سهام عازوري الصافي … كنّة وديع الصافي … بصوتها الصافي

11:10 صباحًا الأربعاء 27 يناير 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
رسالة بيروت: إسماعيل فقيه

فنانة محصنة بصوت طربي أصيل ، صافية الموهبة والقدرة والطموح ، ونبرة حضورها الفني كنبرة صوتها الشجي . ولا تنسى ما قاله عمها الفنان الراحل وديع الصافي ، ” الصوت القوي ليس أساس الإبداع والموهبة ، بل أن الصوت القوي ليس شرطاً وحيداً يخول الفنان بلوغ الهدف . إن الأداء السليم في الغناء الى جانب الإحساس بالصدق ، والخصوصية والتواضع هو الأهم لبلوغ الهدف الفني الغنائي الإبداعي

. كلمات الفنان الكبير وديع الصافي طبعتها سهام عازوري الصافي في ذاكرتها، حفظتها عن ظهر قلب ، وشقت طريقها الفنية بهدوء ونجاح ، محققة حضوراً لافتاً في عالم الأغنية العربية. وانطلقت في المساحة الفنية الطربية الواسعة ، مسلحة بصوتها الرخيم ، وإصرارها المجبول بالطموح ، فكانت باكورة انتاجها وألبومها الغنائي الأول ” مظلومين” ، ثم المزيد والكثير من الأعمال الغنائية الطربية التي حققت حضوراً صافياً لدى شرائح كثيرة في المجتمع .

المطربة الفنانة سهام الصافي ، أم وديع ، حملت موهبتها الصافية الطرية الطربية منذ صغرها. وكان لها أن تربت على صوت وأغنيات وديع الصافي، وحفظت وأنشدت الكثير منها في الحفلات والأمسيات الخاصة، وتقول سهام أنها رددت مواويل لم تكن تفقه معانيها مثل “نورك يا قمر مر بخيالي” ، وأغنيات لنجاة الصغيرة وأسمهان وسواهما ، لكنها فيما بعد تعمقت في المعنى ، ” وصرت أغنيها بشجن أكثر ” ــــ كما تقول ــــ شاء القدر، أو شاء “النصيب” أن يكتب للفنانة سهام عازوري أن تتزوج من المبدع الآخر فادي وديع الصافي، وما هي الا مسألة وقت ، بعد زواجها ، حتى اكتشف “عمها” وديع خامتها الصوتية ، الأمر الذي جعله يتعهدها بالرعاية والتدريب والتشجيع وينصحها بالمثابرة على التمارين اليومية ويختار لها أفضل أساتذة الموسيقى والغناء لإنماء موهبتها وصقلها.

ثابرت وأثبتت سهام جدارتها في عالم الغناء والطرب واللحن . ثم التحقت بكورال عائلة الصافي، يشجعها “عمها” وزوجها المخرج فادي، الذي أشرف ويشرف على اعداد ألبومها وشريطها المصور وأخراجه. ثم تطورت الأمور وبدأت محطات التلفزة في لبنان عرض أعمال الفنانة سهام على الشاشة، وكانأ اغنية “لا تقل يا حبيبي” التي مزجت بين التراث والأصالة والتطور الشبابي المعاصر، صورة مشرقة في نغمة صوتها وحضورها. الغناء بالنسبة لسهام الصافي ، “هو نغم الحياة ، وجوهر الإنسان ، وجماله الخلاق ” ، و تتحدث وتروي الكثير عن بداية رحلتها الفنية في عالم الغناء والطرب ، وتذكر الصعوبات التي واجهتها في مراحل حياتها ، وتقول :

” جاهدت كثيراً في سبيل الفن الصافي ، فتغاضيت عن القيود التي تحد من انطلاقة الفنان الأصيل واستمديت الثقة والدعم من استاذي الكبير وديع الصافي ، الذي شجعني وأعطاني فرصة الغناء الى جانبه في الحفلات، وكانت انطلاقتي العلنية الأولى في احتفال تأسيس تلفزيون لبنان عندما اديت اغنية “حبي اللي تركني وراح”، ثم أنشدت من تراث السيدة ام كلثوم “دارت الأيام” وقدمت لحني الأول “أنت وأنا” من كلمات الشاعر رياض نجمة، ولقيت تشجيعاً وبخاصة من عمي الذي وضع عليه بعض اللمسات ”

. أضافت سهام قائلة :

” في بداية انطلاقتي الفنية ، كانت لي جولات برفقة كبيرنا وديع الصافي الى بعض الولايات الأميركية ، والدول العربية ، و كذلك غنيت في دار الأوبرا في القاهرة ، وشاركت في مهرجانات بعلبك ، وكان حضوري لافتاً وناجحاً ، وطبعاً برعاية كاملة من الأستاذ الكبير وديع الصافي الذي بفضله صرت أعرف قدسية العمل الفني ، وأهمية الغناء ومفعولة في النفس وفي الروح ”

. اختارت سهام الصافي غناء القصيدة وهي لا تزال في بداية مشوارها الفني الغنائي ، فكيف كان تقبل الجمهور والناس والجيل الجديد لهذه التجربة ، وتقول سهام عن ذلك وتشرح :

” عندما قررت خوض غمار العمل الفني الغنائي الطربي، كان لا بد لي من البحث عن كل ما يناسب صوتي، وهذا ما دفعني بهذا الإتجاه . وقد أنجزت وأديت الكثير من الأغنيات الخاصة ، من ضمنها قصائد شعرية ، كقصيدة عصام العريضي “الحب في عينيك”، وكذلك أغنيات أخرى من النوع الطربي الشعبي . وأعتقد ان جيل الشباب اليوم مدرك وواع وبإمكانه أن يميز ويحسن الاختيار”.

وتشير سهام الصافي وتقول:

“” أغنية “لا تقل يا حبيبي” تم تصويرها على الطريقة الشبابية وهي من كلماتي ، وقد لاقت اهتماماً واسعاً من كل الأطياف ” .

” تمكنت المطربة سهام الصافي من الانطلاق السريع والمدروس ، ولكنها موظبة على موهبتها ، ولا تنسى وتقول :

” لا زلت طالبة في مدرسة الكبير الراحل وديع الصافي ، الذي علمني الفن والغناء…أتمنى أن أترك بصمة أو أثرا لدى الجميع من خلال أغنياتي الخاصة “

. تقول سهام :

الأصالة حاضرة دائما ، لا تزال موجودة، وهناك الكثير الكثير من متذوقي الفن الذين يميزون بين الأغنية المميزة الجيدة والأغنية الهابطة التعيسة “. لكنها لا تخفي ، ” إن الأجواء الفنية السائدة اليوم ربما شدتني الى الوراء في البداية ، إلا أن عمي وديع الصافي زودني بالأمل الكبير ، ولا أنسى ما قاله ، ( إن الفن هو أسمى ما خلقه الله، وهو نعمة علينا المحافظة عليها، والإنسان هو الذي يرفع نفسه أو يخفضها من خلال فنه الذي يؤديه ، والهبوط أصاب الدخلاء على الفن ، ولم يصب الفن بحد ذاته) “.

تتذكر سهام الصافي مشاهد كثيرة من حياتها الفنية ، وتتوقف عند مشهد لا يغيب عن بالها :


وديع وسهام الصافي – أنا بيروت

“الأغنية التي جمعتني بفادي وديع الصافي (زوجي) ، إذ سمعني في احدى الأمسيات الخاصة فأعجب بصوتي وتم التعارف بيننا ومن ثم الزواج… وأذكر أنني في إحدى الأيام كنت أغني صدفة مقطعاً من أغنية لوديع الصافي، فلفته صوتي وطلب مني إعادة المقطع ، تكرار المقطع نفسه مرتين مبدياً إعجابه بطريقة الأداء ودعاني لمشاركته مع الكورال … وثمة مشاهد أخرى لا تغيب عني هي أن الأستاذ الكبير الراحل وديع الصافي كان كلما اشتاق الى العود يدعوني الى الدراسة والعمل ويطلعني على الكلام واللحن ونتعاون معاً.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات