السوبرانو تارا معلوف: أفتح عيني في الصباح وأبدأ بالغناء

07:29 مساءً الأربعاء 18 نوفمبر 2020
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

 

الأوبرالية تارا معلوف

الأوبرالية تارا معلوف

الأوبرالية السوبرانو تارا معلوف ، فنانة تحمل في صوتها مناخ حياة صافية جداً. تصدح  وتنشد وترتل وتغني، وفي الصوت ما يجعل المستع أكثر إصغاء اليها. مع صوتها يحلو السمع  والبصر. “صوت مخملي دافيء يريح الأذن والقلب” ــــــ كما تسميه ـــــــــ  وفي كلامها عن فنها وصوتها وعلاقتها بالموسيقى ، يحلو الكلام أكثر والإضاء أكثر وأكثر. فماذا تقول تارا لـ (لها) عن تلك العلاقة السحرية مع الغناء الأوبرالي والموسيقى والحياة والإنسان والحب..؟

| بيروت- من اسماعيل فقيه |

| بيروت- من اسماعيل فقيه |

ـــــــــــــــ كيف تعرف تارا نفسها كإنسانة وفنانة؟

ــــــــــ أعتقد أن الألقاب لا تكوّن الفنان بل قلبه وشغفه وموهبته وإنسانيته التي تميزه عن غيره من الناس وتجعله يؤثر بغيره تلقائياً. صحيح أنا عالمة نفس وممثلة ومخرجة وكاتبة مسرحية وأستاذة جامعية لكل أنواع الفنون ومغنية أوبرالية مع الأوركسترا الفيلهارمونية منذ ال2006 إنما أعتقد أن ما يكوّن شخصيتي ومكانتي في المجتمع هو شوقي للمعرفة والثقافة لذلك أصريت على متابعة دراستي حتى الدكتوراه في الفن وعلوم الفن التي أعمل عليها الآن، وشغفي بإسعاد وإضحاك الناس وجعلهم ينسون همومهم ومشاكلهم او مساعدتهم على إيجاد حلول لها. وبتعليمي لكل أنواع الفنون أريح تلاميذي بنوع من العلاج بالفن كالغناء والتمثيل والفنون على أنوعها، كما أعلم السباحة لمن يخاف من الماء. وهذا يساعد الناس على تخطي مخاوفهم وتنمية ثقة أكبر بالنفس.

ــــــــــــــــــــ ماذا تعني لك الموسيقى. لماذا الموسيقى بحياتك؟

ــــــــــــــــــ الموسيقى هي جزء من شخصيتي. افتح عينيّ في الصباح وأبدأ بالغناء. أحيي الجميع بإبتسامة وب”مرحبا” ملحنة :  فيضحكون ويبدأ نهارهم بشكلٍ إيجابيّ. أحب أن أكون سعيدة وأن أنشر من حولي الفرح على الجميع بواسطة الموسيقى لأني أعرف أنّه لا يوجد إنسان لا يحتاج إلى إلتفاتة صغيرة تدفىء قلبه. وعندما أكون حزينة يصعب عليّ الغناء ولكن في عالم الفن لا يمكننا أن نقول لا أريد أن أغني فقط لأني حزينة. وقد حصل أن غنيت في فترات كهذه أحلى الحفلات. كما يقال من الوجع يبدع الفنان. من دون الموسيقى والفنون بالإجمال أشعر بيأس. هي مصدر سعادتي والحل لكل المشاكل، فهي تعطي طاقة إيجابية هائلة وتقلب الأمور رأساً على عقب زارعةً الأمل بغدٍ أفضل.

أنا أغني في الكثير من المناسبات منها: العرس والدفن. وألاحظ أنّ أجمل لحظة لدي هي الغناء في الدفن وليس في العرس حيث الفرحة موجودة أصلا. ففي الدفن يتأثر الناس بصوتي الرخم الذي يشبه الأم الحنونة الحاضنة ويبكون بكاءً عميقاً يطهر قلبهم ويريحه. ثم يأتون إليّ شاكرين ومرتمين في الأحضان. هذه اقوى لحظة إنسانية مؤثرة في حياة أي إنسان أن يؤثر إيجابياً هكذا على الآخرين في أصعب أوقات يمرون بها.

taraـــــــــــــــــــ الصوت الاوبرالي في حنجرتك وكل جسدك، كيف التصق بك وهل هو مجرد موهبة وعلم أو أكثر؟

ـــــــــــــــ أصلي من منطقة زحلة في البقاع والكل يعرف أنّ (الأصوات الزحلاوية قوية) : عائلة أبي اللبنانية مليئة بالأصوات الجميلة وعائلة أمي التي هي من أصول أميركية، إيطالية، إيرلندية، ألمانية، ومن ويلز، مليئة بالمواهب والفنون البارزة. مزيج كهذا لا بدّ أن يولّد موهبة ما. في الماضي لم يأخذ اللبنانيون الغناء أو التمثيل على محمل الجد وكل من كان موهوباً لم يتخذ الغناء أو التمثيل كمصدر أساسي لكسب العيش. أفراد عائلتنا في أغلبهم مهندسون ولم يكن في الحسبان أن أقوم بخطوة جريئة كهذه والدخول إلى عالم الفن. شغفي لهكذا مجال حورب بضراوة إنما برهنت بقوة أنّ من يحب شيئاً ويبرع به، يمكن أن يشق طريقه ويصل إلى مبتغاه. مع العلم أنّ أمي كانت دوماً داعمة فهي كانت من أصول أجنبية وعائلة أبدعت في هذا المجال. طبعاً دون موهبة وثقافة عالية بالموسيقى والفنون لا يمكن للفنان أن يكون كاملا متكاملا. والفنان غير المثقف ودون تدريب تقني عالي لا يكون فناناً أصيلا. طبعاً بعض الفنانين في عالم الفن في ايامنا هذه يفتقد لكل تلك الصفات إنما لا يمنع أن نحسن الوضع من الآن فصاعداً ونرفع مستوى الغناء الأوبرالي عالمياً. وقد كان من حظي أني توفقت بأستاذة أوبرا روسية “غالينا خالدييفا” دربتني 11 سنة حيث حاولتُ استخراج المعلومات منها بكل قوتي والتدرب بجهد كبير لأصل إلى ما أنا عليه اليوم. وقد اتفقت معها كثيرا وقدرت قدراتي وأورثتني مخزونها العلمي في طريقة تعليم الأوبرا الذي اضفت عليه لمساتي الخاصة وموهبتي الفريدة في إيصال المعلومات لتلاميذي. ولا يجب أن ننسى أن الغناء الاوبرالي يتطلب معرفة عميقة باللغات. فأنا أغني في أكتر من 12 لغة وأحاول دائماً أن أتدرب على اللفظ بشكلٍ صحيح مئة في المئة محاولةً الوصول إلى اللفظ الأصيل قدر الإمكان باحثة على من يدربني على كل لغة بشكلٍ دقيق. وقد قوبل هذا الشغف الى الوصول نحو الكمال بمدح كبير من قبل كل قائد أوركسترا أجنبي زار لبنان أو استاذ غناء أو سكان أي بلد سافرت إليه.

تارا معلوف0ــــــــــــــــــــ الى أين يأخذك صوتك. هل أوصلك إلى حب أو تعب؟

ـــــــــــــــــــ أعتقد أن صوتي الذي يسمى ال”ميتزو ـــــــــــ سوبرانو” لاقى نجاحاً كبيراً لأنه نادر جداً ولديه ميزات كثيرة. فهو صوت مخملي دافىء يريح الأذن والقلب. وأعتقد بأن التقنية العالية التي تعلمتها من معلمتي أثرت أيضاً. فقد أعجب قائدو الأوركسترا العالميون ببراعتي في الغناء وإيصال الإحساس للجمهور. طبعاً وجدت نفسي في مجال رائع ينقلني إلى عالم آخر مشوق ومليء بالمشاعر الجياشة يلامس الواقع في بعض الاحيان، إذ أنّ الأوبرا تعالج كل المواضيع الإنسانية العميقة بطريقة لا يمكن أن يقوم بها أي فن آخر. وقد أوصلني صوتي إلى جمهور متأثر وفرح ونجاح كبير كما أوصلني إلى حسد وأذية من قبل من لم يقدر أن يصل إلى ما أنا عليه. للأسف الكل يعرف أن عالم الفن سيف ذو حدين: نشوة وسعادة لا توصف، وتعب وحزن بسبب الحساد. طبعاً الفنانة أيضاً دائماً لديها معجبين. منهم من يعطيها طاقة إيجابية بمدحٍ مهذب ومحبة ومنهم من يلاحقها ليصل إلى الهوس والأذية في حال لم يحصل عليها. وهذا طبعا متعب جداً. إنما لا يمكنني أن أتوقف عن فني بسبب هؤلاء. فحب الغناء والتمثيل أقوى مني.

ــــــــــــــــــــ  متى تبدع تارا. ما الذي يحرضك على الغناء والموسيقى؟

ــــــــــــــــــــ لا يبدع الفنان إذا لم يؤثر بالناس. وذلك لا ينحصر معي في الغناء والموسيقى فقط. فإن غنيت أو مثلت أو كتبت سيناريو أو رقصت أو رسمت لوحةً ولم يكن لها وقع على الآخرين ولم أضع جزء من روحي وشخصيتي فيها، لا يمكنني أن أقول أني أبدعت. أعتقد أنّ ما يميزني عن غيري هو إصراري على إبراز فردانيتي. فالإبداع يحتاج إلى شيء جديد، إلى نكهة جديدة. إن نقلنا دون أن نبرز فردانية لا نكون سوى نسخة عن الآخرين. يجب أن أكون “أنا” “تارا المعلوف” إذا أردت أن يتذكرني التاريخ. هدفي هو إيصال هذا الفن الأوبرالي الراقي بطريقة بسيطة إلى جمهور لم يسمع بالأوبرا في حياته. أريد أن يفهم الناسّ أن الأوبرا تحوي قصة ذو معنى عميق وعلاقات ومواضيع إنسانية وليست صراخ عشوائي بلغات أجنبية. عندما أفسر الأغنية قبل ان أغني أو عندما أترجمها إلى اللغة العربية، تلقى حماساً أكبر وإعجاب من قبل الجمهور الذي وأخيراً بدأ يفهم روح الأغنية والمشاعر التي تحيط بها. وما هو أفضل من الموسيقى والغناء والتمثيل لإيصال المشاعر إلى الناس؟

يمكنني أن أقول إنّ أجمل شعور هو أن تحصل على نتيجة إيجابية وتشجيع من الناس! وهذا شعور رائع لا يوصف، يحرضني على المضي قدماً والإستمرار بالغناء دوماً. لقد ابتعدت سنتين عن الغناء بسبب إصابتي من جراء وقوعي عن حصان. وما جعلني أستمر هو إصرار الناس على سماع صوتي مجدداً. غنيت مع وجع كبير جداً ولم ينتبه الجمهور، لأنّ فرحي بإسعادهم وإدخال البسمة إلى قلوبهم أعطاني القوة بالإستمرار وتخطي كل الأوجاع.

تارا معلوف 66

أصر على الغناء وخاصة الغناء الأوبرالي وما يدفعني إلى ذلك ايضاً هو إيصال لبنان إلى عالمية في هذا المجال أيضاً. وقد حققنا الكثير في السنوات الأخيرة وإن شاء الله في السنوات المقبلة سوف يبرز إسم لبنان في العالم أجمع في هذا المجال.

ـــــــــــــــــــ هل أنت كائن حزين؟

ـــــــــــــــــــ لا يوجد إنسان فرح طول الوقت. أي إنسان طبعاً يمر بحالات حزن ويأس كما يمرّ بحالات سعادة وبهجة. والفنان كائن مرهف الإحساس عاطفي يتأثر أكثر من غيره ربما بالأحداث المؤلمة أو المفرحة التي تحيط به، إنما يملك الأسلحة ليعيد بناء آماله ليشعر بأن الفرج قريب وأنّ ما يمرّ به لا يمكن أن يحطمه للأبد بل يمكن تخطيه بلمحة بصر وتغيير بسيط وحب للحياة. طبعا الكثير من الفنانين انتحروا بسبب الضغوط المحزنة في حياتهم او اتجهوا نحو الإدمان. أنا بطبعي لدي حب الحياة والأمل بغدٍ أفضل. مهما حزنت أحاول أن أسلي نفسي بشيء لأنسى وأعود إلى حالة الضحك والسعادة. كما أحاول أن أرفع معنويات الآخرين لأنسى مشاكلي. ويساعدني الجلوس وحدي في الغرفة لأعود إلى هدوئي. الصعاب كثيرة في الحياة إنما في بعض الأوقات إبتسامة صغيرة أو غمرة أو كلمة من أحد تعيد الأمور إلى مسارها الطبيعي. طبعاً أفضل ما يرفع من معنوياتي هو اللعب مع الأطفال أو مشاهدة افلام كوميدية أو طبعاً الغناء. فالغناء لديه قدرة سحرية على رفع المعنويات وإرجاع الطمأنينة إلى القلوب.

تارا معلوف 6ـــــــــــــــــ متى وكيف بدأت علاقتك بالفن الاوبرالي؟

ـــــــــــــــ بدأت علاقتي بالفن الأوبرالي عندما تعلمت اللغة الإيطالية في معهد للغات بعد أن بدأت بتعلمها في المدرسة. كنا نشاهد فيديوهات تمثل المقاطع المكتوبة في كتبنا لنتعلم اللفظ الصحيح للغة الإيطالية. وكانت تعرض أغنية “فولاري” volare لبافاروتي في آخر كل درس. فحفظتها عن تسلية ورحت أغنيها كلما سنحت الفرصة بطريقة كوميدية مقلدة صوت بافاروتي. وغنيتها في فحص الدخول إلى معهد التمثيل بصوت بافاروتي وبصوت نسائي. وقد وقع الأساتذة الفاحصين على الأرض من الضحك لأني كنت نحيلة جداً وكان يخرج مني هذا الصوت القوي. وهذا ساعد على حصولي على المرتبة الأولى في امتحان الدخول. ونصحني أحد الاساتذة بدخول معهد الموسيقى وتعلم الأوبرا بالتحديد وليس الموسيقى الشرقية، لأنّه لدي هذه المقدرة الصوتية المسرحية الفريدة. وبعد سنتين دخلت الى الكونسرفانوار الوطني العالي للموسيقى وبدأت مسيرتي في هذا المجال. وعندما كنت لا زلت تلميذة في السنة الثالثة من دراستي الأوبرالية وجد قائد الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية اللبنانية بأني قادرة على غناء إفرادي بسبب تقنيتي الجيدة. وقد كان ممنوعاً أن يغني التلاميذ إن لم يكونوا متخرجين بشهادة الباكالوريوس ولكنهم رغم ذلك سمحوا لي بالغناء. وهكذا بدأت مسيرتي الفنية الأوبرالية.

فشقش5ـــــــــــــــــ يقول دانتي: الحب يحرك الكواكب. ماذا تقول تارا عن الحب؟

ـــــــــــــــــــ من دون الحب لا يمكننا أن نعيش. الحياة تافهة من دونه. والحب الحقيقي برأيي يتخطى الجسد ويربط الأشخاص ببعضها البعض برباط وثيق لا يتزعزع. أفضّل أن أحب وأعشق وأتخاصم وأصرخ وأتصالح وأغمر وأقبّل من أحب شاعرةً بالحياة فعلا، على أن أعيش ببرودة مع شخص دون أي مشاعر جياشة. الحب يرفعنا إلى حالة نشوة روحية قبل أن تكون جسدية. ويمكنه أن يوقعنا بأقسى أعماق اليأس. ولكن بدونه لا طعم لحياتنا. هو علاج لأوجاعنا وأملنا بغدٍ أفضل. طبعاً أتكلم عن الحب البريء الصادق العميق وليس الشهوة أو الإستلطاف. كما يمكن أن نعمم معنى الحب والمحبة على مستوى كل علاقاتنا. الحب والمحبة أساس كل العلاقات الناجحة وأعتقد مع كل الشر والحقد الموجود في العالم لا تزال المحبة والحب أقوى سلاح لسعادة أكبر وحياة هنيئة مليئة بالتشويق. والفنان الذي لا حب أو محبة في قلبه والذي لا يهدف إلى إسعاد جمهوره ولمسه إنسانياً، لن يكون فناناّ ناجحاً. طبعاً لا أتكلم عن مدى حصوله على أموال وحفلات بل أتكلم عن مدى تأثيره على الناس الذين لن ينسوه إن كان فعلا أصيلاً. الفنان الحقيقي يجب أن يحب ويعطي مجاناً وبصدق لجمهوره.

ـــــــــــــــــــــــ صوت الأنوثة بالغناء أهم من صوت المذكر؟

ــــــــــــــــــــــــــ أعتقد أنّ صوت المرأة له صفات تميزه عن الصوت المذكر ولكن لا يعتبر أهم بالضرورة. طبعاً هناك مشاعر مرهفة أكثر عند النساء بشكلٍ عام ولكن هذا لا يمنع أن يكون رجل مرهف الإحساس أكثر من إمرأة ما، حسب الطباع والشخصيات. لا يمكن أن نقارن انواع الاصوات ولا يمكن ان نقول أن هناك نوع صوت أحسن من نوع آخر. طبعاً أتكلم عن الأصوات المدربة تدريباً سليماً. هناك من يعتقد بغباء أنّ كلما قدر الصوت على غناء نوتات أعلى يكون افضل. هذا خطأ شائع طبعاً فالأصوات التي تغني طبقات منخفضة تؤثر أكثر بالناس في بعض الاحيان بمخمليتها وحضورها القوي وغنى المشاعر الموجود فيها. والصوت المخملي العريض عند النساء طبعاً يؤثر في بعض الأحيان أكثر لأنه يذكر بصوت الأم كما قلنا قبلا. كل صوت له خاصيته وعلى كل مغنٍ أن يحب ما ورث من صوت ولا يحاول ان يغنّي خارج نطاق صوته بسعيٍ بائس لأن يكون من الفئة المقدرة أكثر. لن ينجح أبداً بالحصول على صوت غنيّ إن فعل ذلك. بل سيكون صوته رديئاً طوال حياته لأنه سوف يُتعب أوتاره بهذا الجهد الإضافي خارج نطاق الطبيعة.

ــــــــــــــــ بدون الموسيقى كيف يمكن لتارا أن تعيش؟

ــــــــــــــــــ بدون موسيقى طبعاً يمكن لتارا أن تعيش ولكنّ الحياة ستكون أقل فرحاً ربما. هناك باقي الفنون كلها يمكنني أن أستخدمها للمحافظة على توازني الروحي إنما إن فقدت كل الفنون أعتقد ستكون الحياة صعبة عليّ. لكن يبقى لي علم النفس وعدة اشياء اخرى اقوم بها. أنا شخص يريد الحياة ويريد أن يكون سعيداً وأن يسعد غيره. لن اموت إن لم اغنّ إنما ألا تكون الحياة أجمل لو غمرتها الموسيقى؟ كل الفنانين يتخيلون حياتهم دون موهبتهم ويشعرون باليأس. أنا منذ الصغر أتعلم كل أنواع الفنون والدراسات المختلفة ليكون عندي خطة إحتياطية في حال فقدت اي من قدراتي الفنية. ولكن طبعاً سأحاول أن تبقى الموسيقى والأوبرا في حياتي وسأنشرها في العالم اجمع. هذا بالتحديد موضوعي في اطروحة الدكتوراه في الفن وعلوم الفن حيث أحاول إيجاد كل الطرق لتقريب فن الأوبرا الى اللبنانيين وإغناء مخزون لبنان الثقافي بفن جديد عالمي. السنة الماضية حصل تعاون مع إيطاليين وجزائريين وترجمتُ اغانٍ الى اللغة اللبنانية لتقريب الناس إلى الموسيقى الأوبرالية وهذه السنة سوف يكون إن شاء الله تعاون مع السيدة آسيا قاسم والمنتدى الاجتماعي للثقافه العربيه والجمعيه الخيريه لمساعدة المسنين في الملتقى العربي الثالث في القاهره بعنوان السلام والتجمع العربي من اجل التقاء الاديان في مواجهة التطرف والارهاب، في شهر ايار. كما سوف أغني بتمازج حضارتين مع الباكستان في شهر نيسان وحفلات في الولايات المتحدة والاردن وإنكلترا بالإضافة إلى إشتراكي في جمعية ألمانية لبنانية نيجيرية يترأسها السيد ديرك هوبنجر الالماني تهدف إلى نشر الثقافة والموسيقى والدراما والرقص والغناء والتعاون بين البلدان بحفلات مشتركة تمزج الحضارات ببعضها البعض.

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات