تقرير / عزة أبو العز
رفعت سلام
شهد ملتقى الشربيني الثقافي في فعاليته الثانية ، الخميس 22/10/2020 م ، بشبين القناطر ليلة بالغة الثراء ، بحضور كوكبة من الأدباء والنقاد والصحافيين الكبار والمهتمين بالأدب ، في ليلة حب واحتفاء بأعمال الشاعر والمترجم الكبير رفعت سلام ، بدأها الكاتب الصحفي الكبير محمود الشربيني ، مؤسس ملتقى الشربيني الثقافي مرحباً بضيوف الملتقى ، ومعبراً عن سعادته بأن خصص الملتقى ثاني ندواته لابن منية شبين القناطر ” رفعت سلام ” وأكد أنه ليس الظرف الصحي فقط هو من دفعه لعقد هذا الاحتفاء ، ولكن مكانة وقيمة رفعت سلام هى ما يعطي الليلة صفة الاستثناء ، فمكانة سلام الأدبية والشعرية تجعله أحد عناصر القوى الناعمة في مصر .
كما تطرق د/ محمد عبد الباسط في حواره عن فكرة الهامش والنصوص التى تحمل فكرة هندسة الصفحة ، وأضاف أن سلام يمثل حالة من النزاهة والنبل وعدم الخضوع لأي سلطة كانت .
كما تحدث الشاعر والروائي والمسرحي أحمد سراج ، معد ومحرر كتاب النهار الآتي عن التجربة الثرية وتفاصيل الإعداد للكتاب والتي بدأت بحوار مع الشاعر الكبير في ندوة في الأقصرحول إعداد ملف في أخبار الأدب ، وطلب من مجموعة متميزة من النقاد إعداد تلك الدراسات ، وأشاد بتعاون الجميع ، وكانت الدراسات مختصر لكتاب النهار الآتي ، الذي قدم له ” محمد عبد المطلب “ ، وشمل الكتاب في الباب الأول شعرية رفعت سلام دراسات عامة ، ثم الباب الثاني ، دراسات الدواوين ، والباب الثالث عبارة عن شهادات ل ( علاء الديب ، أمجد ريان ، عزمي عبد الوهاب ، لطفي السيد منصور ، محمد رياض ، مسعود شومان ) ،
الشاعر والروائي والمسرحي أحمد سراج ، معد ومحرر كتاب النهار الآتي
مختتمًا حديثه عن نزاهة رفعت سلام الذي كان رئيسًا للقسم الثقافي في وكالة أنباء الشرق الأوسط ، ولكنه لم يستغل عمله بالصحافة ، وأضاف سراج أن قراءة سلام متعة كبيرة ، فنصه رحلة بحث ومحاورة ، وفي جوهر النص نجد الثراء والتأثير ، فهو نص شعري بصري ، ثم قرأ على الحضور بعض من مقدمته في كتاب النهار الآتي مشيرًا إلى أن قراءة أرقام رفعت سلام تضع المرء في حيرة ، فأولى قصائده نشرت في بيروت 1969 ، وتأسيسه لإضاءة 1977 ، ونشر ديوانه الأول 1987 ، وتسائل .. كيف سارع شاعر ذو نص جدير بالنشر إلى مشروع جماعي لا إلى طبع ديوان خاص ؟ وكان هذا المشرالمشروع مجلة ( ينشرالرؤى كلها ، وفتح الأفاق جميعها ) ؟ ويضيف لقد أحدثت إضاءة فقيرة الطباعة ، قصيرة العمر أثرها الممتد حتى الآن .
الشاعر والناقد الدكتور محمد السيد إسماعيل
كعادته بهدوئه الجميل ونبرة صوته الواثقة ، أضاء لنا د / محمد السيد إسماعيل جوانب مهمة من إبداع رفعت سلام ، وتحدث عن محطاته النقدية مع إبداع رفت سلام .
ثم تحدث عن فكرة الأجيال واصفاً إياها بأنها ظاهرة مصرية دون غيرها ، فلا يوجد تأريخ للأدب بهذا الشكل في العالم ، وقارن في حواره بين إضاءة وأصوات قائلاً : ” إضاءة كان معظم شعرائها من الأرياف لكن أصوات من القاهريين ، وظلت إضاءة مؤمنة بقيم الستينيات ” ، كما أضاف أن كثير من الشعراء تجاوزوا فكرة الستينيات والسبعينيات وأصبحوا يكتبون بروح التسعينيات ، ثم تحدث عن السمات العامة في شعر سلام مؤكداً على أنه قدم رؤية كونية في أشعاره ، ولديه ظاهرة الأقواس والجمل الاعتراضية وكأننا أمام صوتين ، صوت يقول وصوت يتأمل القول ، كما تحدث عن فكرة التراث والحداثة والتماذج بينهما في شعر سلام ، فهو يتعامل مع التراث بوصفه مكونًا أساسيًا ، فهو يفكر بالتراث وليس عنه ، ومن أهم ميزاته سمة الاهتمام باللغة كأنها في عرس ، فاللغة لديه لغة شعرية مزينة .
الشاعر والباحث مسعود شومان رئيس تحرير الثقافة الجديدة
وختم الرؤى والشهادات الشاعر والباحث مسعود شومان رئيس تحرير الثقافة الجديدة ، متحدثاً عن بداية تعارفه بالشاعر الكبير رفعت سلام والذي يسبق اللحظة الراهنة ب 35 عاماً ، معترفاً أنه في البداية كان يسخر من هذا اللون من الشعر ، ولكنه سرعان ما تحول إلى قارىء نهم لكل شعراء السبعينيات ، وكان أولهم وفي القلب منهم أشعار رفعت سلام الذي وصفه بالشاعر الإنسان ، ثم قرأ من شهادته حول رفعت سلام في كتاب النهار الآتي ، والتي حملت عنوان ( أن تتورط في حدائق رفعت سلام ) مؤكداً على أن قصائد لا تستسلم لنموذج نعرفه سلفاً ، ولا تقيم نموذجاً يهتدى به ليعيده في تجاربه اللاحقة ، حيث الولع بالتجريب واللعب ، فيغويك بألعابه مختفياً ، مرة بالتراكم الذي يشع بالدلالات عاكساً بنية النثار التي تحكم الوجود ، لكنه لا يجعلك تقر فتهدأ روحك إنما يوقعك في صخب فوضاه الجميلة ، ويضيف أن سلام شاعر لا يقر ، طائرعلى كل الغصون ولا أشجار سوى شجرة الشعر التي يزرعها في حديقة تتسع وتتسع بكل الصنوف من مقاطعتحتفي بتزويج المفردات ، وأخرى تعلي من قيمة المفارقة ، وثالتة تحتشد لجدارية شعرية تستدعي كل مفردات الكون بأصوات كائناته ، ورابعة تكتب على متنها هوامش تصير متناً ، وخامسة تداعب الخليل ابن أحمد الفراهيدي ، وسادسة تحول السياسي لقناع شعري ، وسابعة وثامنة ، إنه الشاعر الحديقة الذي لا يقر تحت شجرة ولا يرضى بطعم واحد ولا يعترف بنموذج للشعر يصير سجنأ لأصواته المدهشة ، فمن الموقع للموزون ومن التفعيلي لعمودي ، ومنها جميعاً للنثري ، ومن المجازي للعادي ومنها جميعاً يولد الشعر .
ويختتم شومان حديثه عن سلام قائلاً : ” خريطة سلام الشعرية تموج بالتضاريس والبحور ، بالصخور والأمواج الناعمة ، قصيدته تتعرى من المجازات القديمة لتخترع مجازاتها ، وتلقي بالانتظام الكمي خارجها لكنها تشتاق له ، وحين يأتيها تختار منه ما يروق لحركتها ، إنها قصيدة تعري معرفتنا عن الشعر وأعرافه المستقرة ، فقصيدة رفعت سلام تأسيس مدهش لنمط الخروج على المستقر من شعر، لاكتشاف المهمل في حدائقة .
الأديبة نادية كيلاني تتوسط عزة أبو العز والكاتب الصحفي محمود الشربيني
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.