التقيت بصديقي الباحث الهندي الشاب عبد الله محمد أنور تيروركادو في كيرالا قبل أعوام قليلة حين زرتها مشاركا بمؤتمر دولي للغةالعربية، وبعد محاضرتي عن تاريخ الرحلة العربية استوقفني عبد الله بدماثته ليحاورني عن محاضرتي، وليلتقط معي صورا تذكارية. كانيراني بقلبه وتلك كانت البداية.
أصبحنا صديقين على فيسبوك، لأتابع نشاطه القوي، وكتاباته المفعمة بالحب والأمل، ونصائحه المصحوبة بحكمة التجربة، التي صقلتهاتجربة كف البصر… كتب مؤخرا عن تجربة استخدام العصا البيضاء التي ترسل للآخر إشارة بأن صاحبها قد جعل منها مجسماته للعالمعوضا عن حاسة الإبصار:
(سأبدأ بتجاربي وأنا أكتب هذا. في الواقع، فقط بعد دراسة Plus Two أشعر بحرية الحركة. في البداية، كان علي أن أواجه الكثير منالتحديات. بدأت الذهاب المكتب وما إلى ذلك. قبل ذلك كان علي الذهاب إلى العديد من الفعاليات والاعتماد على الآخرين. على عكس كل ذلك،ومنذ عام 2015 بدأت أسافر بطريقتي الخاصة، وهناك سبب لذلك.
خلال دراستي Plus Two ، خططت مدرس اللغة الإنجليزية ساجدة معي للقيام برحلة إلى مونار. بدأت أحلم بتلك الرحلة الجميلة. لكن فياليوم السابق للرحلة، أخبروا والدتي أنهم لا يستطيعون اصطحابي في الرحلة.
عقليًا أصبحت قلقا جدًا حينها. لا يمكن نسيان ذلك اليوم. لقد اتخذت الكثير من القرارات الحازمة في ذلك اليوم. يصل اليوم هذا الكاتبالمتواضع وهو طالب في جامعة عليكرة الإسلامية. وهو الآن يحاول السفر إلى الخارج. كنت قد اشتكيت لجدتي من التجربة المؤلمة في ذهني. أخذتني إلى مونار بينما كنت أدرس في شانتا بورام. بعد ذلك بدأت أخرج من المنزل لمشاوير صغيرة من هذا القبيل. لكن الكثيرين أحبطونيخوفًا مني. بدأت في استخدام العصا البيضاء في عام 2016. في ذلك الوقت لم يحب الكثير من الناس استخدامي لها. في الحقيقة كانالعصا البيضاء بمثابة “عيني“. فيما بعد جئت إلى أرض كلية فاروق (في كيرالا)، ومن هناك بدأت أستمتع بحرية الحركة وبدأت أنزل فيمجال التطوع المجتمعي.
في وقت لاحق قمت بزيارة العديد من الأماكن مثل دبي وأبو ظبي والشارقة وقطر ودلهي. لكن هناك أشخاص ينظرون إلى رحلاتي بطرقمختلفة ، فبمجرد وصولي إلى محطة السكة الحديد في أنغاديبورام، يسألني شخص في شباك التذاكر عن سبب سفري وحدي وأخبره أننيلا أخاف من اللصوص. نوشديقة وبشير محي الدين صاحب وأشرف صاحب وجوه لا تُنسى. أنا أحضر الفعاليات في كالور منذ عام 2019. لدي الكثير من الأصدقاء الجيدين اليوم.
كل ما يجب أن أقوله في نهاية هذا هو أننا بحاجة إلى تعاونكم وتشجيعكم. هذا هو الدافع لنا للمضي قدمًا ، وهذه التعاون هي التي تعطيالحياة لآمالنا في رؤية ومعرفة العالم بأعيننا الداخلية في هذه الحياة المباركة.”
سيضع عبدالله محمد أنور على صفحته صورا له وهويبارك أما أنجبت، وهو يخطب في تلاميذ، وهو يتلو القرآن، أو يرفع الأذان، بل ويمثلفيلما قصيرا، لكن المدهش أنه وضع فيديو له وهو يركب دراجة ثلاثية في فناء داره، يلف بها، تجري من أمامه دجاجة، ولكنه لا يصدم ولايصطدم بأي شيء، وليس اميز ما في الفيديو إلا ابتسامته التي تحمل صورة انتصار كبير لروح محلقة.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.