الشكوك والضعف والسياسة عنوان الاقتصاد العالمي

08:21 مساءً السبت 15 ديسمبر 2012
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

اختار نائب رئيس بنك باركليز البريطاني ديفيد رايت ثلاث كلمات هي “الشكوك والضعف والسياسة” لوصف الاقتصاد العالمي في العام الجارى.

وقال رايت خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) “لقد واجه الاقتصاد العالمي في 2012 العديد من الرياح المعاكسة في ظل التطورات البطيئة والمخيبة للآمال بعض الشئ فى الاتحاد الاوروبي لحل أزمة الديون في بداية العام الجاري، ثم المنحدر المالي الأمريكي فى نهاية العام. وكانت حركة السوق متقلبة بشكل كبير أيضا”.

وقد أصبح الاقتصاد العالمي أضعف مما توقعه الاقتصاديون والمنظمات الدولية، مثل صندوق النقد الدولي في أواخر العام الماضي.

كما أن التعافي البطيء للاقتصاد العالمي لا يزال يواجه العديد من الشكوك بما في ذلك أزمة الديون الأوروبية الراهنة والمنحدر المالي الأمريكي الوشيك والتباطؤ الاقتصادي في الاقتصادات الصاعدة.

وقال رايت إنه بعيدا عن تلك الويلات الاقتصادية، عانى الاقتصاد العالمي أيضا من التدخلات السياسية التي أثبتت عدم كفاءتها في حل المشكلات التي تواجه العالم.

فقد فشلت جولات المفاوضات والقمم في منطقة اليورو في اعادة منطقة العملة الموحدة على الطريق السليم، في حين لا يزال الاعضاء الجنوبيون بالكتلة يناضلون لكي يقفوا على أقدامهم. وفي الولايات المتحدة، وفي ظل النزاعات السياسية التي قسمت الكونجرس، يلوح منحدر مالي بقيمة 600 مليار دولار، وهو ما يهدد باحتمال عودة الاقتصاد إلى الركود مرة أخرى.

وتشكل أزمة الديون الأوروبية المستمرة منذ ثلاث سنوات أكبر خطر على الاقتصاد العالمي، في الوقت الذي لا يلوح في الأفق أي حل لتلك الأزمة. وأضاف رايت أنه منذ أن ظهرت المشكلة متعمقة الجذور لليورو لم نجد آلية للخروج منها.

وتابع رايت أنه يتعين على دول منطقة اليورو للخروج من الأزمة الراهنة اتخاذ المزيد من الإجراءات الموحدة مثل تشكيل اتحادات مصرفية ومالية، مشيرة إلى أن الوضع صعب للغاية.

وأشار المصرفي البريطاني إلى أن “العملة الموحدة ستستمر ولكنها ستواجه صعوبات أكبر”.

وأشاد رايت، خلال حديثه عن الأداء الاقتصادي للصين، بسياسات الاقتصاد الكلي التي تتبعها الحكومة لتحقيق هبوط آمن.

وستحقق الصين، وفقا لتوقعات بنك باركليز، نموا في ناتجها المحلي الاجمالي بنسبة 7.6 في المائة العام الجاري.

وقال رايت انه مع ذلك لن تعود الصين لن تعود ابدا إلى مرحلة النمو برقم مزدوج الذي شهدته العقد الماضي. “فسيكون معدل النمو أبطأ يتراوح ما بين 7 إلى 8 في المائة هو المعدل الطبيعي الجديد للصين”.

وأضاف رايت، خلال حديثه عن خارطة الطريق التى وضعها المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني لمضاعفة الناتج المحلي الاجمالي ودخل الفرد بحلول عام 2020، إن الخطة ستؤثر على الاقتصاد العالمي بعدة طرق.

ففي المقام الاول ستكون الصين سوقا أكثر أهمية للمصنعين والتجار الاجانب وهى تعيد توازن اقتصادها ما بين الاستثمار والاستهلاك. وقد ينخفض معدل نمو الطلب الصيني على المعادن الاساسية في حين قد يتسارع الطلب على السلع المتعلقة بالاستهلاك.

وسيشهد ثاني اكبر اقتصاد في العالم، في ظل عمليات التحسين الصناعي التي تقوم بها الصين، أكبر دفعة للاستثمارات المتجهة للخارج .

واضاف “هذه ظاهرة طبيعية لكل الاقتصادات التي تشهد نموا”.

وشهد رايت، عندما كان سفيرا لبريطانيا في اليابان في التسعينات قبل انضمامه إلى بنك باركليز ازدهار الاستثمارات الخارجية لليابان. وقال “إن الشيء نفسه يحدث الآن في الصين وسينمو بوتيرة اكبر.”

واستطرد المصرفي البريطاني قائلا إن الصين حققت رقما قياسيا في الإنفاق على الاستحوازات الخارجية بلغ 57.2 مليار دولار امريكي العام الجاري، بما في ذلك آخر عملية شراء قامت بها الشركة الوطنية الصينية للنفط لشركة “نيكسين” الكندية لانتاج النفط والغاز بقيمة 15.1 مليار دولار، بحسب بيانات اصدرتها شركة ((ديالوجيك)).

واضاف رايت أن هذا الاتجاه المزدهر يوفر فرص كبيرة لباركليز، وهي شركة خدمات مصرفية وبنكية متعددة الجنيسيات تتخذ من لندن مقرا لها. واختتم حديثه قائلا “اذا اراد المصنعون والبنوك الصينية فتح مصانع او افرع لهم في المملكة الممتحدة فسنكون متحمسين للغاية لمساعدتهم في ذلك”. )

من بكين ـ شينخوا

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات