تونس: حكومة “الفخفاخ” يمررها 129 صوتًا

11:05 صباحًا الخميس 27 فبراير 2020
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

خاص من تونس: بعد ما يناهز الثمانية عشر ساعة من المداخلات و نقاط النظام و المداولات نجح “إلياس الفخفاخ” في الحصول على ثقة البرلمان للتشكيل الحكومي الذي اقترحه بأغلبية 129 صوتا واحتفاظ صوت واحد فقط و اعتراض 77 من النواب في مقدمتهم الحزب الدستوري الحر الذي تتزعمه السيدة ” عبير موسي “.

إلياس الفخفاخ

إلياس الفخفاخ

مرور حكومة الفخفاخ؛ أو بالأحرى سريانها إذ أنها مرت في وقت السَّحَر و تحديدا في الساعة الثانية و خمسين دقيقة بعد منتصف الليل …لم يكن بالأمر السهل و شهد تشكيلها مفاوضات و أخذ و رد .. بين ” الفخفاخ ” ومؤسسة الرئاسة من جهة ، وبينه و بين ” راشد الغنوشي ” رئيس حزب حركة النهضة من جهة أخرى ، و من جهة ثالثة بينه و بين الأحزاب التي نجح في الوصول إلى اتفاقات مع بعضها .. فيما أعلن ” الفخفاخ ” غير ذات مرة إنه لن يتعاون مع حزب ” قلب تونس ” ، و لم يستطع التوصل إلى نقاط اتفاق مع ” ائتلاف الكرامة ” ، أما الحزب ” الدستوري الحر ” فقد رفض المشاركة في حكومة ” الفخفاخ ” منذ البداية ..

–  تتسلم حكومة ” الفخفاخ ” عملها بعد أداء اليمين الدستورية و إجراءات التسليم والتسلم بينها وبين حكومة ” يوسف الشاهد ” في ظروف بالغة الدقة خاصة على المستويين الاقتصادي والأمني .. و تحديات مطالب ” صندوق النقد الدولي ” ..

– على صعيد أخر يواجه ” الفخفاخ ” اتهامات تلقي بظلالها على مستقبله و مستقبل حكومته السياسي .. الاتهام الأول : و هو اتهام بعض النواب له بالاتفاق مع حركة النهضة و الانحياز لها ضد رئيس الجمهورية الذي كلفه بتشكيل الحكومة كما سبق و فعل رئيس حكومة تسيير الأعمال ” يوسف الشاهد ” مع الرئيس الراحل ” الباجي قائد السبسي “…

أما الاتهام الثاني : فهو اتهام جهوي؛ يتعلق بخلو التشكيل الحكومي ” للفخفاخ ” من وزراء ينتمون لجهات بعينها بعضها يمثل ثقلا ونفوذا سياسيا قويا .. فهل يتغلب ” الفخفاخ ” و حكومته على اتهامات مناوئيهم .. هذا ما ستفصح عنه الأيام القادمة لحكومة أطلق البعض عليها حكومة الضرورة التي اضطرت القوى السياسية لتمريرها خشية إجراء انتخابات تشريعية أخرى لا يمكن تحمل نتائجها السياسية ولا تكلفتها المالية ..فضلا عن تعطل مصالح الدولة و المواطنين ..
لكن عددا معتبرا من الفاعلين على الساحة السياسية يؤكدون أن عمر تلك الحكومة لن يكون طويلا والمشكلات التي تنتظرها ليست بالهينة في ظل أوضاع سياسية محتقنة إلى حد أن هناك أطرافا سياسية بعينها تتربص ب “يوسف الشاهد ” رئيس حكومة تصريف الأعمال وتنتظر خروجه خلال الساعات القادمة من منصب رئيس حكومة تصريف الأعمال للبدء في تصفية الحسابات السياسية .. الأمر الذي يجعل أية حكومة قادمة تتوجس من تلك الملابسات وتشعر أنها مهددة إذ أنها لن تمارس عملها بالحرية اللازمة..

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات