الفنانة ماجدة الرومي … عذوبة الصوت… والحياة

09:54 صباحًا الجمعة 18 ديسمبر 2020
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

| بيروت -اسماعيل فقيه |
تتميز الفنانة ماجدة الرومي برقة حضورها وعذوبة صوتها، سيدة من سلام وعاطفة، صوتها العذب لغة الفرح، واطلالتها تجسّد ملكوت الرحمة، ولا كلام اكثر في تعريف هذه الانسانة التي عرفت ان تدخل الى قلوب الناس من دون استئذان.
منذ انطلاقتها الفنية وهي حاضرة في ذاكرة الانسان، تتلو عليه صوتها، ترشقه بفرح حضورها.
فماذا تقول الرومي اليوم عن فنها ووطنها؟
• اين الفنانة ماجدة الرومي اليوم، ماذا تفعل وكيف تتواصل مع الحياة والانسان؟

  • ما زلت في مكاني ومع ناسي. اتواصل مع الحياة بكل ايامها وما تحتوي من مساحات انسانية واجتماعية وثقافية وفنية. حتى الآن ما زلت مواظبة على السلام الداخلي الذي قادني الى فرح الوجود. ما زلت اعيش لحظات الاكتشاف. ويبقى الغناء اللغة التي تعبّر جلياً عن تفاصيل احاسيسي وأيامي.
    • كيف تعيشين في زمن الصعوبة، كما يُقال اليوم؟
  • ما زلت اعيش الحياة وأتابع تطوراتها مهما كانت. انا انسانة داخل الزمن ومن الطبيعي ان اعرف ما يجول فيه، ما يتحرك في مساحاته الكثيرة. من حقي ان اعيش ضمن ثوابت الاسئلة التي يرسمها الزمن الآني.
    • هل انت مرتاحة؟ قلقة؟
  • الحمدلله مرتاحة. والحمدلله قلقة. مرتاحة لأنني اسافر في اعماق نفسي فأرى الوجود في شكل افضل، اكتشف الكثير الكثير. وقلقة حين اسأل نفسي عن الممكن والمستحيل والمنتظر. ولكن بطبيعة الحال، انا انسانة قنوعة وتعرف ان تعبر المراحل.

  • • هل تغيّر تعريفك لنفسك؟
  • التعريف لا يتغير. يتغير العمر والزمن والايام والأحوال، ولكن التعريف يبقى كما هو. ربما يكون للزمن حضوره الخاص في حياتنا وقد يساهم في تغيير المشهد اليومي، ولكن المشهد العام يبقى محافظاً على سلوكه وتطوره.
  • من هي ماجدة الرومي؟
  • انسانة تعيش بين ابناء البشر، تنظر الى الحياة بفرح مهما تعاظم اليأس والخوف والموت والقهر. انا انسانة محكومة بالأمل. ولا انقاد بغير الامل.
    • هل تعتبرين نفسك محكومة بهذا الامل لأنك فنانة؟
  • ربما يكون الفن اساس الامل، ولكن لا اتوقف كثيراً هنا، كل ما يهمني ان ابقى على تواصل مع الاحساس الذي يفتح شهية النفس على الحياة.
    • اكثر ما يهمك؟
  • ان اكون صادقة مع نفسي وفني وناسي. واكثر ما يهمني ان اكون قادرة على تأدية دوري في الحياة والفن والغناء، ان اقدم ما يخاطب الانسان ويجعله يعيش في مساحة فرح وحب وطمأنينة.
    • هل الغناء والفن والموسيقي يمكن ان تحقق ذلك؟
  • طبعاً، الغناء هو الجواب الفوري الذي احمله دائماً في كياني.
    • ماذا يعني لك الغناء؟
  • الغناء بالنسبة الي هو نُبل يؤسس لخصوصية الانسان، وحين اخوض غماره اشعر برحابة النفس وراحة البال، فكم بالاحرى الانسان الآخر الذي يتقبل هذا الغناء بمتعة وشوق.
    • هل حقق الغناء في حياتك سعادة ما؟
  • طبعاً. سعادة كبيرة جداً. اعطاني الغناء كل ما احتاج اليه على الصعيد الروحي. اخذت منه ما يجمّل روحي ويجعلها تعيش في كنف الامل. مدّني الغناء بالطاقة الكبيرة التي اسست لتواصل كبير مع الحياة. عبر الغناء استطعت العبور الى ضفاف كثيرة، وأهمها ضفاف السكون المليء بالخير.
    • هل تتحدثين عن الموهبة؟
  • الموهبة جزء من هذا الحضور والفعل والطاقة. لا شك ان الموهبة هي الخامة التي نطورها في الحياة فنصل الى احلامنا، ونحقق طموحاتنا.
    • هل موهبتك الفنية وراثة؟
  • بالتأكيد. عشت منذ ولادتي في جو عائلي مليء بالفن والموسيقى والغناء. ومن الطبيعي ان اتأثر بهذا الجو العابق بالفن. نعم لقد بثّ والدي في نفسي روح الفن عبر اعماله الخالدة. فوالدي الذي ينتمي الى عمالقة الفن لم يكن يحدد لي خياراً ثابتاً، ترك لي حرية الاختيار، ترك لموهبتي ان تأخذ مداها في المدى الفني، وكان على اقتناع بي وبقدراتي، لذلك لم يحدد لي خياراً فنياً ثابتاً. وهذا بالتأكيد موقف كبير، ويعبّر عن حالة ابداعية خارقة كان يعيشها.
  • هل كان والدك يحدد لك خطوطاً فنية معينة لتسلكيها؟
  • قلت انه ترك لي الخيار، ولكنه كان يؤثر في من دون ان يحدد الشكل، اي ان اعماله وموسيقاه كانت تأخذ من تفكيري وتحرضني على الفن. كنت استمع اليها بحياد. ليس لأنه والدي انما لان اعماله كانت تخاطب الانسان من الجانب الروحي. وهذا ما جعلها اقرب الى روحي.
    • ألم يوجّهك فنياً او يدلّك على امر فني ما؟
  • كان يقدم الي النصيحة ويعرفني على اتجاهات فنية، يثقفني موسيقياً ويترك لي الحكم والاختيار. وبالفعل، اخترت طريقي وكان راضياً عن حسن اختياري.
    • نعرف انك بدأت الفن في سن مبكرة، كيف تفسرين هذه البداية او كيف تقرأينها اليوم؟
  • صوتي خوّلني ان ابدأ مرحلة الغناء. فحين وجدت ان صوتي له القدرة على تأدية الاغنية المطلوبة تشجعت وثابرت وأكملت المسيرة. وهذا امر طبيعي جداً جداً. اعتبر ان الله مدّني بموهبة هي موهبة الغناء، وأشكر الله دائماً على هذه النعمة، وحين انظر الى مرحلة البداية، اشعر بسعادة بالغة، ذلك انني اليوم اعيش على نبض هذا الماضي الجميل وأتذكره دائماً بفرح.
    • هل فكرت ماجدة الرومي يوماً في الفشل الفني؟
  • لم افكر فيه اطلاقاً. لا شك ان الفشل ممكن، ولكني لم اسمح لنفسي بهذا الامر. مجرد الشعور بالفشل كنت ارفضه. انا بطبعي انسانة تؤمن بالنجاح، واذا حل الفشل، لا سمح الله، فسيكون دافعاً الى اجتراح الجديد والمؤثر.
    • لقد غنيت للراحل نزار قباني، غنيت له لأنه شاعر؟
  • لأنه شاعر ولأن كلماته مليئة بالموسيقى وتعبر عن حيوية الانسان وأحلامه.
    • كيف تصفين لحظة اعتلائك المسرح للغناء؟
  • لحظة خشوع ومحبة.
    • لمن تغني ماجدة؟ اقصد هل تخاطبين فئة معينة؟
  • اغني للانسان الاتي.
ماجدة الرومي في لقاء الرئيس ماكرون في بيروت مؤخراً
  • اللقاء مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في بيروت مؤخراً كان لافتاً.ماذا دار بينكما من كلام.وعذراً على السؤال؟
    الرئيس ماكرون صديق لبنان ويهتم بلبنان وبمستقبل لبنان،ومن الطبيعي أن يلتقي بكل الاطياف اللبنانية عندما يزورنا.
    -لا بد من سؤال يفرض نفسه بقوة اليوم. ماذا تقولين عن كورونا؟
    كورونا فيروس لقّن البشرية درسا في التربية. على انسان اليوم أن يرحم نفسه قبل ان يرحم اخيه الانسان.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات