بيان جمعية الصحفيين الآسيويين
بمناسبة فوز الفيلم الكوري (الطفيلي) بأربع جوائز أوسكار

في يوم مجيد لقارة آسيا، قطعت الأفلام الآسيوية خطوات إلى الأمام، مؤكدة على الروح الجديدة للإبداع والعزم والانتصار؛ الروح  التي نهضت بالقارة فوق مظاهر المصاعب ومشاعر المتهكمين.

فقد صنع التاريخ  فيلم”الطفيلي”  أو” Parasite”؛  فيلم الإثارة الكوميدية الاجتماعية القادم من كوريا الجنوبية للمخرج بونج جون هو،  بعد أن أصبح أول فيلم بلغة أجنبية يكسر حاجز اللغة الإنجليزية ليفوز بجوائز الأوسكار لأفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو  فيلم أصلي وأفضل فيلم روائي عالمي.

كان الفيلم؛ الذي يروي السيرة التراجيدية لعائلتين، غنية وفقيرة، تورطتا في سلسلة من الحوادث المأساوية، أول فيلم كوري جنوبي يفوز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي. ولأول مرة في تاريخ الأفلام الكورية الجنوبية، كما تم ترشيح الفيلم لست جوائز أوسكار ، بما في ذلك أفضل فيلم وأفضل فيلم دولي (المعروف سابقًا باسم أفضل فيلم بلغة أجنبية) وأفضل مخرج.

حصل فيلم ” Parasite” على 55 جائزة في المهرجانات والفعاليات السينمائية الـ 57 في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط. وحصل المخرج بونغ على جائزة أفضل سيناريو أصلي في كل من جوائز كتاب الكتاب الأمريكية وجوائز الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (بافتا).

وإذ ترحب جمعية الصحفيين الآسيويين(AJA) بهذا الانتصار المذهل للمجموعة الموهوبة للفيلم التي قدمها على نحو رائع المخرج بونج جون هو ، فهي تعد ذلك نجاحا لصناعة السينما الآسيوية بشكل عام ولكوريا الجنوبية بشكل خاص.

أعضاء جمعية الصحفيين الآسيويين(AJA) ؛ الذين يمثلون التنوع الغني والتعددية الثقافية لوسائل الإعلام الآسيوية والآداب والفنون يهنئون بحرارة المخرج  وفريقه على إنجازهم. وكانت الجمعية قد كرمته في العام الماضي ومنحته درع الشخصية الآسيوية للعام 2019، وهو الذي استطاع إعادة كتابة تاريخ السينما الكورية الجنوبية والآسيوية بشكل مثير.

المخرج الانتقائي بونج أراد أن يروي قصة عن مجتمع طبقي من خلال عائلتين على طرفي نقيض، فلم يعد من المستحسن البقاء محصوراً في التقاليد السينمائية المعتادة ، لكنه خاض المغامرة في منطقة جديدة من خلال “رواية حياة عائلتين متطرفتين دون استخدام مفردات خطابية اجتماعية اقتصادية ، مثل “الاستقطاب”، وقد أظهرت الأفلام الآسيوية الأخيرة –  من خلال المؤامرات الملهمة والمخططات الثانوية المثيرة للإعجاب ـ أن فكرة آسيا كقارة ثابتة بشكل أساس هي فكرة خاطئة وتفشل في تقدير الحركية المتطورة باستمرار للبلدان الآسيوية عبر السياسة والاقتصاد والجنس والطبقة والدين.

وتميز رسالة الأفلام غالبًا ديناميكيات الوجود اليومي ، بما في ذلك سبل حياة الآسيويين؛ الأغنياء والفقراء، المتطورة والبسيطة ، في التفاوض على التحديات التي تفرضها القوالب النمطية، للبقاء على قيد الحياة، والتغلب على جميع أشكال النزاعات ومواجهة التهديد المشترك للإرهاب.

تحرص جمعية الصحفيين الآسيويين(AJA)  على تخطي المجتمع الدولي للآراء المهيمنة، وإدراكه للعديد من وجهات النظر حول آسيا، واكتساب رؤى أكثر أهمية في ثقافة وفنون آسيا، إذ سيمكن هذا الموقف العالم من الانتقال إلى ما هو أبعد من المفاهيم الأساسية للتعامل مع آسيا ، لمعرفة المزيد عن الطبيعة المتطورة للمجتمعات الآسيوية المعاصرة ، وتطوير القدرة على التفاعل معهم والتفاعل الإيجابي مع ثقافاتهم وفنونهم وحضاراتهم. نبارك لفيلم “الطفيلي” لإظهاره الطريق إلى الأمام.

جمعية الصحفيين الآسيويين تأسست قبل 15 سنة، ويحظى بعضويتها أكثر من 400 إعلامي في 52 بلدا بآسيا وخارجها، أسسها الصحافي الكوري لي سانج كي،  ويرأسها منذ 2016 الكاتب المصري أشرف أبو اليزيد. وتصدر الجمعية مجلة ورقية شهريا وموقعا إلكترونيا باللغات الإنجليزية والعربية والكورية.

Tweet