يختار المبدعون مسالكهم للتعبير عن ذواتهم، وقد اختارت المصممة الفنانة رِهام محسن أن تقدم نفسها قارئة لآيات كتاب الله بريشتها ، وهي الريشة التي تستمد بصرياتها من بصيرة تتأمل القرآن الكريم كما يجب على المؤمنين به، بالتدبر والتفكر، ومثلما تبرز اللغة العربية بلاغته الأعلى تقدم اللغة الفنية موسيقاه اللونية.
بدءًا من الخلفيات اختارت الفنانة صاحبة التجربة أن ترسل عين المتلقي وقلبه إلى درجة البني المذهبة، والتي تفتح باب الخلود، والعراقة،وهما ما يميزان النص القرآني والحرف العربي معًا.
لكن الروح الحية للفنانة تأخذ المتلقي إلى تفسيرات لونية تسعى فيها أحيانا بين مطابقة المعنى للرسم الحروفي، كما في مثال لوحتها للآيةالسابعة من سورة هود، (وكان عرشه على الماء)، فإذا الحروف بلون الماء تطفو على موجه في سيمياء بصرية للعرش المرتكز على المياه.
الأمثلة كثيرة لهذا التزاوج البصري، بين فحوى المعنى وصور التعبير عنه، صحيح أن لدى الفنانين حول العالم تجاربهم في رسم آيات القرآنالكريم ، (في مصر : الفنانان الكبيران محمد حجي وصلاح طاهر) ولفظ الجلالة والأحاديث الشريفة ، سواء للفنان أو المطرز أو الرسامالشعبي، حتى في تتارستان التي لا تزال الشمايل وهي لوحات مرسوم لنصوص قرآنية وأحاديث شريفة ، لا تزال فنا حيا، يشبه جدارياتالحج في بيوتنا الشعبية، بل ورأيت فنانين روسيين مثل بوبوف يرسمها ويشكلها، ولكن رغم ذلك تبقى للفنانة خصوصيتها التي وزعت فيهااختياراتها على أيام شهر رمضان الكريم، وكتبت مقدمة لمجموعتها:
“رمضان القرآن. شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن. كل عام وأنتم بخير. هذه المرة اخترت كتابة الخط العربي مع التلاوة. اخترت من كل جزءآية لكل يوم في رمضان .. سوف نظل دائما نتعلم وننهل من القرآن؛ فالإيمان بالغيب وليس بالدليل الصريح، والأحكام تفهم بشكل صحيح عنددراسة الآية كاملة، بل وبدراسة ما قبلها وما بعدها. الله قادر على أن يجعل حياتنا هي الجنة ولكنها دار اختبار. وكم من إجابات واضحة علىتساؤلاتنا قدمها القرآن ولكننا لا نقرأ، وكم من أسرار. ذلك الكنز الذي حفظ في القلوب بالتلاوة والصلاة قبل أن يكتب بكثير.“
للإطلاع على كافة اللوحات يرجى زيارة صفحة الفنانة رهام محسن Reham Mohsen على فيسبوك
https://m.facebook.com/pg/RehamMohsenDesign/photos/?tab=album&album_id=10156944850501771
في الشهر الذي اختار البعض قرن الفن فيه بالترفيه، أعلت رِهام محسن من الفن حين قرنته بالآيات الحكيمة، ومثلما تكون البلاغة مناسبةالمقال للمقام، أعتبر ما قدمته، وتقدمه، المصممة والفنانة ريهام محسن، بلاغة فنية جاءت في زمانها، ومكانها، وتجعل من نافذة فيسبوكتضيء بالخير، والجمال، أحيانا، مثل هذه المرة التي أطلت علينا فيها هذه المجموعة، وكأني هنا مثلا أرى عصيان آدم ربه في قضم التفاحة ، كما جاء في لوحة ١٦ رمضان – الجزء السادس عشر – طه 121-122
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.
Reham Mohsen
25 مايو, 2020 at 8:49 م
شكرا جزيلا للأستاذ أشرف أبو اليزيد على هذا التحليل الرائع الذي لم يكن بإمكاني التعبير عن الأعمال بمثله
Ashraf
27 مايو, 2020 at 9:57 ص
الشكر لك، فنانة ومبدعة،شاركتنا هذه الأعمال الملهمة والمهمة