الشاعرة والتشكيلية اللبنانية ليلى عساف: ينشغلون بصنع التوابيت وانشغل بصنع عبارة جديدة

09:17 صباحًا الأربعاء 28 أكتوبر 2020
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بيروتاسماعيل فقيه:

الشاعرة اللبنانية الشابة ليلى عساف تنتمي الى الشعر واللغة والصورة. كتبت القصيدة الحديثة بلغة رشيقة صافية.ولم تتوقف عند الشعر بلانطلقت الى بناء الشكل واللون والاطار . وذلك ضمن السياق الابداعي الذي قادها الى رسم اللوحة الفنية التشكيلية.. تحدثت الشاعرة الىاسيا ان. وفيما يلي نص الحوار معها..

6301959D-9137-4B7C-BB65-4F0545C54D4Aهل ترسمين ؟ تنحازين للريشة و اللون لماذا ؟

أحيانا أهتم بزراعة الحرف و أحيانا بالالوان. أعيش بين السطور أو في ضربات فرشاة.للرسم طقوسه و للكتابة كذلك.. في كلا العالمينأجدني أتنفس و أعشق الحياة بقوة..أصبو لأتحرر من كل مشاغلي و أمضي أكثر وقت ممكن مع الحرف و اللون. الوظيفة قيد لكنها مصدرعيش ، العائلة قيد لكنها ضرورة لاستمرار الحياة.. الوقت قيد. حين تشعر أنك غير مهم و ليس عليك أن تلاحق الوقت لأنه مخزن بداخلك ، لنتمتثل لأي قاعدة أو أي قانون.. تجد حريتك المطلقة .. في طفولتي شغفت بروايات جرجي زيدان و توفيق الحكيم و فيكتور اهوغو و تولستويو رواية الأم لدوستويوفسكي و جبران خليل جبران و الفضيلة للمنفلوطي..كتبت الشعر و القصة و النثر و النص المفتوح من الكتابة و الرسمأستمد الرغبة في الحياة.. أعتبر أن ما نكتبه أو نرسمه يبقى رسالة نبعث بها لكل قلب نابض بالحياة . سأظل أمارس الكتابة و الرسم مادامفي العمر لحظة خافقة..

 

من الأعمال التشكيلية للشاعرة الفنانة ليلى عساف

من الأعمال التشكيلية للشاعرة الفنانة ليلى عساف

ما الذي تكتبينه اليوم ، محرضك الاتي على الكتابة ؟؟

الشعر يأتيني من أحاسيسي أولا. ثم في خيالي ، فكري ، و تجاربي بالاضافة الى تجارب الأخرين التي تمتلكني أحيانا و عبر عنها كأننيمارستها. بعد كل هذه السنين ، أعتقد أنني لا أستطيع العيش بدون الشعر. أشعر بالرضى بعد الكتابة أتحول من حالة الهياج الى الراحة.. التجربة الشخصية مهمة جدا ، ذات صلة بالحياة و أمورها و تعتبر المحرض الأول على الكتابة. أكتب الشعر لأصف الحياة كما أراها لأضعكل التفاصيل الحميمية بدون تفصيل في مساحة ضيقة. أن أختزل ، أحذف و أبقي كل ما هو يرادف المعنى، دائما أحب أن أشتقي الشعرمن الحياة اليومية العادية البسيطة منها انطلق الى عالم الشعر و سحره.. الشعر اليوم و الأمس هو التعبير الحر.. أكمش القلم ، أسلكطرقاته . الكرة الأرضية وقد تكومت في حضني و جليدها بات يتكسر فوق روحي السابحة كاما ازداد دورانها ازدادت الحروب و ما يتبعهامن مأسي.. لشدما أتمنى لو كنت خفية لأوقف كل الحروب و جميع الطغاة الذين ينفقون الأموال الطائلة على التجارب النووية ولو أنهمصرفوها على فقراء العالم .. ربما لخفت المعاناة .. أكتب الشعر باحثة عن صوت لازال يتهادى فوق التلوث..

ما هو الشعر اليوم ، و كيف تمارسينه؟؟

كنت دائما مهتمة جدا بذلك الطائر الجميل الذي يسمونه شعرا.. مرت أعوام كثيرة و أنا أناديه و أجدني أنحني لأدخل عالمه السري الجميلالساحر .. في الماضي عرف الشعر بمنظوم القول (وزن و قافية) وما خلا من هذه القيود لا يسمى شعرا.. و بعدها تطور المفهوم من حيثاللغة و الأسلوب . في كل ذلك لم يكن الشعر لعبة ألفاظ ، انه حوار داخلي لأقول أكثر ما يمكن بأقل الكلمات .. انه اكتشاف الأشياء الت لمتسبق لي رؤيتها أبدا .. هو نوع من أنواع الرجوع الى البيت كما قال بول سيلان هو البرق كما قال فبرناندوبيسوا.. غيب النقد البناء اليوم هوالذي منح الناس حرية التعبير على مواقع التواصل الى حد الابتذال أحيانا.. و هذا يشكل جزء مما يدور في العالم من انهيار ..يبقى الصوتالشعري صوت تجريبي و لكل نبضه الخاص.. و الحكم الأخير للزمن. الشعر اليوم كشيء غامض يشع أحيانا فوق سطح الماء. هناك مد وجزر..يعلو و ينخفض ونزداد بحثا عنه في نفوسنا.. 

ما جدوى الكتابة اليوم بعدما حلت بدائلها؟؟

ينشغلون بصنع التوابيت و انشغل بصنع عبارة جديدة. ولد الفيروس من رحم السيطرة و الاستبداد. الكتابة هي الحرية ، ايقاع حياة لا بديلله. بالذهاب الى اللوحة أو الى الشعر ، أكتشف بيتي، وطني، التقي باللون كما ألتقي صديقا حميما أعانقه بحرارة ..و أدرك أنني مثلالاخرين ، ضحية من ضحايا الرؤوس الكبيرة!! الكتابة هي الملاذ الأول و الأخير .. الاستقرار للابداع ..تلك الصورة العائلية التي يترأسهاالجد و الجدة التي تحكي الحكايات العذبة..زمن السلم ، الدفء و الحلم..تحولك الى كائن جميل يخطو بين الألوان و الكلمات..

 

هل الكورونا تأثير على حضور الابداع يولد أو يدمر؟؟

الحب يشتد كثافة كلما اقتربنا من الموت.. كما في روايةزمن الكوليرا“.. ثالوث الحب و الموت و الحياة .. فالانسان اليوم أمام عدو صغير.. يجتاحنا هذا الوباء.. عشت قلقا كبيرا و فرضت العزلة على نفسي و من حولي..انعزلت و اتجهت الى الرسم أكثر من الكتابة. لا أدري لماذاحتى أني رسمت لوحة بعنوان كورونا.. نحن في زمن الخضوع لرأس المال و العنصرية. هناك  وعي نقدي جديد أمام حالة الهلع و الخوف منالموت.. حريتك!! وحدك أمام خوفك ، عزلتك مكنتك في أن ترى هشاشتك. كل أجهزة التواصل لم تمنع شعورك بالعزلة . أين قوة الانسان الذيأخضع الطبيعة و انتصر عليها .. أخاف أن أدعك عيني!! كيف تصنع الحياة من قلب الموت؟؟ كيف تختلف عما يراه الاخرون؟؟ الرعبالصامت..نحن ندمر الطبيعة و أنفسنا.. رعب و ألم و موت كل ذلك سيتمخض عن ميلاد لحظة تاريخية جديدة. سفر مختلف في الفن و الشعرخاصة العالم يزداد قبحا و أنت تزداد جمالا في كتابة الشعر صنعناه بأيدينا .. كيف؟؟ ليكن الشعر هو الصرخة التي تصر على التواجد والابداع.. يبقى لفظ كورونا حاضر في الكتابة و الرسم ، مساحة للتأمل و الانتباه للنعم التي كنا نتمتع بها و لا نشعر بقيمتها..

لنتضرع الى الله ، لنعيش أكثر من حياة!!

 

المرأة الشاعرة احتلت المرتبة الاولى بفوز لويز غليك بنوبل لعذا العالم . كيف تعلقين على الأمر؟

عادت جائزة نوبل مرة أخرى لأحضان الشعر نفوز الكاتبة الأمريكية الشاعرة لويز غليك.. جميل أن يكون للمرأة صوت شعري مميز.. أنا لاأنحاز للجنس ذكر أو أنثى .. أنحاز للأنسان داخل كل منا.. وأتحمس للمرأة و نجاحها. في الأخير أحب أن أذكر بعض من قصائدي.

* بعيدا سأكون صراخ نورس

C1E0ABFF-1302-4366-A14A-C9B05C975895يلتهب في دورانه

دوائر زبد تكبر

و في بطانة الموج

يشيخ سؤال.. يتبعه سؤال

اجاباتي الغبية

أجنحتي

* لم أعد أملك جسما

ولا قمرا بلون الحليب

فقط صرخة قلما بدأت

و عينين من طين

يمتص نجوما أبصرت هوة

نبقى فيها

نتفاءل أو نكترث

في انعكاسات

بحر و شمس

يقاسيان ألما

يطال بيوتا مع أصحابها

أرصفة

مصابيح

مساء

هواء

و أشياء أطول بقاء منا

تسير بمحاذاتنا

الشاعرة ليلى عساف

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات