ملاحظات علاء حجازي (1) جاليريهات غسيل الأموال

12:08 مساءً الجمعة 6 مارس 2020
علاء حجازي

علاء حجازي

فنان تشكيلي من مصر

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

alaaإن الفن الحديث من أكثر الصناعات التي يتم من خلالها غسيل الأموال إن لم يكن خاضعاً لها بالكامل وأعضاء الجريمة هم مالك الجاليري (المتلقي للأموال القذرة) و(الكثير من جامعي الأعمال الفنية .. بالطبع هناك جامعي أعمال فنية حقيقية وبعضهم مقلد والأغلب هم غاسلو أموال) والفنان

وفي عالمنا العربي والمصري تحديداً يقوم صاحب الجاليري ربما بكل الأدوار ما عدا دور الفنان (استخدام أي سلعة يعتمد سعرها على الرأي لغسل الأموال مثل الأزياء والتحف والمجوهرات والكتب النادرة وطوابع البريد والتذكارات الرياضية والسجاد ، شئ متداول ومعروف لدى تجار المخدرات والسلاح والجنس)

لنفترض أنك صاحب جاليري وأن لديك مليونين من الجنيهات من الأموال القذرة ، أولاً تجد فنانين غير معروفين ثم تتوصل معهم لاتفاق تشتري من خلاله الأعمال الخاصة بهم بسعر منخفض جداً وتبيعها لجاليري أو لأشخاص أخرين (شيوخ مثلاً وأثرياء عرب) .. (تبعك) بمبالغ زهيدة ،ثم تسجل فواتيرك بأنك بعتهم بمليونين وتدفع ضرائب عنهم مائة ألف جنيه ..

إذن أنت خسرت مائتي ألف أو ثلاثمائة ألف جنية ولكنك أعطيت شرعية لمليون وسبعمائة ألف .. هذا مع فارق الأرقام على أرض الواقع التي تتخطى ذلك بكثير وبصورة مذهلة … من يستطيع تسعير عمل فني قد يكون لمسة واحدة حمراء بمسطح أبيض! حتماً لا أحد يستطيع ذلك

هناك مع كل جاليري يعمل بغسيل الأموال ستجد جيشا بكامله مكونا من فنانين ونقاد وصحفيين ومصورين يصنعون فلسفة غير موجودة على الإطلاق في هذا الهجص ولكن من يبالي بمعنى الكلمات، الأهم من يتفوه بها فلو كان أستاذا أكاديميا له تاريخ في الفن فكل ما يتشدق به يكسب العمل مصداقية يصدقها العامة ومن يهتم بكلمات ناقد فن يقيم عمل فني بناءً على كلماته ؛الأهم أنه فلان الناقد الذي اكتسب مصداقيته من خلال سنه الذي أمضاه بمضغ وترديد كلمات تشيد فقط بالفن الحديث ثم تُخلق شعبية أحياناً لهذا العمل الذي لا يتعدى كونه صورة مطبوعة على قماش أبيض وأسود وتبقيعها ببعض الألوان الفجة والتي لا تمت لعالم التصوير بصلة فتصبح تيشيرتات وحقائب حريمي وحوائط ديكورية بأفلام سينمائية ومسارح وخلفيات مطربين وربما ملابس ..

جيش كامل يستفيد من عمل فني كعمل ورهوول المخبول لمارلين مونرو أو لأي هجص يفعله ..

لابد أن يكون العمل حديث أي مخبول ليصلح لإلصاق التفاسير الغامضة به والفلسفية وكل شئ يستطيع الإلتصاق باللاشئ ، أما الأعمال الفنية صاحبة المعايير لا يستطيعوا إلصاق أي شئ خيالي وغير منطقي بها ولا يستطيعون نسج القصص حول صانعها وهذا يفسر تماماً توجهات القاعات سواء بعلم أو بتقليد دون معرفة السبب لنبذ الفن الجاد والتمسك بأي عمل ذي صيغة تبقيعية عشوائية

كل شئ بمصر يشير لجاليريهات محددة وأشخاص محددين ومعروفين تزكم رائحتهم أنوف العارفين ولكن لا أحد يذكرهم رغم تدميرهم التام لكل القيم الفنية .. عصابة هناك غموض دائم بعملية تسعير وبيع الأعمال الفنية بالمزادات وهو أكبر دليل على أن هناك شئ مخفي ولا يختفي إلا المريب والملتبس .. مثلاً من متأكد من هو شاري عمل ليوناردو دافنشي الأخير (المسيح) ؟ تدور شائعات حول أمير عربي ولكن هل حقاً هو من اشتراها !

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات