حوار مع رضاء الدين ستالين: النساء هن صانعات التغيير

07:51 صباحًا الأربعاء 27 يناير 2021
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
الشاعر رضاء الدين ستالين، بنجلاديش

سألت الشاعر رضاء الدين ستالين عن وجهات نظره بالكتابة، عن الجذور الأم؛ والبذور الأولى لتجربته الشعرية:

عندما كنت أصغر سنًا، رأيت العديد من الأنظمة المجتمعية غير القانونية والتي آلمت تمامًا عامة الناس حيث كان عليهم أن يمروا بالديكتاتورية والممارسات غير الديمقراطية للرأسماليين في مجتمع دمر أحلامنا. لذلك كنت أرغب دائمًا في التحدث باسم هؤلاء الناس ضد النظام؛ وبالتالي بدأت في كتابة الشعر. أعتقد أن الشعر يمكن أن ينقّينا مما يلوثنا ويمنحنا القوة لنتحد معًا ونقاتل من أجل الصواب.

أخبرني عن العائلة والقرية والمجتمع الذي نشأت فيه:


تقع قريتي في نالبانغا Nalbhanga ، جيسور حيث ولدت وعشت مع عائلتي لسنوات عديدة. لإنها قرية مثالية للتصوير في بنجلاديش بفضل خضرتها الدائمة. المنطقة المجاورة لهذا المكان يغمرها الهدوء والسلام للغاية، وقد أمضيت معظم أيام طفولتي في الحقول الخضراء، كانت مثل قرية مارك شاغال. في قريتي الصغيرة كان لدينا عائلة صغيرة تتكون من خمسة أفراد حيث أنا الابن الأكبر لوالدي. لدي شقيقتان. والدتي ريبيكا سلطانة التي توفيت في 2018 كانت معلمة في مدرسة في جيسور، كما أن والدها الشيخ برهان الدين أحمد كان هو أيضًا مدير مدرسة ثانوية في جيسور.

أختي الصغرى سهيتا سلطانة هي أيضًا شاعرة معروفة وأختنا الصغيرة سيتارا إلين فنانة. انتقلت إلى مدينة دكا للحصول على التعليم العالي في عام 1983 وانخرطت في صخب الحياة في المدينة التي هي أكثر انشغالًا من قريتي. أما أنا فقد تزوجتُ من وحيدة أختر بعد سنوات قليلة من انتقالي إلى دكا في عام 1989، وهي أيضًا فنانة وحظيتُ بابنةٍ جميلة هي تنزيلة رضا؛ طفلتي الوحيدة، وهي تدرس الأعمال. أعيش الآن في دكا وأذهب مرتين في السنة إلى قريتي حيث جذوري ومنشأ رحلتي في الكتابة. كان الانتقال من قريتي التي كانت محافظة إلى حد كبير إلى مدينة كبيرة مرحلة أخرى مهمة من حياتي حيث أكسبتني وجهات نظر جديدة ساعدتني أكثر في كتاباتي.

متى كانت أول تجربة للنشر؟

عندما كنت في الصف الخامس، كتبت قصيدتي الأولى “Shopot” باللغة الإنجليزية والتي تعني “الوعد” وتم نشرها في “مجلة Shotodol” في عام 1970 وكتابي الأول “Phirini Obaddho Ami”  باللغة الإنجليزية يعني “لم أعد أبدًا” “ونُشر عام 1986 .

كم عدد الكتب التي صدرت لك وبأية لغة؟


لدي أكثر من 100 كتاب من بينها 60 ديوانا مجموعة شعرية و 7 كتب تجمع مجموعة من مقالاتي ورواية واحدة والباقي في أدب للأطفال.

تُرجمت قصائدي إلى أكثر من 28 لغة حول العالم بما في ذلك الإنجليزية، الهندية، الصينية، أوريشا، التركية، اليابانية، الروسية، اليونانية، الإسبانية، السويدية، الفرنسية، الألمانية، النيجيرية، البوسنية، العربية، الأردية، الإيطالية، أوزبكستان، إلخ. . و أكثر من ذلك بكثير، كما نُشرت كتبي باللغات الإنجليزية والعربية واليونانية.

أنت تبحث بعمق في الأساطير العالمية، متى بدأت هذا الاستلهام؟


شاعر البنغال الكبير مايكل مادهوسودان دوت Michael Madhusudan Dutt ، ورابندرانات طاغور Rabindranath Tagore ، والشاعر الوطني قاضي نظر الإسلام Kazi Nuzrul Islam ، استخدموا جميعهم الأساطير العالمية في قصائدهم والجوانب الأسطورية في قصائدهم تلهمني لكتابة قصائد ما بعد الحداثة.

النساء في شعرك بين أن يكن أيقونات إلى كونهن ضحايا كيف ترى ذلك؟


النساء هن صانعات التغيير. لقد نشأت بنفسي على يدي امرأة قوية وكانت زوجتي تدعمني وتشجعني دائمًا على كتابة الشعر. لدي شقيقتان وابنة. أهمية المرأة في حياتي كبيرة لأنها كانت مصدر قوتي وهذا ينعكس أيضًا في قصائدي. دور المرأة ألا تخشى لأن النساء ركائز المجتمع ويجب أن يعاملن على قدم المساواة مع الرجال، هذا حقهن، وفي بعض الأحيان قد يؤدي اختلال التوازن في المجتمع إلى حرمانهن من حقوقهن الأساسية البسيطة مهما كانت حالتها الاجتماعية. ومع ذلك، أحاول في شعري أن أنقل رسالة تمكين المرأة، وإحداث فرق في العالم حتى يكون العالم مكانًا أفضل لنا للعيش فيه.

الشاعر دائمًا متمرد، وفي نفس الوقت، يجب أن يكون الشاعر حالمًا، ما مقدار التوازن الذي حققه رضاء الدين؟


الشعراء لديهم أحلام كبيرة لتغيير العالم من خلال شعرهم والاحتجاج على الظلم وكل ما هو غير مشروع للمجتمع المتمرد. كان الشعراء مثل بابلو نيرودا، وفيديريكو غارسيا لوركا، وماياكوفسكي، وجورج برنارد شو، وناظم حكمت، من المتمردين وبالتأكيد كانوا حالمين. قدم شيرمان أليكسي تعريفاً جديداً للشعر الحديث وهو أن الشعر يجمع بين الحلم والغضب والزمن وأنا أؤيد ذلك.

كشاعر ما هو حلمك الكبير؟


أتمنى أن أكون شاعراً يتذكره كل شخص في العالم ويتعرف عليه كشخص حاول أن يجعل العالم مكانًا أفضل لجميع الكائنات الحية للعيش فيه من خلال قصائده.

كمواطن، كيف تتوقع مستقبل الدولة والمجتمع والأسرة وأطفال العالم؟


أود أن أعيش في عالم آمن وديمقراطي وخال من الجوع، ببيئة خضراء وخالية من الكربون وتنعم بالسلام. أتمنى أن تكون حياة الجميع مثل الشعر كل يوم، وهكذا أرى أن المستقبل سيكون للجميع. كمواطن مسؤول، أعتقد أنه يجب على الجميع الوفاء بمسؤوليتهم الأساسية تجاه الدولة والمجتمع والأسرة والأطفال. عالم جميل اليوم يعطي مستقبلاً جميلاً بالغد.


حدثني عن أسرارك في ترجمة الشعر:


ليس من السهل دائمًا ترجمة القصائد لأن جوهر الرسالة التي يريد الشاعر إيصالها قد يضيع أثناء الترجمة. قال روبرت فروست، من السهل حب الشعر ولكن من الصعب فهمه، كما قال أيضًا ما فُقد أثناء الترجمة يسمى الشعر. ومع ذلك، أعتقد أن فهم الرسالة الأساسية للقصيدة أولاً سيكون مفتاح ترجمة أي قصائد.

أخبرني المزيد عن الفن في حياتك وعملك الأدبي:


أؤمن بهذا القدر من الشجاعة، وهذا القدر من الفن وهذا القدر من القصيدة. أنا في حياتي الأدبية بأمانة تامة استخدمت الفنون بحكمة كما أنني أتجنب الأنشطة المعادية للثقافة. تقف قصائدي دائمًا مع حركات حقوق الإنسان. كان الشعراء الكبار هوميروس ودانتي أليغييري وإدوارد جوري وويليام شكسبير ورابندرانات طاغور وقاضي نظر الإسلام وويليام بتلر ييتس وتي إس إليوت وتشارلز بودلير وآرثر رامبو مصدر إلهام لأعمالي الأدبية.

كلمة لقرائنا في الدول العربية


يقول خورخي لويس بورخيس إن الأدب العربي غني جدًا، وأن الواقعية السحرية أتت من قصص ألف ليلة وليلة، والتي أشعر أنها نظرية صحيحة بالفعل. كما أن الشعراء الكلاسيكيين العرب، امرؤ القيس وحسّان بن ثابت وشعراء العرب الحداثيين كأدونيس ونزار توفيق قباني وسالم جبران ومحمود درويش وعبد الرحمن الأبنودي هم أيضًا شعرائي المفضلين على الإطلاق. أشرف أبو اليزيد شاعر عظيم وصديق عزيز أعشق قصائده.

أريد لقصائد وشعراء العرب أن يصلوا إلى الكون كله. أنا ممتن إلى الأبد للقراء في العالم العربي وفي جميع أنحاء العالم الذين قضوا وقتًا في قراءة قصائدي، وبسبب حب قرائي ودعمهم، فأنا شاعر اليوم.
أود أن أختتم بياني باقتباس سطور قليلة من إحدى قصائد خورخي لويس بورخيس التي أؤمن بها كشاعر،

“اسمي شخص ما

واسمي أي شخص،

أسير ببطء

كمن يأتي من مكان ناءٍ جدًا.

ولا يريد الوصول “.


اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات