأضواء على الذكرى الثلاثين لرحيل الشاعر اليوناني يانيس ريتسوس الذي يعتبر شاعر الالتزام الإنساني.

في باب “فن.وتر.ريشة” نقرأ: محمود عبيدي..المكان وذاكرة الكائن – بقلم محمد العامري، يعقوب شاورية: فن الخطّ حافظ على أصالته وجمالياته – حوار جمال عقل، فاتح المدرس..ألوانه الدافئة في حوار مع الحزن الهادىء– الشارقة الثقافية، د.عجاج سليم: المسرح الحقيقي ليس ترفاً – حوار أحمد عساف، مهرجان المسرح الصحراوي في دورته الخامسة – محمد سيد أحمد، عبدالوارث عسر..ممثلاً وكاتباً – بقلم محمد زين العابدين، محمد فاضل.. تاريخ فني مضيء – د.أمل الجمل، شهد أمين تنتصر للمرأة في فيلمها “سيدة البحر” – بقلم أسامة عسل، سينما الطريق..البحث عن حقيقة الحياة – محمد عبيدو، مهرجان فلسطين الدولي يمتد إلى مدن عربية – سما حسن.

من جهة ثانية، تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، منها: “الغاية تبرر الوسيلة” ما تبقى من ميكافيللي – د.محمد صابر عرب، الروحاني بين الصوفي واللامتصوف – عمر شبانة، الترجمة والتواصل الحضاري – أنيسة عبود، حضرة الكتابة.. وأنا – اعتدال عثمان، محاولة في مقاربة المصطلح والمفهوم – د.حاتم الصكر، د.زكي نجيب محمود والثقافة الأم – د.عبدالعزيز المقالح، في حضرة الأديبة والباحثة السورية المكسيكية إكرام أنطاكي – نبيل سليمان، قاعدة ورافعة ثقافية – مصطفى الحفناوي، الحاجة إلى أسطرة الأدب العربي الجديد – د.يحيى عمارة، الإيقاع في التشكيل – نجوى المغربي، المثقف العربي والاستلاب اللغوي– د.صالح هويدي، الثقافة.. ومواكبة العصر – غسان كامل ونوس، الأدب النسوي.. وإبداع المرأة – سلوى عباس، تأثير اللغة العربية في تأسيس الحضارة الإسلامية – نوال يتيم، “القصة” أصعب الفنون الأدبية – غيثاء رفعت، الأدب الساخر المغلف بالنقد – د.عماري محمد، التحولات في وظيفة الشعر – حسان العبد، جلال العشري..الطيف العابر – مصطفى عبدالله، المسرح..أداة تهذيب وتأهيل – أحمد الماجد، نافخ الروح في مسرح “خيال الظل” محمد بن دانيال الموصلي– ضياء الجنابي، في حضرة المبدع كرم مطاوع – أحمد خميس، الإبداع ومداواة القلوب العليلة – حزامة حبايب، “ماركوفا” بين الأسطورة وضربة الحظ!– لينا أبوكر، مسرح فواز الساجر يقوم على المعرفة والرؤيا – أنور محمد.

وفي باب “تحت دائرة الضوء” قراءات وإصدارات: رحلة البحث عن الوجود في رواية “نزف الطائر الصغير” – بقلم د.هويدا صالح، مع العرب في التاريخ والأسطورة – بقلم نجلاء مأمون، التخلف الاجتماعي وسيكولوجية الإنسان – بقلم شعيب ملحم، محمد أبوالعلا السلاموني..مشروع مسرحي متكامل – بقلم أمنية طلعت، المونولوج والديالوج..وتوظيف الأحلام لمعايشة الواقع “النقود لا تنمو على الأشجار” – بقلم مصطفى غنايم، كتاب “الهوية في الثقافة العربية” دراسات تطبيقية في السرد القصصي – بقلم ناديا عمر، أثر حركات التشكيل الغربي في الفن التشكيلي المصري المعاصر – بقلم سعاد سعيد نوح.

ويفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: ريم خيري شلبي “سيدة المنام العجيبة“ / قصّة قصيرة، شيء من التأويل في قصّة “سيدة المنام العجيبة” بقلم عدنان كزارة، رمضان إبراهيم بشير “الهاتف“ / قصّة قصيرة، سوسن محمد كامل“أغنية الحياة” / شعر مترجم، باسم سليمان “بيت العنكبوت” / قصّة مترجمة، إضافة إلى “أدبيات”من إعداد فواز الشعار.

Tweet