فيلمون وهبي مُرشد الدهشة.. الشخصية الشفافة ــــ المرهفة ـــــ الفكاهية ــــ الموسيقية ـــــ الطربية ــــ المحورية ــــ الأساسية في الذاكرة الغنائية اللبنانية والعربية

07:48 صباحًا الأحد 17 يناير 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

ملحن ومطرب وعازف وممثل ومسرحي وكاتب.. وفكاهي أصيل مبدع أطرب زمنه بألحانه وصوته وفكاهته..استراح ولم تسترح ذاكرته وذكراه

فيلمون وهبي

بيروت ــــ إسماعيل فقيه :

رسالة بيروت: إسماعيل فقيه

تشكل الذاكرة الفنية ــــ الموسيقية ــــ الغنائية ــــ الطربية اللبنانية صورة واسعة وكبيرة بدلالات أكبر وأوسع، لا يمكن حصرها، لكثرتها وتعدد أشخاصها وكبارها من المبدعين والمبدعات: عاصي الرحباني، منصور الرحباني، فيلمون وهبي، زكي ناصيف، وديع الصافي، حليم الرومي، فيروز، صباح ، ايلي شويري، توفيق الباشا،عبد الغني شعبان، وليد غلمية.. وسواها الكثير الكثير من الأسماء التي تنوعت وأضفت رونقاً على السمع والبصر والأحاسيس ، في الزمن الجميل، وطبعاً في زمننا المستمر. ويبرز اسم فيلمون وهبي (1914ـــــــ 1985) بين هؤلاء الكبار كعلامة فارقة ومميزة ومحورية ولافتة وباهرة ومنتجة ومؤثرة وفاعلة، لما تمثل هذه الشخصية من ذائقة فنية موسيقية وغنائية ومسرحية مبدعة ، مبدعة حتى الثمالة، وشخصية فكاهية بذائقة ابداعية عالية الدقة والجودة. ويكفي التذكير بما قالته السيدة فيروز في وداع فيلمون قبل ثلاثة عقود مضت :” بغيابك يا فيلمون كل اللي تركتن اشتاقولك وكل اللي جايين رح يحبوك”.

رحل فيلمون في عمر مبكر من حيث العطاء والإبداع . عام 1985 كان موعد الغياب الأبدي ، وما زال يخاطبنا بألحانه الصافية العذبة العصيَّة على التقليد، وحتماً ستبقى موسيقاه علامة فارقة واستثنائية لموهبة رأسمالها الفطرة والأصالة والخيال الفوار مثل نبع لا ينضب. موهبة تجلّت في التلحين والتمثيل والغناء وجعلته الـ “مونولوجيست” الذي لم يأتِ الزمن بمثله وربما لن يأتي.   

فيلمون وهبي وعبد الوهاب


                              ــــــ “كفرشيما” نبع الإبداع الفني ـــــــ


في منبع الفن والفنانين، كفرشيما، الضاحية الجنوبية لبيروت والمدينة التي حافظت على تراث القرية وتقاليدها، كانت ولادة الفنان فيلمون وهبي العام 1914. والده سعيد وهبي الذي كان مختار كفرشيما وشيخ الصلح فيها بلا منازع، أما والدته الحنونة الطيبة ( كما كان يصفها فيلمون دائماً) فهي السيدة ماري أيوب.
حياة الراحل كانت ملأى بالمفاجآت . بدأ حياته الدراسية في مدرسة الشويفات الدولية التي كان يذهب إليها متأبطًا العود، ويكرج كالحجل، كما كان يردد دائماً. فموهبته الفنيَّة برزت باكرًا. ومنذ البداية تملَّكته وراحت تحفر علاماتها في نشاطه وحركاته البريئة. وعلى الرغم من معارضة والده  لمزاولة نشاطه الفني ، الا أن موهبته انتصرت في النهاية على كل شيء، فانقطع عن الدراسة والتحق بركاب الفن باكرًا محتفظًا بعمله في مجال المهن الحرة لمساعدة الأهل والعائلة.


