بيروت ـــ إسماعيل فقيه :

فنانة مطربة من الطراز الرفيع والمميز واللافت. تعرف كيف ترسم أفق حضورها وصوتها في المساحة السمعية والبصرية . لا تحيد عن خط التفوق والإبداع ، وتجربتها الفنية الغنائية الغنية والثرية ترسم كل هذا التفوق المميز . صوتها الدافيء العذب ، نبرتها المدوية بهدوء صارخ ، إطلالتها الصافية الرصينة الرزينة ، براءة مشاعرها أثناء الغناء ، حضورها المسرحي على الخشبة ، والمساحة السمعية والبصرية في مدى حضورها ، كلها تشهد على خصوصية الفنانة التي عرفت كيف تحفظ جوهر الإبداع عن كثب وثقة وخبرة وعلم .

كارول سماحة، الحائزة على جائزة أفضل مغنية في الشرق الأوسط في حفل جوائز الموسيقى العالمية في موناكو لا مثيل لها في عالم الغناء العربي. وربما هي المطربة الخاصة في الغناء الخاص الذي يخص الإبداع وحده .
بدأت كارول سماحة مسيرتها الفنية في المسرح الدرامي في بيروت، ثم لعبت بعدها الأدوار الرئيسية في مسرحيات الفنان الراحل منصور الرحباني الموسيقية ، جنباً الى جنب مع أشهر الممثلين اللبنانين. وتُعتبر” زنوبيا ” من أشهر الأدوار التي أدّتها وذلك على مسرح مهرجانات بيبلوس وهي مسرحية موسيقية تاريخية كتبها الرحباني خصيصاً لها. كما مثّلت كارول سماحة في أكثر من خمسة مسلسلات. لكنها لم تتوقف عند هذا الحد وهذا الطموح ،فبعد بضع سنوات انطلقت منفردة كمغنية، ونجحت في تحقيق النجاح .وأصدرت عدة البومات ناجحة.
ويمكن القول أنها الفنانة الوحيدة التي تجمع بين الغناء والتمثيل والرقص الاستعراضي.

بعد حصولها على جائزة الموسيقى العالمية الرفيعة المستوى، حصلت كارول على تكريم لموهبتها تمثل بجائزة MEMA في مصر، لأفضل فيديو كليب لأغنيتها “وحشاني بلادي” ، وجائزة بياف ـــ مهرجان بيروت الدولي العالمي، عن مجمل أعمالها، وجائزة موريكس دور كأفضل فنانة وفنانة شاملة للعام والكثير من الجوائز وسواها .
شاركت سماحة في مهرجانات عالمية ووقفت على المسارح الأكثر أهمية في العالم مثل مسرح روزمونتا في شيكاغو ودار الأوبرا في ديترويت وكازينو لاس فيغاس وسيزار بالاس في كندا وقصر الاونيسكو في باريس، ناهيك عن أدائها المبهر في مهرجان موازين الدولي في المغرب ومهرجان قرطاجة الدولي في تونس. حصلت على فرصة العمر لتقديم حفل على مسرح كونين كلييك كونسرت باو في أمستردام الى جانب الأوركسترا السمفونية الهولندية . كما أدّت سماحة المعروفة بريادتها وتميّزها منذ بداياتها، دور البطولة في (السيدة) وهو عرض فريد من نوعه وغير مسبوق في العالم العربي. في 2013، كانت من ضمن حكّام “إكس فاكتور أرابيا” البرنامج المعروف عالمياً.
وتم تعيينها سفيرة النوايا الحسنة من قبل الشبكة الدولية للحقوق والتنمية .

تتحدث سماحة عن الفن وتقول : “الفن هو أساس الحياة . لا يمكن للحياة أن تستمر بما يشتهي الإنسان الا اذا كانت على تماس مباشر مع الفن . الفن هو عصب الحياة وهو المادة الضرورية لتغذية الروح ، والغناء هو جزء هام وأساس في مشروع الفن العام . وأنا أغني بدافع الحياة ، بدافع البحث عن أماكن الجمال في هذه الحياة ، والغناء هو اللغة الأبلغ في تفسير كل هذا النشاط الإنساني ــ الحياتي ـــ المرهف”.
أضافت قائلة : ” صوتي هو هويتي وحضوري، صوتي مساحة الوعي الذي أعبرها لأصل الى حيث يجب ، الى حيث المسافات المفتوحة على مسافات ، مسافات الفن والطرب التي توصل الإنسان الى أبعد حدود الامل والسعادة. وهبني الله هذا الصوت ، وقمت بتغذيته بثقافة علم وعيش وتجارب ، والحمدلله وصلت الى حيث يجب أن أصل ، ولكنني لا أعتبر نفسي وصلت الى الطموح الكامل الذي يتحرك في كياني وأفكاري ، فهناك الكثير من النشاط في داخلي ، ويستعد صوتي وحضوري الفني لممارسته على أكمل وجه وضرورة . أملي كبير في الحياة ، في الطرب والغناء والمسرح والتمثيل، وطالما طموحي الفني يشدني الى الأمل ، فلا بد أنني سأحقق ما أصبو اليه “.
كل الفنون في مدار الفنانة ، وهي في سعي دائم للبناء على أسس فنية غنائية متينة، لذلك تستعد دائما للجديد المتجدد .
تختم كارول سماحة بالقول : ” سأغني للحياة ، لإنتصار الحياة . غنائي اليوم ، كما في القبل وكما سيكون غداً وبعد أكثر، غناء ضد الخوف والموت المجاني والرعب ، غناء يحتفل بالحياة والأنسان ، ويطرد القلق والخراب من المكان والزمان “.

Tweet