المغربي نور الدين محقق … شاعر المحبة… سرّ لذة الكتابة

10:34 صباحًا الإثنين 8 فبراير 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
نور الدين محقق

بيروت-اسماعيل فقيه:
سألتُ الكاتب المغربي الصديق نور الدين محقق عن علاقته بالكتب وبالكتابة وكيف ولماذا يكتب،وأصغيتُ اليه مطولاً،فقال:

رسالة بيروت – إسماعيل فقيه
  • تمتد علاقتي بالكتابة منذ الصغر. كنت أحصل على نقط مميزة جدا في مادة الإنشاء، وكان أساتذتي في هذه المادة سواء أساتذة اللغة العربية أو اللغة الفرنسية يشجعونني كثيرا. أحيانا كان يتفضل الأستاذة بقراءة المادة التي كتبت على التلاميذ وهو يثني عليها. طبعا كان يعود هذا الأمر إلى شغفي بالقراءة، فقد كانت مكتبة أبي تحتوي على كتب عديدة، وكنت أقرأها بشغف كبير. وحين لاحظ أبي شغفي بالقراءة بدأ يشتري كتبا خاصة بالأطفال في مثل سني. وكانت كتبا رائعة جدا ما زلت أحتفظ بالبعض منها إلى حدود الآن.
  • ولقد كان من بين الكتب الأولى التي قرأتها كتاب “ألف ليلة وليلة” في طبعة خاصة بالأطفال، ثم قرأته بعد ذلك مباشرة حين شدتني عوالمه في طبعته الأصلية، أقصد طبعة بولاق، كان أبي يتوفر عليها. كنت ألخص هذه الكتب وأختار أجمل الجمل الموجودة فيها وأنقلها إلى دفتري الشخصي الصغير. أحيانا كنت أقوم بحفظ الجميل والرائع منها. وكنت كلما سكن الليل، على حد تعبير كاتبنا الرائع جبران خليل جبران، أخلو إلى نفسي وأشعر في الكتابة. كنت أكتب خواطر تأملية في الحياة والحب، في الصداقة وفي العلاقات الإنسانية.
  • أغرمت بعد ذلك بشعر المتنبي وكتب الشعر. وقد لقبني أصدقائي في المدرسة الإعدادية بلقب “مُتنبي سباتة”، وهي منطقة شعبية كبيرة تقع في مدينة الدار البيضاء. كان أول كتاب كتبته هو ديوان شعر، يحمل عنوان “عاشق غرناطة العربي” وقد نشر بعد زمن طويل من عملية كتابته. وقد ترجم إلى كل من اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية. بعده توالت كتبي الأخرى، وهي تشمل الشعر والرواية والقصة، إضافة طبعا إلى النقد الأكاديمي والأبحاث النقدية حول مختلف الآداب والفنون الجميلة من مسرح وتشكيل وسينما.
  • علاقتي بالكتب هي علاقة متشعبة، وهي تمتد إلى فترة الطفولة، كان بيتنا العائلي العتيق، وما يزال، يقع في منطقة سباتة وبالذات في “قرية الجماعة” وكلمة قرية هنا تعني “حي” حسب التعبير الفرنسي الذي ترجمت عنه. كنت أذهب وحيدا أو صحبة بعض أصدقائي لشراء الكتب المستعملة التي كانت تباع بأثمنة مناسبة جدا في سوق الأربعاء الذي كان قريبا من حينا. هنا اشتريت العديد من الكتب سواء باللغة العربية أو باللغة الفرنسية وكنت أقرأها بنهم، بعد ذلك تعرف على حارة الكتب التي يطلق عليها “بحيرة الكتب” وهي تقع في وسط المدينة. حارة مليئة بشتى أنواع الكتب النادرة.
  • كنت أجد الكثير مما أحب وأشتهي. كتب جبران خليل جبران في طبعات أولى، كتب طه حسين وعباس محمود العقاد وعبد القادر المازني وطبعا روايات كل من إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ ويوسف السباعي. كما كنت أجد فيها الروايات العالمية المترجمة والآتية من لبنان التي كانت تسحرني بشكل كبير. هكذا قرأت البؤساء للشاعر الفرنسي فكتور هوغو وهكذا قرأت “لوليتا” للكاتب الروسي –الأمريكي فلاديمير نابوكوف. كما قرأت أغلب روايات الكاتب الروسي فيودور دوستويفسكى. وقرأت الكثير الكثير من الكتب. لكن الكتاب الذي شدني بقوة إليه إلى حدود أنني تمنيت لو كنت كاتبه هو كتاب “ألف ليلة وليلة”. فهذا الكتاب السحري شغفني حبا، وتعلقت بحكاياته الغربية والعجيبة، بشكل كبير وقد قرأته في اللغة العربية وفي اللغة الفرنسية في ترجمات عديدة ومختلفة، بدءا من ترجمة أنطوان غالان وليس انتهاء بترجمة كل من جمال الدين بن الشيخ وأندري ميكيل.
  • في كتاباتي يحضر الإنسان بشكل عميق جدا. فنظرتي إلى الحياة هي نظرة ملأى بالمحبة في أسمى معانيها. أكتب عن الحب بشكل إنساني رفيع وهو حاضر في مختلف كتاباتي. الحب هو طريق الإنسانية وهو السبيل إلى نجاتها من براثن الحروب المدمرة. وقد سبق لي أن استشهدت في روايتي الأولى بقول للشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي، تمجد الحب وتدعو إليه وهي قولته الشهيرة: “أدين بدين من الحب أنى توجهت *ركائبه، فالحب ديني وإيماني”. من هنا تحضر المرأة في كتاباتي الشعرية منها أو القصصية . فأنا مدين للمرأة، كما يقول كاتبنا الجميل جبران خليل جبران، بكل نجاحاتي في الحياة وفي الثقافة أيضا.
  • لقد شجعتني أمي بعد وفاة أبي، وأنا في سن السابعة عشر من عمري على مواصلة تعليمي، بل إنها قامت بإرسالي لمتابعة دراساتي العليا في فرنسا، وذلك كما قالت لي، تحقيقا لرغبة كان يخبرها بها أبي في أن يجعلني أواصل الدراسة العليا هناك. كما أن زوجتي، وهنا مناسبة كي أشكرها كثيرا، قد وفرت لي في البيت كل الظروف المناسبة كي أحقق أمنيتي وأنال شهادة الدكتوراه. وطبعا لا أنسى أن العديد من الاحتفالات الثقافية بي وبمجمل إنجازاتي كان من ورائها نساء مثقفات. هن اللواتي حصرن على ذلك وهن اللواتي هيأن كل الظروف المناسبة، فألف شكر وشكر لهن.
  • علاقتي في الوسط الثقافي المغربي والمشرقي بالنساء المثقفات، علاقة طيبة جدا ملؤها تقدير متبادل. وطبعا فعلاقتي الأخرى بالمثقفين المغاربة منهم والمشارقة هي علاقة جيدة جدا، وقد سبق للعيد منهم أن كتبوا سواء على رواياتي أو دواويني أو كتبي النقدية. من هنا فالمحبة ضرورية أن تسود في عالم الثقافة بين الكتاب والكاتبات وبين بعضهم البعض.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات