إيمان بقاعي
27\12\2020
قبلَ أن يختلفا ويتنازعا ويشتبكا ويتشَاجَرا شجارًا يَستحضران فيه الماضيَ البعيدَ إلى حاضرِهما الذي لا ينقُصُهُ حطَبٌ ليشتعلَ، قطَّب حاجبَيْه الأبيضينِ وهو يتذكَّرُ وجهَ (كريم) وعينيْه اللَّتين دمعتا فرَحًا بفوز روايتِها: (مدينة الحكايات) في الجامعةِ بالمرتبةِ الأولى حتى قرَّرَت إدارة الجامعةِ طباعتَها على حسابِها.
في ذلكَ اليومِ، شقَّ (كريم) طريقَهُ بين عشراتِ الطُّلَّاب والأساتِذَة إليها، وعانَقَها على مسرحِ الجامعةِ، شادًّا إياها إليه لدقيقةٍ أو أكثرَ، ثم طبعَ قبلةً طويلةً على جبينِها، فكادَتُ تطير من الفرَحِ وهي تمسك كفَّه ولا تتركُها إلا عندما تسلَّمَت الجائزةَ ورفعَتْها شاكرةً.
لم يشأْ (عامر) وقتها- ولم يكن قد فاتحَها بموضوعِ الزّواجِ بعدُ- أن يسألَها عن (كريم) هذا.
ولماذا يسألُ عنه فيعطيه حجمًا أكبرَ من حجمِهِ، ويضع نفسَه في مقارنَةٍ سخيفةٍ مع صاحبِ الشَّعرِ الطَّويل المربوطِ هذا، صاحبِ نظريةِ “الإبداع أهم من الأكاديميا” التي يكرس لها كلَّ نشاطاتِهِ الجامعية، فيشجعها كما يشجعُ الرِّوايةَ وصاحبتَها بهذه الحركاتِ الاستعراضيَّةِ على المسرحِ؟
لماذا يسألُ عنه، وكلُّ فتاةٍ جامعيَّة في الثّلاثينياتِ، لا بدَّ وأنها مرَّت بقصصِ حبٍّ وزمالةٍ وصداقةٍ. وقد كررَتْ أكثر من مرةٍ أمامَهُ أنَّ (كريم) من فئةِ “الأصْدقاءِ الأثيرينَ” الذينَ اكتشفَ فيما بعد أن عددَهُم- حتى هذا اليوم- “واحدٌ” فقطْ.
وخطرَ له- لولا الخوفُ من اشتعالِ حَربٍ ضَروسٍ بينهما- أن يسألَها الآنَ، بعدَ أكثر من أربعين عامًا ونيّف عنه؛ لكنَّهُ أجَّلَ السُّؤالَ وهو يتمتمُ:
27\12\2020
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.
د. إيمان بقاعي
27 ديسمبر, 2020 at 7:53 م
شكرا لنشركم قصتي