كنت ومازلت من المؤمنين بأن للحكي قيمة كبرى في تشكيل خيال ووجدان الطفل ، لذلك أجد في ذكرى نصر أكتوبر المجيد فرصة ذهبية لكي نحكي لأطفالنا عن بطولات هذه الملحمة العصرية الحديثة التي غيرت نظرة العالم لنا ، فحرب أكتوبر كان لها تأثيراتها الجذرية على المستوى ” المصري والإقليمي والدولي ” وربما لا يعلم حجم هذه التغييرات  الكبيرة التي حدثت بعد حرب أكتوبر سوى الأجيال الكبيرة والمعاصرة للحرب ، ولكن جيل الشباب قد لا يتعايش مع هذه الذكرى بنفس زخم الشعور الإيجابي عند الجيل الأكبر .

لذلك أطالب كل من وزارة الثقافة والإدارة العامة للشؤن المعنوية بالتنسيق معاً لعمل مجموعة من الأفلام التسجيلية القصيرة للطفل عن بطولات قادة حرب أكتوبر العظام ، كي يعلم أطفالنا من هو المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية ، ومن هو الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان، ومن هو اللواء عبد الغني الجمسي رئيس هيئة العمليات ، ومن هو اللواء محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية ، ومن هو اللواء بحري فؤاد ذكري قائد القوات البحرية ، ومن هو اللواء محمد على فهمي قائد الدفاع الجوي ، ومن هو اللواء فؤاد نصار رئيس المخابرات العسكرية .

اللواء عبد الغني الجمسي رئيس هيئة العمليات يشرح لباقي القادة عمليات حرب أكتوبر المجيدة

• لماذا لا نقوم بعمل فيلم كارتون للطفل يسجل بطولة ما حدث من إعجاز هندسي في تحطيم خط بارليف وتحكى فيه شخصية المهندس العبقري ” باقي زكي يوسف ” مهندس فكرة تحطيم خط بارليف ذاك السد المنيع الذى ظل العدو به يتحدى ويردد بأنه ساتر ترابي غير قابل للتجاوز ، ومع ذلك نجح المهندس العبقري بفكرته العبقرية في تحطيمة .
• وأهدف من تلك الأفلام سواء ( أفلام كرتون أو أفلام تسجيلية ) أن يتعلم الطفل والنشء أن نصر أكتوبر لم يكن نصراً عسكرياً فقط ، بل كان نصراً نفسياً على العدو لتحطيمه أسطورة العدو التى طالما رددها بأنه  ” العدوالذى لا يقهر “وقد قهره الجندى والمقاتل المصري في حرب حرب أكتوبر 73.
• كما أطالب الكتاب وأصحاب القلم الحر بالكتابة عن رموز حرب أكتوبر وأعني بالرمز هنا المقاتل المصري من أول الجندي في الميدان وحتى القائد العام ، ولا استثني نفسي من ذلك ، فهذا هو الدور الفاعل لاصحاب القلم الحر وقادة الرأى من الأمناء في مرحلة مهمة في مسيرة الأمة ، مرحلة اختلط فيها الحابل بالنابل وضاعت وسط ثقافة الزحام كثير من الصور المشرقة للإنسان المصري البطل الذى ساهم في صنع حرب أكتوبر 73 أعظم ملحمة وطنية على المستويين ” مستوى بطولة الفرد ومستوى بطولة الامة” نظراً لما قدمه الجنود من بسالة في الميدان ، وعلى مستوى الأمة سجلت الأمة المصرية الكثير من التضحيات أثناء وقبل الحرب .

لكل ما سبق يجب أن يعلم أطفالنا حجم الانتصار وأن حرب أكتوبر كانت ملحمة جيش وشعب معًا ، الشعب فيها تحمل دور من أهم الادوار ، تحمل تحويل الاقتصاد إلى اقتصاد حرب الذى استنزف 50% من ميزانية الدولة لإعادة بناء قواتنا المسلحة ، وأصر الشعب على تحقيق مبدأ ” يد تبني ويد تحمل السلاح ” ، لذا وجب علينا أن نغرس في نفوس أطفالنا أن لكل عمل جيد مقدمات سليمة صحيحة ، وكان من مقدمات خرب أكتوبر التخطيط الاستراتيجي الجيد ، ولا ننسى تذكير أطفالنا بدور سلاح البترول العربي في مساندة الموقف المصري ، كي يعلم الطفل أن مقولة ” مصر هى الشقيقة الكبرى للعرب ” كان لها ترجمة حقيقية على الأرض في حرب أكتوبر ، فأصبحت حرب أكتوبر مثل معزوفة وطنية متفردة ، كان للجندي والشعب والمساندة العربية دورهم المهم مما أدى في النهاية لنصرمجيد في أعظم حرب خاضتها العسكرية المصرية في التاريخ العسكري الحديث .

في نهاية مقالي أتمنى أن نرسخ جميعاً (أسرة ومدرسة ونادي ومؤسسات إعلامية ) لدى النشء والأجيال الجديدة في رسائلنا إليهم معنى الفداء والتضحية لأنهما من القيم المهمة في حياة الشعوب المناضلة .

كما أطالب بضرورة وجود عروض مسرحية يكون بطلها لعبة مصرية تجسد روح وبطولات الجندي المصري بل سوف أفسح المجال لخيالي وأمنيتي بعمل عائلة عرائسية كاملة تجسد بطولة أسرة مصرية تكون إنعكاسًا لبطولة الفرد والأمة معاً ، وكلنا شاهدنا ولمسنا التفاعل الإيجابي الجميل من المصريين والعرب ممسلسل البطل الشهيد ” أحمد منسي ” لذلك أتمنى أن نغرس قيمة الفداء والتضحية في نفوس أطفالنا منذ الصغر عن طريق وسيط سهل ومحبب إليهم وهو ” العروسة ” .

كما أتمنى على جميع المؤسسات  المهمومة والمعنية  بشأن الطفل المصري أن تعمل جاهدة على غرس القيم النبيلة وروح الحب والانتماء لمصرنا الحبيبة من خلال رسائل مناسبة تعبر لعقل ووجدان الطفل بالطريقة التى يحبها ويفضلها لكي تبقى المسافة بينه وبين تاريخ وأبطال ملحمة أكتوبر العظيمة مسافة واصلة لا فاصلة .

القاهرة 10أكتوبر2020م.

Tweet