لوه آيهوا، يوان تاو شيونغ، صحيفة الشعب اليومية الصينية

عمال بقرية بيدي بشينجيانغ بصدد تقشير الجوز وتشريح. تصوير كوربان مموتي، صورة الشعب

البابايا الناضجة تشبه رائحة الأعشاب الطازجة بعد المطر، وبإضافة قليل من الحلاوة، تصبح البابايا أكثرة لذة.” تقول محافظة خهكو بمقاطعة يونان، أثناء ترويجها للمنتجات الزراعية المحلية في غرفة البث المباشر على الانترنت. وقد نجحت خلال نصف ساعة فقط من اجتذاب أكثر من 650 متابع وبيع 80 طنًا من البابايا.

للتخفيف من الأثر السلبي للكوفيد-19 على مبيعات المنتجات الزراعية، لجأت العديد من الاطارات المحلية في المدن والقرى الصينية الى غرف البث المباشر على الانترنت لترويج المنتجات الزراعية ذات الخصائص المحلية. وقد حققت هذه الطريقة نتائج جيدة، حيث تمكن محافظ مدينة تهانغشان بآنهوي من بيع 140 ألف رطل من الكمثرى؛واستطاع نائب محافظ مدينة له ييه من مقاطعة قوانغشي من بيع 40 ألف رطل من البرتقال اليوسفي خلال ساعتين من البث المباشر. أما محافظ المدينة “له ييه”، فتمكن خلال شهر واحد من بيع 8 ملايين رطل من السلع الزراعية عبر غرفة البث المباشر.

عمال بقرية تولينغ بمقاطعة جيانغشي في محطة لخدمات التجارة الالكترونية، بصدد ارسال الطلبات الى مختلف انحاء الصين. تصوير تشو ليانغ، صورة الشعب

مساعدة المزارعين عبر التجارة الإلكترونية ليست مجرد بيع هذه المنتجات على الانترنت، وليس كل مزارع بإمكانه ذلك.

في العديد من المناطق الريفية، تعاني المنتجات الزراعية من مشاكل لوجيستية، نظرا لأن عدة منتجات زراعية تكون كبيرة الحجم، ثقيلة الوزن ومتدنية السعر وقليلة الكمية ومتوزعة في عدة أماكن. وأخذا في النظر باعتبارات التكلفة، تقتصر خدمات شركات البريد على التسليم داخل المناطق الحضرية، مما يصعّب خروجالمنتجات الزراعية في القرية الى السوق. ولمعالجة هذه المشكلة، وضع مكتب البريد الصيني خطة ثلاثية خاصة لإدخال خدمات الارسال والتسليم الى الارياف. حيث يطمح الى ادخال هذه الخدمات الى جميع القرى التي تستجيب للشروط اللازمة بحلول عام 2022.

وعلى سبيل المثال، حققت قرية “تشاوي” من مقاطعة شنشي في الوقت الحالي تغطية كاملة بخدمات التجارة الالكترونية. اذ بنت القرية مركز فرز لوجستي، وغيرها من المرافق الضرورية لتسهيل خروج السلع واندماجها في منظومة التجارة الالكترونية.

سكان قرية خوانغ لينغ الجبلية التي تبعد أكثر من 50 كلم عن مركز المحافظة تستقبل الطرود البريدية. تصوير ياو يونغ ليانغ، صورة الشعب

منذ وقت ليس ببعيد، تم تجريب وتشغيل خط سريع للخدمات اللوجستية الذكية، انجز على امتداد 6 سنوات في ماومينغ بمقاطعة قوانغدونغ. ويتولى الخط بشكل رئيسي التسليم السريع المحلي، والتخفيف من حدة الفقر الصناعي، وتوزيع المنتجات وتحقيق هدف الوصول الى الوجهة خلال ساعة واحدة. يتألف الخط السريع من محطات أساسية، وطرق حبال منخفضة الارتفاع، وروبوتاتوأنظمة توزيع للمستودعات. عندما يرسل المزارعون عبوات المنتجات الزراعية في مركز التجميع في القرية، تقوم الروبوتات بنقل المنتجات الى محطات التجميع في المدن عبر الكابلات. من جهة أخرى، يمكن أيضًا تسليم طرود التسوق عبر الإنترنت المرسلة من جميع أنحاء البلاد إلى القرويين بنفس الطريقة.

وفي الوقت الذي تسهل فيه هذه الانظمة اللوجستية حركة السلع في الارياف، تلتزم بمبدأ الاقتصاد في الطاقة والموارد. وتستعمل أنظمة تكنولوجية متقدمة مثل البيانات الضخمة والحوسبة السحابية.

في السابق، كان على القرويين التنقل ذهابًا وإيابًا للتسوق عبر الإنترنت، أما الان فلم يعد التسوق الالكتروني اكثر سهولة فحسب، بل بات بامكان المنتجات الزراعية مغادرة القرية أيضا باتجاه السوق.

ويعد تطوير المرافق والخدمات اللوجستية في الارياف مطلبا ضروريا للتخفيف من حدة الفقر وإنعاش الارياف. وبفضل السياسات الخاصة والادارة العلمية والتخطيط العام، يمكن للشبكة اللوجستيةالتي تغطي الريف أن تعمل بفعالية، وتحسن حياةوعمل المزارعين.

مصدر: صحيفة الشعب اليومية الصينية

Tweet