                                      ـــــــ بداية الطريق ـــــــــ
 فلسطين كانت البداية الأولى للإنطلاقة المباركة. انطلاقة فيلمون وهبي كمطرب (العام 1946)، لكنه ما لبث أن وجد نفسه في التلحين والموسيقى فالتحق مع زملائه الكبار أمثال حليم الرومي ونقولا المنِّي وسامي الصيداوي وزكي ناصيف والأخوين الرحباني والمخرج صبري الشريف بإذاعة الشرق الأدنى في خمسينيات القرن الماضي، ثم بإذاعة لبنان الرسمية.
وقد تألق نجمه في التلحين والتأليف والتمثيل الكوميدي، وبرزت الى العلن بسرعة قياسية. فهو الفنان الموهوب الذي لم يدرس النوتة أبدًا ، كما قال فيه الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب.

ربما للعباقرة مواهب خاصة جداً وخصوصاً أولئلك العباقرة الذين يتمتعون بمواهب فطرية، وفيلمون واحد من هؤلاء الكبار حتماً. كالمخترع أديسون الذي أنتج النور واخترع المصباح الكهربائي رغم رسوبه في مادة الرياضيات في طفولته.

فيلمون وهبي عبقري بلا منازع ، قدَّم الألحان الهائلة التي حفرت عميقاً في الوجدان، الألحان الشرقية المميَّزة المثيرة للذوق الرفيع  من غير أن يدرس الموسيقى والعزف على العود وسواه من الآلات الموسيقية . فقد كانت أدوات التلحين له مثل التدوين (النوتة الموسيقية) وما يتبعها من علوم الأوزان والإيقاعات والمقامات فلم يسعَ في حياته إلى تعلُّم شيء منها، لكنه إمتلكها بالفطرة ، وثابر على اتقانها ، فكانت لغة الموهبة هي الناطق الأهم بحنجرته .

فيلمون وفيروز

إن لغة الموهبة في قاموس فيلمون كانت هي اللغة الحكم والفصل ،والصورة والمعنى والدلالة.
موهبته أثبتت قدرتها، إذ كان بإمكانه جعل الأميركيين  أو الفرنسيين مثلاً  أن يضحكوا لنكاته من دون أن يفهموا كلمة مما يقوله، تفاعل اللغات المختلفة من خلال لغة الموهبة كانت حاسمة ومنتجة ومؤثرة ، أينما حلّت. كان يمتلك من الظرافة وسرعة البديهة ما مكَّنه من دخول القلوب ، دخول جنسيات البشر المتنوعة.
روايات كثيرة عن الفنان الموهوب فيلمون ، ويروي عنه أحد الأصدقاء كيف لحَّن أغنية “عباية مقصَّبة” للراحل المطرب فهد بلان في سوريا العام 1978 يقول: “لقد استقبلنا الراحل فيلمون في شقته بضحكته المعهودة، ببشاشته الصافية والطيبة . سأله “لفهد بلان”: هل انتهيت من اللحن أبو عماد؟ أجاب: سأبدأ الآن. سررت أنني سأشهد شخصيًا ولادة لحن جديد لهذا العبقري الذي أحبه وأعشق ألحانه، فكيف بدأ يلحِّن؟ سحب طاولة خشبية صغيرة وأخذ ينقر عليها بأصابعه، ويدندن وينغّم مسوَّدة اللحن قائلاً لفهد بلان بين الحين والآخر : “قول معي أبو طلال، قول معي..”.

ـــــــ رحلات الصيد .. صيد اللحن ــــــ

ربما تكون أجمل ألحان فيلمون وهبي هي تلك الألحان التي ولدت خلال رحلات الصيد الذي كان من أحب الهوايات إلى قلبه. ومن رفاقه في رحلات الصيد الرئيس الراحل الياس سركيس وشخصيات سياسية متنوعة ، وسواهم من الفنانين. كان يستمتع برفقة المطربين الراحلين ملحم بركات ونصري شمس الدين وآخرين.

  العزف على آلة العود بعد منتصف الليل كانت الهواية الكبيرة للراحل فيلمون، فمن بين أنامله خرجت أجمل الألحان. نجح في التواصل مع الأخوين رحباني، وتحلّق حول السيدة فيروز ،فكان تعاونه معهم قمة نجاحه.

يبرز جلياً ، خلال مسيرة تعاونه الطويلة مع الأخوين رحباني، ذلك الأثر الكبير للفن والموهبة والفعل، كانت له حصة مميزة مع الفن الرحباني. ولا شك أن الأخوين رحباني وفيروز أدركوا المرتبة الاستثنائية لهذا المبدع  فيلمون وهبي ، وكانت ثمرة تعاونهم كبيرة ولذيذة، كانت النتيجة مجموعة أغان للسيدة فيروز:”جايبلي سلام”، “يا مرسال المراسيل”، “يا دارة دوري فينا”، «من عز النوم بتسرقني»، «بكرم اللولو»،  «ليلية بترجع يا ليل»، «الطاحونة»، «يا رايح»، «فايق يا هوى»، «صّيف يا صيف»، «أنا خوفي»، «يا كرم العلالي»، «طيري يا طيارة»، «على جسر اللوزية»، وفيما بعد «ورقو الأصفر» و«إسوارة العروس» وسواهما من شعر جوزف حرب. ومن يتابع إبداعات السيدة فيروز سيكتشف خصوصية هذه الأعمال الساحرة. أغانٍ تتجدَّد نضارتها ويزداد ألقها وحضورها في الوجدان من جيل إلى جيل.

( ثمة كلام من الذاكرة كأنه خبز الحاضر ، ويروى عن الراحل عاصي الرحباني  الكثير من  الأخبار ، ومنها  أن بين الأخوين رحباني وفيلمون وهبي خبز الفن والحياة وملحهما، والكثير من القصص و”اللقطات “، ومنها أن أم عاصي عندما سمعت أغنية  “يا دارة دوري فينا” صرخت لعاصي قائلة بنبرة حنونة: ” تقبرني يا عاصي شو حلوي هالغنية ما بقى يصير أحلى من هيك أبداً”، فردّ عاصي قائلاً: ” يا حبيبتي هيدي الغنية اللي سحرتك لحّنها القرد (فيلمون) مش أنا، فهمتي شو”.

ـــــــ الموهبة .. المواهب المتعددة ــــــــ

متعدّد المواهب ، كثير الخيال، مبتكر اللحظة المفاجئة، جميل الأحاسيس، فيلمون الموهوب.
لحّن فيلمون وهبي لصباح ووديع الصافي ونصري شمس الدين ونجاح سلام وسميرة توفيق وعصام رجي وملحم بركات، وسواهم من كبار الفنانين اللبنانيين. كما لحَّن لفنانين كبار في العالم العربي مثل وردة الجزائرية وشريفة فاضل وفايزة أحمد.
وكما في التلحين برع فيلمون في التمثيل على المسرح الرحباني إلى حد وصفه بالعمود الفقري لهذا المسرح. وأطلق عليه الأخوين رحباني  لقب (فاكهة المسرحية اللذيذة). أما كملحن فقد كان الوحيد الذي تغنِّي له السيدة  فيروز لحنًا واحدًا على الأقل في مسرحياتها وقد وصفته بأنه “سبع الأغنية وشيخ الملحنين”.

فيلمون

مسرحيات كثيرة شارك فيها فيلمون ، ومن أبرزها : “يعيش يعيش”، «ناس من ورق»، «بياع الخواتم»، «لولو»، «ناطورة المفاتيح» و«المحطة» إلى العديد من الاستكشات الرحبانية. كما أصدر ألبومًا تضمَّن مونولوجات فكاهية بينها: «همبرغر»، «فيلمون أتى»، و«البوسطجي».
ومن أهم المسرحيات التي كتبها بالإشتراك مع الشاعر الراحل جورج جرداق «قضية وصراحة» التي مثَّل فيها مع الفنان السوري دريد لحام. كما شارك كتابة وتلحينًا وتمثيلاً في مسرحية «ست الستات» للفنانة صباح مع الفنان الراحل وسيم طبارة, والتي عرضت على خشبة مسرح «ستاركو» في بيروت أوائل السبعينيات من القرن الماضي.

فيلمون بشخصية سبع

من البديهي القول ان فيلمون وهبي هو أول من نشر الأغنية اللبنانية في أرجاء الوطن العربي وخصوصًا في مصر، وذلك في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، من خلال نشر أعماله الغنائية على نطاق موسع، مثل: «دخل عيونك حاكينا»، «عالعصفورية» ( أداء صباح)، «شب الأسمر جنني»، «برهوم حاكيني»( أداء نجاح سلام)، «بترحلك مشوار» و«حلوي وكذابي» (أداء وديع الصافي). وكذلك إنتشرت أعماله الفنية الغنائية في الكويت و أغلب دول الخليج العربي من خلال الأغاني التي أنشدها  الفنان غريد الشاطىء و الفنان محمد الباقر وسواهما.
تميزت أعمال الراحل فيلمون بجملة مسوغات ، ليس أقلها انتشارها لتصل الى لغات أخرى وأماكن أخرى ، إذ ترجمت أعماله وموسيقاه في أوروبا ومنها أغنيات : «بسيطة» و«دايشتك بوم» و”قلبي نازل دق” وغيرها، على يد أساتذة موسيقيين غربيين  كالإيطالي إدواردو بيانكو أو البريطاني رون غودوين. أما الحدث الفني الكبير الذي صنعه فيلمون يكمن في صوت السيدة فيروز، ولا يمكن نسيان ما أنشدته فيروز من أعماله ، وخصوصاً حين أنشدت أغنيته الشهيرة «جايبلي سلام» في باريس في احتفالات الذكرى المئتين للثورة الفرنسية، وفي حينها ترجم وتوج صوت فيروز مسيرة الراحل الفنية ، يومها كان صوت فيروز الصوت العربي الوحيد الذي شارك في إحياء الذكرى الكبرى.
 كنز زاخر بالعطاء الفني ، وربما موسوعة غنائية فنية أنجزها الراحل فيلمون على مدى حياته ، إذ فاق عدد ألحانه الألفي لحن. كما و شارك في العديد من المهرجانات اللبنانية والعربية انطلاقًا من مهرجانات بيت الدين إلى مهرجانات بعلبك الدولية ومهرجانات الأرز وجبيل ومعرض دمشق الدولي ومسرح البيكاديلي فمسرح الكابيتول وستاركو وغيرهما برفقة رفاق الدرب فيروز والأخوين الرحباني وصباح ووديع الصافي ونصري شمس الدين.

ــــ سعيد فيلمون وهبي ــــ

سعيد وهبي، ابن الراحل، لم يختر الفن الغنائي أو الطربي في حياته ودراسته، لكنه اختار الفن التجميلي، وتخصص في فن تجميل المرأة (الماكياج). ومنذ مطلع شبابه افتتح محترفاً جمالياً، بصالون تجميلي في بيروت، وبات مقصداً لكل امرأة وصبية تسعى لجوهرة جمالها. وكان لنا فرصة أن نلتقي بالإبن البكر للراحل ، وأعتقد أنها فرصة ضرورية وواجبة ومفيدة، ذلك أننا استطعنا الحصول من الإبن على أفكار ومعلومات ومشاهد وعناوين عاشها فيلمون. فقد عرّفنا الابن على بعض (أسرار) والده، أسرار جميلة وعذبة لم نعرفها عن الراحل، ولا جيل اليوم يعرفها، ومن المفيد أن تعرفها الأجيال الطالعة.

سعيد فيلمون وهبي

يقول سعيد فيلمون وهبي إن والده كان شخصية فريدة  من نوعها ، تتمتع بمزاجية ملفتة. شخصية مزاجية جداً لكنها تتمتع بقدرات هائلة ، اذ يمكنه تحويل هذا المزاج الى ما يشبه العمل المسرحي. 

ويقول سعيد فيلمون وهبي عن والده أيضاً : ” لا شك أن والدي فنان لبناني كبير، خاض غمار عدد من الأعمال الفنية الموسيقية ، وفي مختلف المجالات الفنية، فهو ملحن عبقري، وأحد رواد الأغنية الشعبية اللبنانية، جاءت ألحانه امتداداً طبيعياً للفولكلور الغنائي الشامي، وهو لم يدرس الموسيقى، وإنما اعتمد على موهبته الفطرية، فابتدع أكثر من 500 لحن، اتسمت جميعها بالسلاسة والدفء العاطفي والبساطة، إلى جانب الصياغة المتقنة والجمال الأخاذ، وإضافة إلى التلحين والغناء خاض فيلمون غمار كتابة الشعر الغنائي والتمثيل”.

أحب  فيلمون وهبي الغناء منذ صغره ــــــ يقول سعيد وهبي ــــــ “فقد تربت أذنه على الأغنيات التي كانت سائدة من خلال الأسطوانات وبدأت الإرهاصات الأولى لموهبته
الموسيقية تظهر في منتصف الثلاثينات من القرن العشرين عندما لحن وغنى نشيد «شباب
البلاد»، ثم لحن أغنية «دبِّرها يا مستر ديل» في أثناء اندلاع الثورة الفلسطينية،
وغناها المطرب الفلسطيني  نوح إبراهيم”.

وعن البداية والمسيرة الفنية للراحل ، يخبرنا الإبن  أن مسيرة والده  الفعلية:” بدأت عام 1941 عندما لحن وغنى بصوته أغنيتين هما «يا حياتي وقلبي وروحي» كلمات سامي الملاح، و«على مهلك يامسافر» كلمات محمد علي فتوح، واستمر يلحن ويغني حتى أواخر الأربعينات. ومن ثم بدأ يلحن لكثير من المطربين والمطربات وكانت المطربة حنان التي لحن لها «ليه تسرق قلبي وترميه» و«وحملتني فوق الألم»، وتلتها نجاح سلام التي لحن لها عدداً من الأغنيات الجميلة منها «برهوم حاكيني» و«شب الأسمر جنني» و«بين حانا ومانا». وفي مطلع الخمسينات ارتبطت ألحانه بصوت المطربة صباح وأول ألحانه لها «دخل عيونك حاكينا»، ثم توالت ألحانه لها ومنها «ع العصفورية» و«متل الأطرش بالزفة»، وفي الوقت نفسه تقريباً بدأ التلحين لوديع الصافي، ومن ألحانه لوديع «بترحلك مشوار» و«حلوة وكذابة» ولحن لسميرة توفيق أغنيات عدة من أجملها «يا هلا بالضيف» و«حبك مر متل الكينا».

أضاف سعيد فيلمون وهبي قائلاً :

“لحن والدي لعدد من المطربين السوريين، ومن أجمل ألحانه الأغنية الوطنية «عروس المجد» شعر «عمر أبو ريشة» وغنتها سلوى مدحت بمناسبة عيد الجلاء، ولحن لفهد بلان أغنيات عدة من أشهرها «عباية مقصبة»، ولحن للمطربة المصرية شريفة فاضل أغنيتين هما «حبيبي نجار» و«يوم الحد تلاقينا»، ومن الذين غنوا ألحانه أيضاً نصري شمس الدين، ومحمد سلمان، ونونا الهنا، ودلال شمالي”.

 يذكر سعيد وهبي والده بكل فخر ومحبة ويقول :” لقد حقق فيلمون وهبي نجاحاً جيداً بألحانه مع هؤلاء المطربين، إلا أن ذروة تألقه في التلحين كانت مع المطربة فيروز التي أعطاها خلاصة عبقريته الموسيقية، وتزيد ألحانه لها على عشرين أغنية، كتب الأخوان رحباني معظم كلماتها، وكتب جوزيف حرب وطلال حيدر كلمات عدد آخر منها، ومن هذه الأغنيات «إسوارة العروس» و”ورقو الأصفر”، و«ع الطاحونة» و«على جسر اللوزية» و«أنا خوفي عتم
الليل».

اشتهر فيلمون وهبي تمثيلاً بشخصية (سبع) التي مثل من خلالها مجموعة من «الاسكتشات» مع الرحابنة منها «رابوق» و«كاسر مزراب العين» و«الغربال» و«براد الجمعية» و«بحر الستات» و«أوتومبيل» و«الناطور»، كما مثل في عدد من مسرحيات الرحابنة مثل «فخر الدين» و«لولو» و«جسر القمر» التي لحن فيها ثلاث أغنيات: «هدوني هدوني» و«نقلة نقلة» لنصري شمس الدين، و«جايبلي سلام» لفيروز، ثم في مسرحيات «المحطة» و«بترا» و«بياع الخواتم» التي لحن فيها لفيروز أغنيات عدة، ومسرحية «جبال الصوان» التي مثل فيها، وكتب ولحن لفيروز «صيف يا صيف» ومثل مع صباح
في مسرحيتي «دواليب الهوا» و«ست الكل». كما وقدم فيلمون وهبي بشخصية «سبع» بعض الأغنيات: «بسيطة» و«الحسون» و«طل البوسطجي» و«الترين» و«صندوق الفرجة»، واستمر بالعمل ضمن مجموعة الرحابنة بعطائه الفني المبدع حتى آخر أيام حياته”.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات