الكاتبة الفرنكوفونية د.ليلى بركات طموحها في بحر اللغة والمعنى

12:02 مساءً الثلاثاء 17 نوفمبر 2020
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

 

| بيروت- من اسماعيل فقيه |

| بيروت- من اسماعيل فقيه |

الكتابة لها مدخل لبناء هرم الوعي، ليرتفع كبنيان هندسي وارف على ماض محفور ومنحوت، وعلى زمن قادم يتحضر. تسعى الكاتبة اللبنانية الدكتورة ليلى بركات الى تحقيق الكثير من طموحاتها عبر الكتابة. فقد خاضت اولا الكتابة الروائية وأصدرت روايات عدة كلّها باللغة الفرنسية، تناولت فيها تفاصيل الانسان وحياته وملاحمه الوجودية. ثم انتقلت الى كتابة اقرب الى السياسة، وأصدرت اكثر من كتاب تتناول شؤون الادارة في السياسة، وشغلت منصب المنسقة العامة لمشروع «بيروت عاصمة عالمية للكتاب 2010 . لا تزال بركات على قلقها المعرفي الابداعي، وتتحدث الى اسيا ان عن هذا القلق، فماذا تقول؟

ماذا تكتبين اليوم بعد تجربتك في الحياة والكتابة، هل من جديد تسعين اليه؟

الكتابة في حياتي هي نشاط مستمر لا يمكن ان يتوقف، حتى لو توقفت عن الكتابة لا يمكنني فصل الافكار والمواضيع عن ذهني وخيالي وعقلي. الكتابة لغة مستمرة انطق بها دائماً، ولا يمكنني غير النطق بها، ذلك انها تعطيني ما اريد وتقدِّم الي كثيراً من الأجوبة التي احتاج اليها. الكتابة قلق دائم يفتح مدى الخيال على آفاق واسعة يمكن عبرها الاهتداء الى ما يساهم في بلورة مشهد الحياة اكثر. اما الجديد الذي اسعى الى تحقيقه فهو سلسلة من الاعمال قد تكون في كتاب واحد وربما في اكثر من كتاب، وهي تتمحور حول الادب والثقافة. قد تتأخر هذه الاعمال في الصدور بسبب ارتباطي بمشاريع مع «الاتحاد الاوروبي». لكنها حتماً ستصدر في الوقت المناسب.

د. ليلى بركات

د. ليلى بركات

كيف توفقين بين العمل والكتابة؟  

انا انسانة عملية، كل وقتي للعمل، لا وقت لديّ الا للعمل. اعمل اليوم مع الاتحاد الاوروبي وأكرّس اغلب وقتي لذلك، ويستدعي هذا العمل كثيرا من السفر، لذلك اشعر بانني على موعد دائم مع التعب الجميل، وفي خضم هذا العمل، اتواصل مع ذاتي وأركن الى التفاصيل التي تشدني وأقصد تفاصيل المواضيع والاشياء التي تبعث القلق في النفس والروح والعقل، فأدون افكاري وأجمعها، وحين تكتمل هذه الافكار كما يجب اقوم بتدوينها وتثبيتها على الورقة البيضاء، لتصير لاحقاً في كتاب. وهكذا تستمر حياتي مع الكتابة والعمل. وفي الحالين اجد نفسي داخل ورشة عمل لا تتوقف. نشاط الكتابة ونشاط العمل هما القلق الجميل الذي يفتح شهية العقل على التفكّر والخيال. •

 125481687_993013391191002_944440901981399911_nما زالت كتاباتك بالفرنسية؟ 

اللغة الفرنسية تعلمت بها وانطلقت منها ومن الطبيعي ان تستمر في حياتي، علماً انني على علاقة وثيقة باللغة العربية وأسعى دائماً الى الكتابة بها. ثم انني احب اللغة العربية كثيراً، ولكن اللغة الفرنسية هي الاساس الذي انطلقت منه، ولا يمكن هذا الاساس الا ان يكون فاعلاً في حياتي وخصوصاً في مشروع الكتابة الابداعية التي اسعى اليها دائماً. •

 هل تفكرين في الكتابة باللغة العربية؟

ربما يأتي يوم اكتب فيه بالعربية، حتى انني حين اكتب بالفرنسية تبقى روح اللغة العربية حاضرة وتحوم في افكاري. يمكن القول انني اكتب افكاري المشرقية بلغة فرنسية، وأعتقد ان هذا الامر له دلالة كبيرة على مدى علاقتي بواقعي وأصولي المشرقية. ثم انني اعيش في واقع عربي وتالياً مهما كتبت باللغة الفرنسية، يبقى الواقع الذي اعيشه هو الواجهة او المرآة التي ارى عبرها تفاصيل القلق والمعرفة والابداع. •

 بين الكتابة الادبية والكتابة السياسية اين تجدين نفسك اكثر وخصوصاً انك على علاقة وثيقة بهذين النوعين؟  

الكتابة هي الكتابة، لا تتغير. صحيح ان الكتابة الادبية مختلفة عن الكتابة السياسية، الا ان مفهوم الكتابة يبقى ضمن سياقه، سياق الابداع والمعرفة والتفكّر. المهم في الكتابة هو الابتكار ومقاربة المضمون مهما كان ملتهباً، بما يضمن استحضاره كأساس فاعل في بناء مشهد المعرفة والإحساس في آن واحد. لذلك يمكنني القول: لا فرق بين انواع الكتابة الا مضمونها، لكن وعاء الكتابة، المنطلق الذي تتأسس منه يكاد يكون واحداً. ربما اجد نفسي في الكتابة الادبية اكثر وربما اجد نفسي في الكتابة السياسية اكثر. لكل معنى خصوصية تحرّك ذاتي وتحوّلها في الاتجاه الممكن او المستحيل. ثم انني اجد نفسي اكثر في تلك اللحظة او في تلك المقدرة حين اركن الى التأليف والابتكار. لحظة الكتابة هي الاساس الذي يمكن القول انه المرآة التي يمكن التحديق جيداً فيها، التحديق من اجل قراءة المعنى على اصوله وبما يضمن استحضاره او استخراجه من غيابه او غيبوبته. لحظة الكتابة هي الاساس الذي اعوّل عليه دائماً، واذا كان لا بد من جواب عن سؤال الانحياز الى اي نوع كتابي، فبالتأكيد انحاز الى الكتابة، ثم الى مضمونها. المضمون الذي اكتبه له دور فاعل في تفعيل هذا الانحياز، وهذا ما يجعل القدرة الابداعية تأخذ مجراها على نطاق واسع ومعرفة اوسع

هل تفضلين اوقاتاً معينة تركنين فيها الى نفسك وتكتبين؟

الوقت كلّه مكرس للعمل، لا وقت لديّ لغير العمل، ومن الطبيعي جداً ان تكون الكتابة جزءا اساسيا من هذا العمل الدائم. لذلك اجد نفسي على علاقة مستمرة مع الكتابة وتالياً، لا وقت محددا وثابتا ألجأ او أركن اليه. قد تكون لحظة الكتابة مفاجئة وقد تكون على موعد ما في ايامي وحياتي. الامر رهن بالفكرة والحال التي اعيشها. •

125474076_783494642214132_7226891629677422251_nما اهتماماتك الاخرى خارج سياق العمل والكتابة؟

لا اهتمامات اخرى سوى تلك الاهتمامات الروتينية التي يعيشها الانسان. وبقية الايام والاوقات كلّها مكرّسة للعمل والكتابة. لا اغالي اذا قلت انني كائن عملي لا يكف عن العمل والكتابة ولا شيء في حياتي سوى العمل

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات