المايسترو رفيق حبيقة … الغائب الناطق بالرهافة والشفافية… والعبقرية

12:53 مساءً السبت 6 فبراير 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بيروت-إسماعيل فقيه:

رسالة بيروت – إسماعيل فقيه

المايسترو الخالد رفيق حبيقة الذي توفي 2007 بعد صراع مرير مع الألم والمرض كانت ولادته في بيروت سنة 1945.وبين مسافة الحياة والموت رسم حبيقة خارطة الزمن الفني الأجمل.

غيّبه الموت  في بيروت ، وبرحيله افتقد لبنان أحد مبدعيه وأعلامه البارزين في حقل الفن والأغنية واللحن، وموسيقاراً ومؤلفاً على آلته الكمان.

قاد رفيق حبيقة فرقاً موسيقية كثيرة وتتلمذ على يديه موسيقيون كثر وكانت له مع الهواة عبر شاشة التلفزيون مسيرة طويلة قادتهم إلى مراتب النجاح، وظلت ملاحظاته لهم وتوجهاته محفورة في عقولهم لأنها عبدت لهم الطريق. كثيرون غنوا له، وكثيرون اغتنوا من فنه وعطائه وصاروا نجوماً في عالم الأغنية اللبنانية والعربية، وتخرجوا من بين أوتار كمانه المذهب في ذلك العصر الذي كان عصراً ذهبياً للأغنية اللبنانية.

لم يقد الرجل فرقة موسيقية كبيرة يذكرها الجيل السابق، إلا بثقافة موسيقية كبيرة، جديرة وعليمة بأسرار الآلات، وذاكرتها، بإشراف المخرج الراحل سيمون أسمر الذي نقل «استديو الفن» في ما بعد من »تلفزيون لبنان« إلى »أل. بي. سي«. حيث قدم لنا رفيق حبيقة أصواتا فنية كثيرة أمثال وليد توفيق وأحمد دوغان وراغب علامة وماجدة الرومي وكثيرين تخرجوا من تحت قوس كمانه الذهبي .

لم ينجرف رفيق حبيقة إلى الموجات الفنية المنحدرة لأنه صاحب مدرسة أصالة ورقي، وإذا غاب عن الشاشات، تفرغ للرسم ليبدع مرة أخرى بعيداً عن الأضواء والأصوات .

رفيق حبيقة الذي رافق عاصي الرحباني في آخر سنوات عمره، ودوّن «النوتات» التي ابتكرها وهو على فراش المرض يقول في إحدى مقابلاته الصحافية: عاصي هو الإبداع… أما ملهمته فهي السيدة فيروز، وأعتقد أنه من دونها لم يكن عاصي ليبدع كما فعل، لقد جمع عاصي الرحباني كل الصفات التي تخص الملحن العبقري، كان يملك المعرفة والخبرة والدقة في التنفيذ وبعد النظر، لقد كان يعرف مكامن الجمال الحقيقي ولا يستعمل غيره، وهو ظل في حالة بحث دائم عن الأفضل والأجمل ليبدع.

 لقد عايشت عاصي بعمق لمدة تراوحت بين 4-6 سنوات، وتعرفت على شخصيته الفريدة بعد إصابته في رأسه، حيث فقد النطق. إختارني عاصي، لأكتب مؤلفاته الموسيقية الأخيرة، وكان يطلب مني عزف المقطوعات التي دونتها، حسب فهمي لها، كنت أعيد العزف مرة واثنين وثلاثاً، ليقتنع أخيراً أنها هي الأجمل التي يريدها. وهنا تكمن عظمة عاصي، لأن حبه للعطاء دفعه للاستمرار والمثابرة في الإبداع الموسيقي واختيار الأفضل.

لقد تحدى الألم واستمر في الإبداع رغم فقدانه النطق والحركة والإحساس وكان يقول دائماً: الذي يقصد لا يموت. ميزته الأساسية العمل لفترات طويلة، حتى خلال فترات الراحة. لم تكن يده تتوقف عن تلمس النوتات الموسيقية (بأسلوب العزف على آلة الأوكارديون أو البيانو). وكان منصور الرحباني يسألني دائماً هل أنت من كتب هذه الألحان أم أنها من تأليف أخي عاصي؟.

ويتابع حبيقة قائلاً: اعتمد عاصي أسلوب السهل الممتنع باللغة الموسيقية من الألف إلى الياء، ولم تكن تتوه عنه فاصلة أو نقطة، فقد كان من الموسيقيين الذين قربوا الموسيقى الشرقية إلى الغرب كما قرب الموسيقى الغربية إلى الشرق. لقد عشق صوت فيروز، وأسس المدرسة الرحبانية بإحساسه المرهف وبملهمته التي أضفت بصوتها جمالات مميزة وجواً رقيقاً حالماً. لقد أبدع عاصي أجمل الألحان خلال مرضه..”

نستذكر رفيق حبيقة اليوم ودائما؛فلا يمكن أبدا نسيان تلك القامة العالية التي أسست وساهمت ببناء هرم الجمال والرهافة.عبقرية موسيقية خالدة لا تحجبها سنوات الغياب.

جمانة رفيق حبيقة ابنة الراحل  تتحدث عن والدها ، وبعدما طلبت منها ماذا تخبرينا عن والدك فقالت : رفيق حبيقة عراب الاغنية اللبنانية

هو ملحن، موزع موسيقي كاتب نوطة … قائد اوركسترا وعازف لبناني

لقبه عاصي الرحباني ب “المعلم” لانه اقوى مرجع فني لكبار الفنانين ووصفه وديع الصافي بالموسوعة الفنية لانه يحمل براسه كل النغمات واسرارها

ولد رفيق حبيقة في 15 شباط 1939 في بيروت ذات المجتمع المختلط مما اغنى خلفيته الموسيقية تزوج من امل كبابة ملهمة روحه وله ولدان جومانا ولويس.

اضافت : فقد والدي رفيق حبيقة النظر في عينه اليسرى اثر حادث في الخامسة من عمره فانزوى ليكتشف في نفسه القدرة على استنباط الفاهيم الفنية لوحده فدرس الموسيقى واصولها وصنع لنفسه اول عود ليعزف ويغني صوته مميز ولكنه لم يحترف الغناء.

لم يكن عنده اي استاذ لكنه اصبح مرجع للموسيقى الشرقية كما قال عنه روميو لحود.

رفيق حبيقة الملحن خلق دهشة عند العارفين فجاءت تركيبة الحانه خارجة عن المألوف اذ ينتقل من نغمة الى اخرى كأنه يؤلف نغمة جديدة وايقاعا جديدا مثل اغنية لا تحلفيني بالشنب لطوني حنا.

اشتهر بالموال الملحن وكان الاشهربتلحين اللهجة البدوية مثل رف الحمام مغرب لسميرة توفيق .ظن الرحابنة انها فلكلور لكنها من الحانه .

رفيق حبيقة موزع الحان اغلب فناني ومطربي جيله : وديع الصافي فريد الاطرش روميو لحود ملحم بركات ايلي شويري سميرة توفيق طوني حنا غسان صليبا وغيرهم كما رافق العبقري عاصي الرحباني في اخر حياته

هو مجدد للالحان القديمة، القدود، المواويل والفلكلورمضيفا عليها تلحين لوازم مثل ع العين موليتين لسميرة توفيق فيصبح القديم  مختلفا كما قال محمد عبد الوهاب.

وتقول جمانا : رفيق حبيقة عازف كمان وقائد الاوركسترا الاشهرعلى التلفزيون منذ نشأته

وهو من ارسى قواعد الفرق الموسيقية المنظمة في لبنان واول من ادخل الطبل على المسرح.

وهو ادّق كتاب النوطة في العلم العربي كما يقول عنه العازفون .

وتختم جمانة قائلة:اعتكف رفيق حبيقة عن الشهرة ثماني سنوات قبل وفاته في 19 ايلول 2007 فرسم خلالها 300 لوحة زيتية.

رفيق حبيقة حامل الاغنية اللبنانية على اكتافه كان له الدور الاكبر في انشائها تطويرها وانتشترها في العالم العربي.

One Response to المايسترو رفيق حبيقة … الغائب الناطق بالرهافة والشفافية… والعبقرية

  1. جومانا رد

    6 فبراير, 2021 at 5:06 م

    كلام مميز من القلب استاذ في الكلام الحلو استاذ اسماعيل اشكركم على هذه اللفتة الكريمة عن فنان احب ان تبقى ذكراه في قلوب كل من عرفه

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات