ما بعد الربيع العربي: سنتان على الثورة

06:41 صباحًا السبت 15 ديسمبر 2012
رضوى أشرف

رضوى أشرف

كاتبة ومترجمة من مصر، مدير تحرير (آسيا إن) العربية.

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

على مدار عام 2011 قامت ثورات في معظم البلاد العربية فيما يسمى بـ “الربيع العربي” و الأن بعد مرور ما يقرب من سنتين , يبدو أن الأمور لازالت مضطربة في تلك الدول.

في تونس, الإضطرابات مستمرة بسبب صعود الإسلاميين الجذري فيها. و هم حالياً يراقبون حالة الشلل سياسياً و إقتصادياً التي أصبحت تعاني منها البلاد. ولكن ذكرى بوعزيزي التي أشعلت الثورة في تونس لا تزال قائمة, فقد أعلنت مدينته (سيدي بوزيد), ان في ذكراه و هي 17 ديسمبر, 2010 ستقام إحتفالات لتكريمه.

و لكن نظراً لحالة البلاد, إختار بعضهم الإحتجاج بدلاً من الإحتفال, بسبب سيطرة حزب النهضة على البلاد. و من المتوقع في ذلك اليوم أن تقوم مسيرات في أنحاء البلاد يقودها المعارضون و النشطاء الغاضبون لفشل قادتهم في منحهم حياة أفضل.

يكاد يجزم سكان تلك المدينة أن شيئاً لم يتغير منذ رحيل الديكتاتور زين العابدين بن على في يناير 2011. فالبطالة, التي كانت سبباً رئيسياً في الثورة لا تزال منتشرة في تونس. و طبقاً لتقرير مختار كاولي من وكالة الأنباء الفرنسية, فأن العديد من السكان لا زالوا يرون أنه لم يحدث أي تغيير, و كأن ثورة لم تقم.

فمنذ صعود الحكومة الحالية إلى السلطة في أكتوبر 2011, و هي لم تفعل أي شئ من شأنه تحسين الأوضاع المعيشية, يل زادتها سوءاً بجانب تجاهلهم جرائم القتل التي إرتكبتها الحركة السلفية.

السلفيون قاموا بعدد من الهجمات في بداية هذا العام, هاجموا أضرحة صوفية و معارض فنية, بجانب هجومهم على السفارة الأمريكية في سبتمبر و تسببهم في مقتل أربعة أشخاص. و مؤخراً هاجموا فندقا و حاولوا إضرام النار فيه بعد تدميرهم ردهة الإستقبال.

أما في مصر, فآخر قرار أصدره الرئيس مرسي الشهر الماضي يعطيه سلطة شبه مطلقة في إقرار دستور جديد, الأمر الذي أشعل خلافات ومظاهرات بين مؤيديه الإسلاميين و المعارضة.

ورضوخاً لبعض الضغوطات, قام مرسي بالغاء الإعلان و لكنه أعلن إستمرار الإستفتاء الذي يبدأ اليوم السبت 15 ديسمبر, مرحلته الأولى. هذا الدستور ترفضه المعارضة و تدعو كل مؤيديها إلى رفضه كذلك لما فيه من مواد وصفوها بتقييد حرية الرأي و السماح لسيطرة الإسلاميين على التشريعات في المستقبل, و أن يكون لهم نفوذ قوي.

بالطبع الخوف من العنف و الضحايا قائم, خاصة بعد إشتباكات الفترة الأخيرة التي نتج عنها 10 ضحايا و ما يقرب من 600 جريح.

و خلال هذا الأسبوع كذلك, قام صندوق النقد الدولي قامت بتأجيل القرض الذي طلبته مصر لتعوض النقص في السنة القادمة و يقدر القرض بحوالي 4.8 بليون دولار, و قد تم تأجيله نظراً للأحوال الإقتصادية التي تمر بها البلاد.

و في ليبيا, تمكنت السلطات من إقامة إنتخابات في يوليو الماضي بجانب إعادة مستويات إنتاج النفط كما كانت. و لكن تظل مشكلة ليبيا الكبرى في توفير الأمن بعد رحيل الديكتاتور معمر القذافي السنة الماضية.

ثمانية أشهر من المواجهة المسلحة تركت مهمات شاقة للحكومة الإنتقالية , التي تجاهد لإعادة بناء مؤسسات الدولة و السيطرة على المسلحين الذين شاركوا في المظاهرات مع و ضد القذافي. و لكن من الملحوظ أن الإقتصاد الليبي في تحسن ملحوظ.

و لكن إنتشار الأسلحة و الجماعات المسلحة المتشددة في ليبيا تظل أعظم مخاطرهم خاصة بعد هجوم 11 سبتمبر الماضي على السفارة الأمريكية في بني غازي, و ما نتج عنها من قتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز و ثلاثة أمريكيون أخرون.

و تظل دول العالم العربي التي إنتهى ربيعها العربي في حالة تخبط, سواء أكان من الناحية الإقتصادية, الإجتماعية, أو السياسية, و خاصة بعد سيطرة نفس الفصيل تقريباً في معظم دول المنطقة بعد ثورتهم على الظلم, فهل يعودون إلى الظلم مرة أخرى, أم تستقر الأمور؟

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات