ملتقى افتراضي حول الأدب العربي في المهجر الفرنسي

05:35 مساءً الأربعاء 22 يوليو 2020
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بقلم د. قمر شعبان الندوي

استضاف مركز الدراسات العربية والأفريقية بجامعة جواهر لال نهرو بنيو دلهي بالتعاون الوثيق مع أكاديمية التميزبالهند والمنظمة العالمية للإبداع من أجل السلام بلندن عمالقة الفكر والإبداع العربي والفرنسي في ندوة افتراضية حولمحورالأدب العربي في المهجر الفرنسيوذلك في 19 يوليو 2020م.

مدير الندوة أ.د.مجيب الرحمن أستاذ الأدب العربي في مركز الدراسات العربية والأفريقية بجامعة جواهر لالنهرو

مدير الندوة أ.د.مجيب الرحمن أستاذ الأدب العربي في مركز الدراسات العربية والأفريقية بجامعة جواهر لالنهرو

استهل مدير الندوة أ.د.مجيب الرحمن أستاذ الأدب العربي في مركز الدراسات العربية والأفريقية بجامعة جواهر لالنهرو ورئيس مكاتب المنظمة العالمية للإبداع من أجل السلام بالهند  اللقاء بتقديم أحر وأخلص الترحيب إلى ضيفة شرفالندوة الشاعرة والكاتبة المرموقة وفاء عبد الرزاق رئيسة ومؤسِّسة المنظمة العالمية للابداع من أجل السلام بلندن،والروائي والأكاديمي الجزائري البارع العملاق د. واسيني الأعرج، بروفيسور في جامعة السوربون الثالثة بباريس،والكاتبة المبدعة والناقدة المغربية المقيمة في فرنسا أ. د. أميرة عبد العزيز، وكبار أساتذة اللغة العربية والأدب العربي فيالجامعات والكليات الهندية، والكاتبين والكاتبات والباحثين والباحثات والطلبة والطالبات والمهتمين بالشأن الثقافيالعربي في الوطن العربي وفي أنحاء العالم الذين شاركوا في الندوة، وقدم تعريفا موجزاً بأهداف الندوة، وبعده جرىعرض فيلم وثائقي عن حياة ومساهمات المحاضرين الثلاثة من قبل الفريق التقني لأكاديمية التميز بالهند الجهةالمتعاونة في تنظيم الندوة.

31780662-28D2-4659-9BD2-5175389BDDDFوفي كلمتها الافتتاحية عرجت الأستاذة وفاء عبد الرزاق على فكرة الأدب الكوني وأهميته وقامت بإبراز العناصر المكوّنةلهذا الأدب الكوني. وأشارت إلى محاولاتها وتجاربها في بلورة أدب كوني بارز السمات وواضح القسمات، مؤكدة أنالمرجعية الإنسانية والثقافية والحضارية هي من العوامل الرئيسة اللازمة لإنشاء أدب كوني وأيضاً لجعل المبدع مبدعاًكونياً وإنسانياً بالدرجة الأولى

وصرّحت الكاتبة أن اللغة هي العنصر الأساسي الذي يحدث الكاتب من خلاله قارئاً منتجاً ومتميزاً عن القارئ العام،وضربت أمثلة كثيرة للروايات التي تحدثت عن الشرق والغرب في هذا المضمار، مشيرة إلى بعض أعمالها الروائية التيتتميز بالغرائبية حاملةً في طياتها الاتجاه الكوني؛ منها روايةالحاموتالتي تتناول القضايا الفلسفية الحياتيةومابعد المماتية، و لفظةالحاموتمختصرة من كلمتي الحياة والموت. ودولة الشين، فالشين عبارة عن الشروالشيطان، فالعصر في رأي الكاتبة هو عصر الشر، وروايةعشر صلوات للجسد”.

 و من أهم أعمالها ذات الهم الإنساني الكوني ديوانمن مذكرات طفل الحربالذي يحكي القصة المؤلمة للطفلالعراقي الذي ذهب ضحية الحرب.

وأبانت الكاتبة المرموقة وفاء عبد الرزاق أن من الأهمية بمكان للكاتب والمبدع الكوني الفنتازي أن يختار لعمله أسلوباًراقياً وسائغاً للقارئ، لكي يمثل هذا العمل مرآة صافية يعكس فيها صورة وحياة القارئ عينه، كأنّ هذا العمل هو قصةحياته هو ولا غير. لقد تجلّت وفاء عبد الرزاق عبر أعمالها الإبداعية في الشعر والنثر والمتسمة بالعجائبية كمبدعة ومفكرةكونية من الدرجة الأولى. لخّصت الأستاذة وفاء في كلمتها الراقية تصورها وفكرها في جملة واحدة: “كل بلدان العالموطني، وكل قلوب الناس جنسيتييا لها من روعة وعظمة هذه الكاتبة العالمية!.

الأديب واسيني الأعرج

الأديب واسيني الأعرج

أما الروائي والكاتب الجزائري العملاق الأستاذ الدكتور واسيني الأعرج، الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية وحاز  جوائز عالمية كثيرة منها جائزة الشيخ زايد للكتاب، فقد أبهر الحضور بمحاضرته العلمية الراقية معرجاً فيها على تجربتهفي الرواية التاريخية مستهلاً حديثه بذكر الأجناس الأدبية في فرنسا، والعلاقات العربيةالفرنسية في مجال الثقافةوالأدب عبر الرواية التاريخية. قارن المحاضِرُ في حديثه بين الأنواع الروائية الأخرى مثل الرواية البوليسية، ثم أكّد أنالرواية التاريخية لقيت اهتماماً كبيراً من الروائيين والنقاد في الآونة الأخيرة، وعرج على أهمية روايات جرجي زيدان فيتطور الرواية العربية وما لروايات زيدان من قيمة أدبية وفكرية في تراثنا الأدبي والفكري الحديث، وأشار إلى صعوداتجاه الرواية التاريخة بدليل فوز عبد الوهاب عيساوي مؤخراً بجائزة بوكر العالمية للرواية العربية عن روايته التاريخيةالديوان الإسبرطي، والرواية التاريخية حسبما أكّده المحاضر، ليست عبارة عن تسجيل تاريخي للوقائع والأحداث بلإنها جهد فني أدبي وقرائي وإبداعي خالص، وإن الروائي التاريخي الناجح يختار المادة التاريخية بدقة وعناية، وثميقوم بتحويلها إلى مادة أدبية فنية ممتعة، يستمتع بها القارئ، ويتفاعل معها بحيث تتضافر فيها عناصر الأدبكالعاطفة والخيال والحبكة والأسلوب والفكرة وجمال التعبير والبيان. أشار د. واسيني في حديثه الضافي إلى تجاربهالشصية في الرواية التاريخية ولاسيما في روايته عن الشيخ عبد القادر الجزائري مؤسس دولة الجزائر الحديثة، الذيهو في رأيه أكثر الشخصيات العربية التاريخية التي كتب عنها في القرن التاسع عشر، وهو من أنقذ حياة خمسة عشرألف مسيحي على إثر الحرب الاستعمارية. والرواية التاريخية هي التي وحدها تجدر بأن تكون ابنة العصر. وتحدث عنشخصية مي زيادة ودورها المثالي في المجال الإصلاحي والإنساني والنسوي. لقد أثارت محاضرة الدكتور واسينيالأعرج تساؤلات كثيرة طرحها المشاركون بعد انتهاء المحاضرات.

أ. د. أميرة عبد العزيز

أ. د. أميرة عبد العزيز

والمحاضر الثالث للقاء أ. د. أميرة عبد العزيز، المبدعة والشاعرة والأكاديمية المغربية المقيمة في فرنسا أستاذة بجامعاتفرنسا منها جامعة السوربون وجامعة أفيري، والحائزة على جوائز وتكريمات عديدة فقد أبهرت الحضور بحديثهاالعلمي الراقي عنتأثير الأدب العربي في الأدب الفرنسيتطرقت في محاضرتها إلى بيان أثر الحضارة العربيةالإسلامية في الحضارة الغربية من منظور تاريخي وأسهبت في بيان هذا الأثر منذ العصور الوسطى، علي سبيلالمثال كتاب ألف ليلة وليلة الذي أثر تأثيراً عميقا  في الوجدان الثقافي الغربي ولا سيما الفرنسي، وأثرت بشكل كبير فيتطور القصة الغربية، فكان الأدباء الفرنسيون يرجعون إليه قبل الشروع في كتابة عمل قصصي وكانوا يستلهمون منهمادتهم الفكرية والفنية، وذكرت المحاضِرة فيما ذكرت أن الشعر العاطفي الفرنسي تأثر تأثراً بالغاً بالشعر العربيالغنائي الذي شاع في الأدب الإسباني عن طريق العرب كما رحبت البلاد المجاورة للبحر الأبيض المتوسط بالعربيةوبثقافتها وآدابها. وللترجمة دور كبير في توطيد هذه العلاقة العربيةالفرنسية، إذ نقلت مئات من المؤلفات الابداعية شعراًونثراً قديماً وحديثاً من العربية إلى الفرنسية؛ منها على سبيل المثال لا الحصر: كليلة ودمنة، وألف ليلة وليلة، وأعمال ابنسينا، وابن خلدون، والخوارزمي، وفي العصر الحديث ترجمت إلى الفرنسية أعمال كبار الأدباء العرب من أمثال طهحسين، ونجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم وكثيرين آخرين، كما أن هناك أدباء عرب من بلاد الجزائر والمغرب ولبنان ومصروغيرها الذين كتبوا بالفرنسية واستطاعوا بذلك أن يؤثروا على الأدب والثقافة الفرنسية، وهم يعدون صروحا للأدبالفرنسي المعاصر، وأهم نقطة نبهت إليها المحاضِرة بصدد تأثير العربية في الفرنسية أن هناك حوالي 500 كلمة عربيةدخلت الفرنسية وصارت جزءاً من المنظومة اللغوية الفرنسية.

F74EFF8B-2D01-4153-AF63-DE7B36A11D38لقد أثارت المحاضرات تساؤلات وتعقيبات ومداخلاث ثرية من الحضور الكرام استمرت لساعة واحدة، ومن أبرز منتداخلوا في الندوة الدكتورة مريم الهاشمي الناقدة المميزة من دولة الإمارات التي أبرزت في مداخلتها القيمة إشكاليةثقل المادة التاريخية في الروايات التاريخية التي طالما تحرم هذا الصنف من الروايات من عنصرَي الإثارة والتشويقبسبب غلبة المادة التاريخية على حبكة الرواية، والروائية الجزائرية عائشة بنور والروائي اللبناني عمر سعيد، والأستاذأحمد نبيل الرفاعي من جامعة الأزهر الشريف والأستاذ سيد جهانغير من حيدر آباد الذي أكّد أن اللغة العربية كانتسيدة اللغات لقرون طويلة وهي تملك كل مقومات اللغة الكونية ولذا يتعين على الدول العربية وكل المهتمين بالثقافةالعربية الاهتمام بإعلاء شأن العربية حتى تتبوأ مكانتها المنشودة في حظيرة اللغات العالمية، كما تفاعل كثيرون آخرونمع المحاضِرين عبر مداخلاتهم وطروحاتهم القيمة، وحظيت الندوة بمشاركة مباركة من كبار أساتذة الهند منهم الأستاذزبيرأحمد الفاروقي، والأستاذ اقبال حسين الندوي، والأستاذ كفيل أحمد القاسمي، والأستاذ حبيب الله خان، والأستاذمحمد أيوب الندوي، والأستاذ عبد الماجد القاضي، إلى جانب أعضاء هيئة التدريس في قسم اللغة العربية في جامعةجواهر لال نهرو،  وأقسام اللغة العربية في الجامعات الهندية وغيرهم من كبار الأساتذة والباحثين.

وسبق أن نوّه مدير الندوة بأهمية مشاركة الشاعرة والكاتبة وفاء عبد الرزاق بوصفها ضيف شرف للندوة وهي رئيسةالمنظمة العالمية للإبداع من أجل السلام بالمملكة المتحدة كونَ المنظمة إحدى الجهات المتعاونة في إقامة الندوة، وقدّمتعريفا موجزا للمنظمة وأهدافها وأنشطتها ودورها الفاعل في ترسيخ ثقافة السلام والتعايش السلمي في أنحاء العالممن خلال الإبداع في زمن يعاني فيه العالم كله من صراعات وحروب وفتن وأحداث العنف والتطرف العنيف ما يهددالأمن والسلام الدوليين.

وتكللت الندوة بنجاح باهر غير مسبوق حيث تجاوز عدد المشاركين والمشاركات 400 مشارك من أنحاء العالم ولاسيما منإندونيسيا وماليزيا والجزائر والمغرب وتونس والإمارات والعراق والمملكة المتحدة ولبنان، والمملكة العربية السعوديةوالسويد وتشاد وغيرها.

وفي النهاية قدّم مدير الندوة الافتراضية أ.د. مجيب الرحمن شكره العميق إلى المحاضرين الموقرين وجميع المشاركينوالمشاركات من أنحاء العالم وكل من تعاون وأسهم في إقامة الندوة على هذا المستوى الراقي جدا، وخصّ بالشكرالجزيل أعضاء اللجنة التنسيقية وهم د. صابر نواس والدكتور محمد أكرم نواز والدكتور محمد أجمل وزملائه فيالقسم، ومدير أكاديمة التميز بالهند د. صابر نواس وفريقها التقني المتميز للتحضير الفني الرائع للندوة الذي أسهمبشكل كبير في إنجاح الندوة.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات