بيروت ـــ إسماعيل فقيه :
فنان كبير صاحب حضورلافت وجامع . له في الذاكرة ما لا يمكن نسيانه ومحوه. صوته الشجي القوي يهز الجباه والجبال ، ويفتح أبواب الحنين.لم يغب عن المسرح الغنائي، لكنه يفضّل المسرح اللائق مع الكبار.
ورث صوته عن والده وحنان أمه . تأثر فنياً بجوقة الكنيسة. أغنياته تعدت الـ500،وأدواره المسرحية تجاوزت الثلاثين . شارك السيدة فيروز والصبوحة في أعمال كثيرة . من سليلة مسرح وأعمال الأخوين رحباني . انه الفنان الكبير جوزيف عازار ، المولود في مدينة جزين (جنوب لبنان) .
جوزيف عازار مطرب وفنان لبناني أصيل اشتهر قبل أكثر من نصف قرن ومازال على شهرته الى يومنا الحاضر. تعلم الفن في المعهد الوطني للموسيقى ، وابتداء من 1961 شارك وعمل مع الأخوين رحباني، بأعمال غنائية ومسرحية كثيرة. ومن أهمها والتي لا تغيب عن الذاكرة، “البعلبكية” و”جسر القمر”و”بياع الخواتم”.. كما شارك بأعمال مسرحية مع الموسيقار الراحل وليد غلمية والفنان الكبير روميو لحود.
مارس الغناء ضمن الجماعة، وكذك منفرداً . وكان له الحضور البارز في مهرجانات دولية كمهرجانات بعلبك الدولية ومهرجانات بيبلوس الدولية.
من أشهر أغنيات جوزيف عازار (بكتب اسمك يا بلادي) التي كانت وما زالت تمثل هوية الفنان الخاصة. ويقول عازار الكثير اليوم عن الفن والغناء ، وله أراء وأفكار وأسئلة حول ما يدور اليوم على الساحة الغنائية:
“الأعمال الغنائية السائدة اليوم (ليست كلها طبعاً) تعتمد على إيقاع يرتكز الى أجواء الرقص بغض النظر عن تفاهات الأغنيات المكتوبة، فهل نعيش موجة تعطيل الذوق؟”
كان جوزيف عازار الفنان المميز والنجم الكبير وما زال أحد النجوم الكبار للمسرح الغنائي اللبنانيِ، محلياً وعربياً وعالمياً، وهو النجم الذي تألّق بأدواره المسرحية الغنائية منذ صعود هذا المسرح، ووصل إلى ذروة مجده.
تميّز المطرب جوزف عازار، على الدوام، بصوته الرجوليّ الجبليّ الهادر، هدير شلالات مسقط رأسه جزين ، فما زالت شخصية “راجح” التي قدمها عازار في فيلم الأخوين رحباني “بياع الخواتم” حاضرة في الأذهان وتشكل ذاكرة لا تنسى.
ولد الفنان المطرب جوزيف عازار في مدينة جزين في العام 1942، وهو أصغر إخوته الأربعة سناً.
والده سليم عازار من جزين وأمه مرتا نادر أبو سليمان.
دراسته الابتدائية كانت في بلدته حيث أمضى طفولته فيها، ويشرح ويستذكر بداياته قائلاً:” في مرحلة أولى من عمري وكنتُ في السابعة ، تقريباً، كنتُ أذهب مع والديّ إلى الكنيسة لتأدية القدّاس…وفي سنّي ذاك، أيضاً، كان والداي يصطحباني في زيارتهما لخالي (شقيق أمي)، وكان ذلك في فترات العطلة المدرسية الأسبوعية حيث كان يُطلب مني أن أغنّي، وكنتُ أغني ما أعرفه ، في تلك المرحلة ، وكنت أنشد بعض الأبيات من “أبو الزّلف”، وأذكر ، أنه في ذاك الوقت، في نهاية الأربعينات من القرن الماضي، كان المرحوم والدي يمتلك ذاك الصوت الجميل القوي والحنون، وكان يغنّي المواويل البغدادية وأغاني مطربي ذلك الزمان القديم أمثال سيّد درويش وسلامة حجازي وعبده الحمولي ومحمد عبد الوهاب، وكل هذا ساهم وأثر بتعلقي بالغتاء “.
يفتخر الفنان أنه ورث الفن عن والده ، ويقول : “أخذت عن والدي الأمانة والإستقامة وكل ما ينمّ عن الأخلاق الإنسانية، كما وأخذت عن والدتي الحنان والمحبة، وأخذت عنهما معاً إصلاح ذات البين بين الناس، هذا إضافة إلى ما تركته شخصية خالي “أبو جميل” من أثر كبير على شخصيتي”. على الساحة الفنية اللبنانية
ما زلتُ على الساحة الفنية ضمن المسرح الغنائي اللائق، يقول عازار،” ومنذ العام 1999 ، إشتركتُ مع “كركلا “في “ليلة قمر” و”أَلْفا ليلة وليلة”، وهذان العملان قُدِّما في إطار مهرجانات بعلبك الدولية، ومن ثم قدّما بعد ذلك على كبريات المسارح العالمية، منها: “قصر الفنون الجميلة” في مونتريال في كندا و”الأوبرا هاوس” في فرانكفورت ألمانيا في مناسبة يوم الكتاب العالمي، والمسرح الوطني في بكين (الصين) بدعوة من وزارة الثقافة الصينيّة”.
وعن رأيه بالفن السائد اليوم وتحديداً الأغنية يقول الفنان : “إن الأغنية تعيش عصرها، فتتبدَّل وتتطور معبِّرةً عن ذاتها بأحرفٍ تلفُّها النغمات. فالمدرسة التلحينيّة الحديثة هي امتداد للمدرسة القديمة وهي مدرسة إيقاع، يعتمد فيها الملحن خَلْقَ أجواء راقصة بحيث يحوك جُملاً موسيقية بسيطة التركيب، فتأتي عفوية الخاطر لا تعقيد فيها. هذا بغضّ النظر عن تفاهات بعض الأغاني التي يقوم بتلْحينها القلّة القليلة من الملحنين، إرضاءً لأذواق البعض، فيروحون يبحثون عن جملة موسيقية ركيكة تحفظها الأذن بسرعة، ويستعينون بالإيقاعات الحماسية لإلهاب عواطف الجمهور فقط “.
ويضيف قائلاً : “هذه الموجة من الأغنيات السائدة اليوم ، أقلّ ما يُقال فيها بأنها أشبه بمؤامرة لتعطيلٍ الأذواق وتخريب أذواق المستمعين“.
ولكن، بالرغم من كل هذا، يتفاءل الفنان قائلا :” تبقى الخميرةُ والخبرة، عند بعض الموسيقيين والملحنين الأصيلين الذين يعتمدون على أصالة النغم والخبْرة والممارسة والثقافة الموسيقية الواسعة، هي الوسيلة الوحيدة للحفاظ على مقومات الأغنية اللبنانية والعربية الصادرة من الينابيع الأساسية في النغمات اللبنانية والشرق – عربية. لا يمكن للمرحلة الفنية أن تكون الا مساحة مفتوحة على الإبداع والتطور“.
لا تغيب بارقة الأمل عن بال الفنان ، ويبقى التراث هو الأساس :” ما زال بعض المبدعين في الفن يعتمدون على إرساء مداميك جديدة في سبيل إحياء التراث والحفاظ عليه من كل شائبة، وهذا ما يعطي ويؤكد بأن الفنّ وأصالة الفن ما زالا بخير . و طالما أن هنالك مهندسون واختصاصيون يعملون في هذا المضمار الذي يرفع من أهمية المسرح والغناء ، فإن الفن بخير وعلى الطريق السليم “.
أعماله مع الرحابنة
بدأ المطرب جوزف عازار حياته الفنية مع الأخوين رحباني وفيروز في العام 1961 في مسرحية “البعلبكية” التي قُدِّمت في مهرجانات بعلبك الدولية، وسافر في العام نفسه معهم في رحلة فنيّة هي الأولى إلى البرازيل والأرجنتين، إضافة إلى أعمال فنية كثيرة ،يستذكر منها التالي ::
في العام 1962 اضطلعت بدور “صالح” إبن مختار القاطع في مسرحية “جسر القمر”.
في العام 1963 قمت بدور “هَوْلو” في مسرحية “الليل والقنديل” في معرض دمشق الدولي وكازينو لبنان.
مثلت ولعبت دور “راجح” في المسرحية الغنائية “بياع الخواتم” في العام 1964 تحت ظلال الأرز، ثم تحولت إلى فيلم سينمائي من إخراج يوسف شاهين.
وشاركت في مسرحية “المؤامرة مستمرة” التي عُرضتْ في كازينو لبنان في العام 1980
و أُسند إلي دور البطولة أمام المطربة الراحلة صباح (الصبوحة) في المسرحية الغنائية “الشلال” من إخراج روميو لحود وموسيقى د. وليد غلمية في مهرجانات بعلبك الدولية سنة 1963
وفي الأعوام 1965 – 66 – 67، إشتركت ببطولة ثلاثة أعمال متتالية، أمام صباح وناديا جمال، وهي: “موّال”، “ميجانا”، و”عتابا”، من ألحان زكي ناصيف ود. وليد غلمية وروميو لحود”.
وفي العام 1968 قام جوزيف عازار بدور “الأمير بدر” أمام (الصبوحة)، في بعلبك، في المسرحية الغنائية “القلعة” من ألحان د. وليد غلمية وإخراج روميو لحود.
“الفرمان” قُدّمت في مهرجانات بعلبك من إخراج روميو لحود والألحان كانت لزكي ناصيف وروميو لحود
في صيف 1971 قام ببطولة مهرجانات قلعة جبيل مع فرقة الأنوار “يا ليل” ، واشترك في هذا المهرجان جمهرة كبيرة من كبار الفنانين منهم الفنان دريد لحّام وفدوى عبيد وناديا جمال.
.1972: كذلك مشاركته في مهرجان “آخر خرطوشة” في أرز الباروك
.1973: الاستعراض الغنائي “الفنون جنون” أمام صباح على مسرح المارتينيز – بيروت
1974: “موسم الطرابيش” ضمن إطار مهرجانات بيت الدين بدور المستشار
.1975: كم عُرضت مسرحية “موسم الطرابيش” في بيروت
.1978: مسرحية “شهر العسل” أمام صباح في صالة السفراء كازينو لبنان
.1983: مسرحية “برج الذهب”، إخراج ريمون حداد الألحان لعازار حبيب وجوزيف أيوب
.1994: مسرحية الأسطورة بدور الوالي أمام صباح
.1996: مسرحية “كنز الأسطورة” بدور الوالي أمام صباح
1997: مسرحية “البوسطجي” بدور المختار
سجل فني غنائي مسرحي خطه ومثله وجسده ورسمه وأبدعه الفنان جوزيف عازار، أعطى فيه ومن خلاله ثمرة فنية طيبة المذاق، ساهمت بتغذية الذوق الفني العام والخاص، وما زالت هذه الثمرة يانعة وتقدم الصحة الطيبة والرهافة العالية لكل من يدنو منها ، وكل من يتذوقها ، والفنان الكبير الذي عرف كيف يستمر في مساحة الإبداع، لا يحيد عن درب الإبداع الذي سار عليه ، منذ نشأته : ” الغناء هو جوهر الحياة والروح، كلما تعمقنا به ، نجد ونرى ونتلمس ما هو أوجب في متابعته والذهاب معه الى ذروة الحياة والسعادة “.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.