الصين تثق في تحقيق أهدافها التنموية الإقتصادية والإجتماعية في ظل كوفيد-19

10:55 صباحًا السبت 29 فبراير 2020
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

خه ين، صحيفة الشعب اليومية الصينية

كلما مر علينا الوقت في هذه اللحظة الحاسمة كلما استوجب علينا إيجاد نظرة شاملة أكبر وطويلة الأجل فيما يتعلق بتطور التنمية الصينية، وبالتالي وجب علينا تقوية وتعزيز ثقتنا بأنفسنا أكثر فأكثر“. هكذا صرح شي جين بينغ الرئيس الصيني خلال الخطاب الذي ألقاه بشأن عمليات التنسيق بين الوقاية من كوفيد-19 والسيطرة عليه وبين التنمية الإقتصادية والإجتماعية في البلاد، وذلك حتى يتمكن العالم من رؤية الثقة والإرادة التي تتميز بها الصين في تحقيق أهدافها التنموية الإقتصادية والإجتماعية. وفي نفس الوقت الذي تركز فيه الصين على عمليات مكافحة كوفيد١٩ والسيطرة عليه، فإنها أيضا تسعى بكل جد للحد من تأثيره على الإقتصاد وذلك من خلال اتخاذ تدابير سياسية محددة بكل دقة وإجراءات عملية. ترتبط الصين ارتباطا وثيقا بالعالم وهي تلتزم بكل حزم بمسؤولياتها عن أمن الصحة الوطنية والعالمية على حد سواء، كما تلتزم أيضا بمسؤولياتها تجاه تنمية الإقتصاد العالمي.

E97261DB-2F3A-4F29-B52F-0178FFA5FDFFإن دورة التنمية الإقتصادية والإجتماعية هي دورة ديناميكية منتظمة، ولا يمكن إيقافها لفترة طويلة. ويبذل الشعب الصيني قصارى جهده لتعويضالواجبات التي فاتتهواستعادة الوقت الضائع. يعتقد المراقبون الدوليون عموما بأنه مع عودة الموظفين إلى أعمالهم وتوفير المواد الخام فإن دورة العجلة الإقتصادية في الصين ستعود إلى طبيعتها في أقرب وقت ممكن. حيث يتوقع مدير صندوق النقد الدولي جورجييفا أن يعود الإقتصاد الصيني إلى وضعه الطبيعي خلال الربع الثاني لهذا العام. ويعتقد ستيفن روش، باحث بجامعة ييل بالولايات المتحدة بأنه من خلال السيطرة التدريجية على كوفيد-19، فإن الإقتصاد الصيني قد ينتعش بقوة، وقال: مازلت متفائلا بشأن آفاق التنمية طويلة الأجل للإقتصاد الصيني.  

في عصر العولمة الإقتصادية أصبحت بلدان العالم مترابطة، وتتشارك كلها في مصالح واحدة ويربطها مجتمع ذو مصير مشترك. وأكثر سؤال يطرحه المستثمرون هذه الأيام هو كيفية تتبع عملية استئناف الإنتاج في الصين“. وقال المحلل مورغان ستانلي بأن السوق الدولي شديد الإهتمام باستئناف الصين لعملية الإنتاج“.

9D29DFE8-F3CF-4579-8947-D7F955BE8D88في الآونة الأخيرة، أعلن عدد كبير من شركات التصنيع مثلا تسلا، بي أم دبليو، تيوتا، سامسونغ، إيرباص، هانويل إلى غير ذلك من الشركات الأجنبية بأنها ستستأنف عمليات الإنتاج، كما أن العديد من الشركات الأخرى دخلت إلى الصين عن طريق التوقيع السحابيمما يوضح تماما بأن الميزة التنافسية الشاملة للصين في جذب الإستثمارات الأجنبية لم تتغير وأن ثقة المستثمرين الأجانب في الصين واستراتيجياتهم الإستثمارية لم تتغير أيضا.  

بالنظر إلى الفرص المتاحة خلال فترة التحديات، يمكننا أن نرى بشكل أفضل إمكانيات وآفاق الإقتصاد الصيني. لقد لاحظ بعض المراقبين الدوليين أن مكافحة الصين للمرض قد أنعشت اقتصاد الحجر الصحيو الحياة السحابية وأنماط أعمال جديدة مثل التصنيع الذكي والتوزيع دون اتصال مباشر، والإستهلاك عبر الإنترنت والرعاية الصحية، والتي نمت كلها بهذا الإتجاه، ليس فقط لتلبية الإحتياجيات المعيشية للناس وإطلاق الإمكانيات الإستهلاكية الناشئة فحسب، ولكن أيضا فتحت مساحة جديدة للتنمية الإقتصادية عالية الجودة. من أجل مكافحة فيروس كوفيد١٩، تعمل الصين على زيادة دعمها للبحث والتطوير في مجال الأدوية واللقاحات والكواشف، وتشجيع التطوير المتسارع للطب الحيوي والمعدات الطبية وشبكات الجيل الخامس للإتصالات والإنترنت الصناعي، ويمكن أن نتوقع أنه بعد القضاء على هذا المرض، ستكتسب التنمية في الصين زخما جديدا.

إن الصين لديها ثقة تامة في قدرتها على التغلب على كوفيد-19، كما أنها واثقة أيضا بتحويل كل هذه الضغوطات التي تمر بها إلى قوة دافعة وتحويل هذه الأزمة إلى فرصة لتحقيق أهداف التنمية الإقتصادية والإجتماعية. ومن المؤكد بأن التطور المستقر لاقتصاد الصين سيواصل بث الثقة والزخم في نمو الإقتصاد العالمي.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات