مستقبل الأدب والإبداع بعد جائحة كورونا في ندوة هندية

09:36 مساءً الأحد 17 مايو 2020
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

b12622ce-7016-4402-9913-2054eafdddccاختتمت ندوة الهند بطرح تأملات تفاؤلية وإيحاءات إيجابية حول مستقبل الأدب والإبداع بعد جائحة كورونا

وجرى نقاش جدي مشترك بين الأدباء والكتاب والأكاديميين والخبراء من مختلف قارات الأرض مثل الهند وإندونيسيا والمغرب والجزائر وإسبانيا ومملكة العربية السعودية ومصر تحت ظل ندوة ثقافية دولية عقدتها أكاديمية التميز بالهند عن العالم الذي يمر على ظروف استثنائية صعبة التي لم تسبقها في تاريخ البشرية في السبت الماضي بتاريخ 16 لهذا الشهر عبر واسطة الإنترنت. ابدى المشاركون في النسخة العاشرة للندوات الثقافية الدولية التي تقوم بها أكاديمية التميز تأملات تفاؤلية وإيحاءات إيجابية حول مستقبل الأدب والإبداع بعد جائحة كورونا.
وقدم المتحدث الرئيسي الكاتب المغربي أ. سي محمد البلبال رئيس المجلس الدولي للإبداع أفكاره ووجهات نظره قائلا: ” هذه ليست مجرد أزمة، بل كارثة كونية أو جائحة صعقت الأنسان في جسده وروحه, الشعراء والأدباء مصدومون, لكن الأدب يلعب دورا ملحوظا في حد هذه الجائحة لنشر أدب يراعي الجمال والكمال
a0e078c0-7088-4f84-9175-5e5da13c2f62وأضاف محمد البلبال قائلا :” علينا وعلي جميع الكتاب والمبدعين إعادة النظر في استشراف مستقبل الأدب بمنظور القيم الإنسانية والتربوية والأخلاقية ونشر ثقافة الحب والسلام والتضامن وخلق أدب واقعي وفكر واعى وبناء لتجاوز كل التعثرات والتداعيات الناجمة عن جائحة كورونا”
وضيف الندوة الأستاذ الدكتور حبيب الله خان رئيس اتحاد معلمي وعلماء اللغة العربية لعموم الهند أعرب عن أهمية استفادة من الجوانب الإيجابية لهذا الوباء مثل التعاون والتكاتف والتعاضد بين أمم العالم رغم اختلافاتهم السياسية وفروقهم الدينية لمجابهة كورونا وتداعياته وخلق الإبداع الجديد والأدب الرفيع الذي سوف يمهد سجلا للمجتمع البشري. واستطرد قائلا “أنا متفائل جدا, ولا أقنط من رحمة الله, أن البشرية ستخرج من هذه المحنة الطاحنة بأدب سليم هادف يدعو المجتمع البشري إلى الخير ونبذ العنف والظلم”.

a775ae7a-a065-4a4c-af05-a59814ddd498كما أكد رئيس الندوة د. صابر نواس محمد مدير أكاديمية التميز بالهند في خطبته الاستهلالية دور الأدب والأدباء في معالجة الجائحات والكوارث في كل عصر ومصر مستدلا لقوله رواية الطاعون الشهيرة للكاتب الفرنسي لألبير كامو التي صدر سنة 1945 تعقيبا لتفشي وباء كوليرا في مدينة هوران الفرنسية الجزائرية. وأردف متحدثا: ربما تجيئ الجائحة وتروح…
ولكن الأدب يبقي على وجه المعمورة كشاهد عيان ودليل قاطع للأجيال القادمة ولو بزمن بعيد بعد نهاية مثل هذه الكوارث والمصائب.

يييياستكشفت الندوة على آراء عدد من الأكادميين المشاركين حول تأثير هذا الفيروس المستجد على الأدب, حيث عبر الأستاذ الدكتور مجيب الرحمن بمركز الدراسات العربية والإفريقية من جامعة جواهر لال نهرو نيو دلهي عن خواطره وأفكاره في هذا الصدد فقال “إن الأدب مرآة حياة المجتمع بمختلف ظروفها وعصورها وصورة معبرة عن الواقع الإجتماعي وأبعاده المتنوعة, فالأدب يلقي الضوء على الكوارث والنكبات, وتفائل الأستاذ مجيب الرحمن بأن الأدب سيزدهر ويرتقي بالإبداعات والقرائح الأدبية خلال هذا الحجر المنزلي و تجارب العزلة.
7a02e6e2-bc6c-4106-8bf3-e97d4f0987faوالشاعرة المغربية عبيدة علاش أكدت في مداخلتها حتمية الأدب والثقافة وكل أشكال الإبداع ان تخدم الانسانية في غمار الأجواء المشحونة التي فرضتها جائحة كورونا والتداعيات التي اسفرت عنها والتاثيرات السلبية في شتى المجالات اقتصاديا واجتماعيا, واضافت الشاعرة أننا سنتخطى هذه الجائحة معا وسنحظي بالحظ الأوفر وستنقشع السحب قريبا وتعود المياه إلى مجراها الطبيعي بشكل أفضل وأحسن.

وأرتجلت الشاعرة بقصيدتها:-

يا سائرا في خطوه يحتار
بين المدى فتشخصت أبصار
افش السلام على ضفاف مسافة
وعلى الأثير تزفك الأخبار
شبح الوبا في خفة مترصد
أنفاس نبض دأبه الابحار
فالزم خيامك حصننا في مأمن
بين العرا تجتاحك الأخطار
وانثر أريج الطيب فيه وقاية
من زهره تصفو لك الأنظار
تبا لجائحة تشن هجومها
قد حار فيها ليلنا ونهار
تسري بلا خجل وفيها نوبة
مجتاحة وكأنها الإعصار
كم تنفث السم الدفين بخلسة
في كل ركن طابت الأسفار
شبح الأسى فمن الشروق سينزوي
من فجرنا تتبلج الأنوار
وسماؤنا فيها انقشاع سحابة
من صبرنا تتماسك الأزرار
فلكم من العرفان عطر محبة
ولفكرنا كم زانه الأخيار
ودروبنا مأمونة في خطوها
ولأمننا وحماتنا الإكبار
في كل أروقة ترى لجنودنا
ترياقهم إذ بثه الأبرار
مثل الملاك وحرصهم متجذر
في جرأة وسبيلهم إصرار
من أجزل الإحسان فيه مروءة
متكافل في همة إيثار
فارفع إلى رب العلا متضرعا
من لطفه كم تنثني الأسوار
وارحم فقيرا أنهكت قسماته
منبوذة أوصاله تنهار
متلحف وجه السما في غربة
تجتره الأسقام والأسعار
فاخفض جناح الود تسم بنخوة
من جودك المبذول كم إعمار
لا تبتئس، فصباحنا إشراقة
من شمسنا تشدو لنا الأطيار
وانثر أريج البذل في نسماتنا
من طيبه

والدكتور محمد رافع زين الدين شارك بمداخلته قائلا: الأدب سيكون له مستقبلا مشرقا وزاهرا حيث أنه يعالج قضايا الأمة ونبضاتها وخلجاتها واضاف في كلماته أبيات الشاعر السعودي الكبير عبد الرحمن العشماوي التي ألفها في هذا الحجر الصحي ” أهكذا تَسجن الدنيا ومن فيها سجناً يُكبّل قاصيها ودانيها ؟!
ماذا دهاك” كورونا” أنت مُختبئٌ
عن أعيُنٍ لم تزل تبكي بواكيها؟”

الأستاذ الدكتور قطب الدين من جامعة جواهرلال نهرو نيودلهي قام بملاحظته حيث قال: ” عندما تسقط أشجار الخريف تأتي أشجار جديدة للربيع, فهذه الجائحة التي اوردنا في الوقت العصيب مثل أشجار الخريف البالية لكن وأدبنا سوف يعود ويرتفع إلى قمة مجده مثل ازدهار موسم الربيع”.

867f20d5-81ee-433e-bfa8-92bde46e6982و قدم مجموعة من الأكادميين والأساتذة والباحثين من جنسيات وجامعات مختلفة مداخلات قيمة وأسئلة مهمة خلال مناقشتهم حول موضوع ” مستقبل الأدب والإبداع بعد نهاية كورونا ومن بينهم الكاتبة الجزائرية د. بن ضحوى خيرة والفنان الإسباني مولاي إدريس البلبال والأستاذ محمد فيضان بك من جامعة عليكرة الإسلامية والدكتور عظمة الله الندوي بجامعة الملية الإسلامية بنيو دلهي والأستاذة ريتا فبريانتا مديرة مركز منارات في شرق جنوب آسيا من إندونيسيا والأستاذ محمد شمير الندوي رئيس قسم البحوث لأكاديمية التميز والدكتور عباس كيبي من كلية فاروق كاليكوت والسيد محمد فوّاز مصطفي من جامعة جواهر لال نهرو بنيو دلهي والأستاذ محمد طيب السلمي

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات