يعرف كل أصدقاء الدراسة الإبتدائية والأعدادية والثانوية أنه لم يحدث وأشتريت كراسة رسم للمدرسة ولا ألوان وعندما التحقت بكلية الفنون كنت أفضل شراء كتاب بدلاً من شراء لون أو توال وأحب دخول مكتبة الكلية أكثر من دخول الأتيليه ولم يحدث أن حاولت دخول مسابقة فنية وقد حاول دكتور صبري منصور ودكتورة سلمى عبد العزيز دفعي للتعيين بالكلية ولم أتحمس لذلك بقدر ما تحمست للذهاب المستمر لمتحف محمود خليل والمتحف المصري ومتحف مختار وكنت أنجز مشروعي بيوم مفضلاً جلسة البرجولة والذهاب للسينما واللف بحواري الجيزة والسيدة زينب والجلوس طويلاً للفرجة على رسامين التاريخ وقد حاول المرحوم جمال وكان أصغر مني بعام دراسي إشراكي بصالون الشباب ولم أستسلم وحاول الأستاذ مصطفى حسين الإبقاء عليَّ بجريدة كاريكاتير وتركتها ولم يحدث أن نافقت هيئة أو صاحب جاليري لأعرض عملي ولم أدخل بشلة فنية رغم محاولات بعضهم حشري بشلة تستطيع فتح طريق الإحتراف والبيع والشراء ولم أستسغ ذلك وقررت بعد تخرجي ترك الرسم وتركته لسنوات وفضلت العمل كمصمم دعاية وإعلان على العمل كرسام ونصحني رسامون كبار بإتباع النفاق الإجتماعي مع الفنانين ولم أستطيع ممارسته وكلما تحمست لمشروع فني كبير أتركه لأنه يحتاج لكل الوقت وتصادمت مع الواسطة مرات كثيرة بمراحل مفصلية بحياتي وتصادمت مع رسامين بلد عربي وتركت الرسم مرة ثانية وتصادمت مع رسامين مصريين ولم أحاول التغلب عليهم بطرق ملتوية وفضلت الفرجة والإنتاج المتناثر .. كل هذا يعني أني هاوي فن مش محترف فن على الإطلاق وأحيا في بلاد تخلص لكل ما هو نفاق أو واسطة أو ظرافة في التعامل (وسط زبالة بصراحة) وفي الهواية لا تستطيع أن تكون منافقا أو تجيب واسطة لتشبع هوايتك .. الهواية متعة تنغمس فيها بكل كيانك لتصبح أصدق وأمتع لحظات عمرك .. تلعب شطرنج لتستمتع خارج أي مسابقة وتلعب كرة لتستمتع خارج أي دوري وطاولة لتستمتع وفقط.

Tweet