مقاطعة جيونج جي كوريا الجنوبية

09:40 صباحًا الأحد 11 أكتوبر 2020
د. حسن حميدة

د. حسن حميدة

الدكتور حسن حميدة كاتب لأدب الأطفال واستشاري تغذية في المحافل العلمية الألمانية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
بقلم: د. حسن حميدة – ألمانيا Gyeonggi-DO, South Korea By: Dr. Hassan Humeida – Germany

بقلم: د. حسن حميدة – ألمانيا
Gyeonggi-DO, South Korea
By: Dr. Hassan Humeida – Germany

استضافت كوريا الجنوبية مؤتمر الصحفيين العالمي في الفترة مابين 14 إلى 16 ديسمبر للعام 2020 بنجاح. لقد إنعقد المؤتمر الثامن عشر في هذه المرة نسبة للظروف المحيطة من على البعد، وشارك فيه ما يقدر بحوالي مائة من الإعلامي والصحفي والأدباء من أكثر من 52 دولة. دارت محاور المؤتمر حول ثلاثة أشياء أساسية، هي: الإعلام الكاذب، تفاعل العالم مع فيروس كورونا، ومرور 70 عاما على الحرب الكورية، والجهود المبذولة لإحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية. إكتملت إقامة المؤتمر تحت ظروف معقدة، بدعم متكامل من مقاطعة جيونج جي، وتحت إشراف حاكمها، السيد لي جاي ميونج، ومعه عمد مدينة سوون، السيد يوم تاي يونج. الشيء الذي جعل من اللقاء العالمي، لقاء ناجح بكل المقاييس، وهذا ليس بوصول المؤتمرين لنتائج ترضي فقط الكورية، بل نتائج تسعى جاهدة لنشر السلام في كثير من البلدان الصديقة. 

تقع مقاطعة جيونج جي من بين ثمانية مقاطعات في الشمال الغربي لكوريا الجنوبية، وتحمل هذه المقاطعات كلها في الآخر كلمة “دو”، التي تعني مقاطعة أو إقليم. وتتخاخم هذه المقاطعة المهمة من أكثر من جانب، للعاصمة الكورية الجنوبية “سيوول”، الشيء الذي يجعل منها أكثر المقاطعات إكتظاظا بالسكان، حيث يفوق تعدادها السكاني 13 مليون نسمة. وترجع أهمية هذه المقاطعة إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد، بتقسيم كوريا إلى ثلاثة ممالك أساسية، صارت مقاطعة جيونج جي إحداهما، وما زالت تلعب دور مهم في التوثيق الحضاري والثقافي لهذه المنطقة. الشيء الذي يجعل من المقاطعة، منطقة ذات أهمية تاريخية وسياحية، تمد الباحثين والسياح بقدر لا يستهان به المعلومات، من بنك الأرشيف القديم لشبه الجزيرة الكورية.

السيد لي جاي ميونج، حاكم مقاطعة جيونج جي – كوريا الجنوبية

السيد لي جاي ميونج، حاكم مقاطعة جيونج جي – كوريا الجنوبية

بجانب الدور السياحي الذي تجسده المقاطعة، لها دور لا يستهان به في الأقتصاد الكوري. فهي من أكثر المقاطعات التي يأويها سكان كوريا الجنوبية، ويعيش فيه حوالي خمس السكان. بل تعتبر هذه المقاطعة من أكثر مقاطعات كوريا الجنوبية سرعة في النمو السكاني، والتي صارت كالمغناطيس الجاذب للزوار لأسباب إقتصادية أو سياحية أو وظيفية. هذا بسبب الفرص الغير محدودة التي تتيحها هذه المقاطعة للمواطن الكوري في وجود العروض فرص العمل. وهذا ليس مقصورا على المواطن الكوري فقط، بل ينطبق أيضا على من يقصد كوريا الجنوبية من شعوب البلدان المجاورة وغيرها. في مقاطعة جيونج جي يجد الوافدون من دول الجوار بغرض العمل، الفرص للعمل في أكثر من حقل، كالعمل في الصناعة والسياحية والفنون.

جيونج جي هي إحدى البوابات الرئيسية في كوريا الجنوبية إلى العالم الخارجي، خصوصا بإنفتاحها الغير محدود على دول جنوب شرقي آسيا، وفي كثير من التعاملات التجارية. المقاطعة التي صارت تشرق فيها شمس الإنفتاح على بقية أجزاء العالم دون أن تغيب. الشيء الذي يجعلها منها أهم مراكز الإقتصاد والصناعة في كوريا الجنوبية، والشيء الذي يتوجها لأن تسمى بقلب الإقتصاد الكوري. فيها يوجد 25% من الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم في كوريا، على سبيل المثال شركات المواصلات والصناعات الثقيلة كالحديد الصلب والمنتجات الكيميائية والمعدات الإلكترونية والآلات الزراعية وصناعة المنسوجات. زيادة على ذلك تلعب مقاطعة جيونج جي، دورا هاما في الجانب الغذائي، كالزراعة والثروة الحيوانية والثروة السمكية ومنتجاتها.

تشير الإحصائيات الإقتصادية الأخيرة في الإستثمار، إلى أن مقاطعة جونج جي هي من أميز المقاطعات للإستثمار في كوريا الجنوبية. وهذا بسبب توفر الجو المناسب للمستثمر، المتمثل في وجود الأيدي العاملة والموظفين الأكفاء وسبل توفر الإستشارات الإستثمارية، للإنتاج والتسويق وتطوير المنتجات في المقاطعة. زيادة على ذلك تشجيع حكومة المقاطعة ومدنها للمستثمرين في شتى المجالات، بتوفير الدعم اللازم لهم للمواصلة في مشاريعهم الإستثمارية. هنا على سبيل المثال لا للحصر، إقامة حفل سنوي للإحتفاء بالشركات المستثمرة وطواقمها العاملة في كل عام، وتحفيزهم بجوائز تقديرية ورمزية، مثل “جائزة التميز”، لمجهودهم الإستثماري ونجاحهم الإقتصادي.

الحاكم الحالي لمقاطعة جيونج جي من مدينة سوون، هو السيد لي جاي ميونج، والذي درس القانون وصار محاميا وسياسيا من بعد، بل كان قبلها حاكم على مقاطعة كيونج جي وعمدة لمدينة سيونجنام. يعتبر السيد لي جاي ميونج، رجل مقدر في المجتمع الكوري، بمجهوداته الكبير في إنشاء برنامج يهتم بالرعاية الإجتماعية لكبار السن والمسنين في بلاده، زيادة على ذلك إهتمامه الزائد بالجانب الغذائي للمواطن الكوري، وسبل تحسين هذا الجانب، بصورة تواكب تطورات العصر.

ينتمي السيد لي جاي ميونج للحزب الديمقراطي الكوري، ويعتبر بسبب قرب أفكاره للشعب الكوري ومتطلباته، من أقوى المرشحين للرئسة الكورية في دورتها القادمة للعام 2022، والذي كانت من آخر نجاحاته في هذا العام، إستجابته الفعالة للحد من تفشي فيروس كورونا، ودرء الآثار المترتبة عليه إقليميا.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات