الفنانة المطربةعبير نعمة … الصوت الأوبرالي الحنون

عبير نعمه فنانة مطربة وباحثة في العلوم الموسيقية، ذاع صيتها في لبنان ، و كذلك في العالمين العربي والغربي. وكل ذلك الفضل يعود لموهبتها الفنية الغنائية الجاذبة والقادرة على أداء مختلف الأساليب والأنماط الغنائية العربية والغربية . فقد امتهنت الفن بعد تمرس بالموهبة والثقافة، وقدمت بعض موسيقى الشعوب ، وهو عبارة عن الغناء والتأليف الموسيقي. كما قامت بإعداد وتقديم برامج ثقافية ووثائقية .
أفلام وثائقية هي الأولى من نوعها في العالم حيث أدهشت المشاهدين في العالم بقدرتها على الغناء بعشرات
اللغات المختلفة، وبالتماهي والتفاعل مع ثقافات وتقاليد وأنماط وأساليب غناء كثيرة ، الأمر الذي يجعل منها رحالةً موسيقيةً ، تنشر الجمال والفن والموسيقى واسعاً ، وذلك بمهنية عالية ميزتها عن السائد حالياً في عالم الاغنية والموسيقى.

غنت الفنانة ، عبر العالم، بكل اللغات الحية، حيث برز حضور صوتها في المهرجانات العربية والعالمية.
وهي من دون أدنى شك، ربما كانت الفنانة العربية الوحيدة من المغنيات المميزات.
إن تعمقها في موسيقى الشعوب كما الموسيقى الشرقية العربية والآرامية وغيرها والمقدرة الصوتية التي تميز هذا الصوت، جعلها تنأى في خصوصية فنية، وتقول عبير: “امتهنت هذه الموهبة بالعلم والمعرفة. صحيح أن الموهبة هي الأساس، ولكنني جهدت كثيراً بالمعرفة وتحصنت بالعلم فزادت موهبتي وتألقت”.

تعتبر الفنانة عبير نعمه نفسها ، “رسولة للحوار الحضاري والثقافي والفني العابر للحدود”.
نالت عبير عدة جوائز وتقديرات كثيرة على مستويات محلية وعربية. وتقول : ” شاركت بالكثير الفني عربياً وعالمياً . فقد وقفت على منابر عالمية في كل أنحاء العالم، طوال سنوات وأبرزت ما لدي من موهبة فنية ، وكانت النتيجة ، هذا الحضور وهذا الجمهور الذي لا يغيب عني” .
مجازة بالعزف على آلة القانون وبالغناء الشرقي بدرجة ممتاز من جامعة الروح القدس في لبنان، فضلاً عن حيازتها البكالوريوس في العلوم الموسيقية.

قامت عبير نعمه بتسجيل ألبومات عدة منها ألبوم “عبير صلاتي” جمعت فيه أساليب متعددة للموسيقى المقدسة التقليدية، وترى في هذا الخيار الفني،”محاولة ناجحة في بناء الوعي الفني الموسيقي على مستوى واسع وكبير”.
كما قامت عبير بتلحين وغناء عمل متكامل من قصائد ابو الطيب المتنبي تحت عنوان “المتنبي مسافراً أبداً” من إنتاج (هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة)، رافقتها فيه الأوركسترا البلغارية الفيلهارمونية.
تتميز عبير نعمه بمعرفة موسوعية وبغناءٍ يصل إلى أعلى مراتب الإتقان ما دفع بالفنان اللبناني مارسيل خليفة إلى تأليف ألبومين خاصين بصوتها من قصائد أهم شعراء العالم العربي وعزف أوركسترا باريس الفيلهارمونية، أوركسترا براغ الفيلهارمونية، أوركسترا قطر الفيلهارمونية وغيرها. كما اختارتها هيئة أبو ظبي للثقافة والسياحة ومؤسسة “جائزة الشيخ زايد للكتاب” لتلحين موسيقى الجائزة.
حلت عبير نعمه ضيفة على أغلب شاشات العالم العربي واهتمت بموهبتها وسائل الإعلام ومنظمو المهرجانات الدولية ووزارات الثقافة والفنون.

أدت عبير أعمالاً مسرحية وغنائية على مسارح عالمية ووطنية ، وتذكر منها: “على سبيل المثال لا الحصر:
• حفلات موسيقية ومهرجانات في جميع أنحاء العالم مثل القارة الأفريقية، والقارة الأميركية كجامعة هارفارد في بوسطن، والقارة الآسيوية مثل جودبور وناغور في الهند ضمن المهرجان الصوفي العالمي إحياءً للثقافة الصوفية في باريس، مهرجان ايفورا في البرتغال، حفلاً غنائياً كبيراً Les Orientales • مهرجانات عديدة في أوروبا كمهرجان في العاصمة الفرنسية في حرم بلدية باريس، كما قدمت حفلاً ضخماً في النروج مع الأوركسترا Hotel de Ville في في كاتدرائية القديس ستيفانوس في بودابست، في بازيليك القديس يوسف مع باقة من ،KSO الفيلهارمونية الموسيقيين من إيران والهند وفرنسا ورومانيا برعاية سفارة لبنان، في دار أوبرا ليلى جنسر في إسطنبول…
• مهرجانات عدة في المغرب والمشرق العربي كما في لبنان مثل مهرجانات الأرز الدولية وإفتتاح مهرجانات بيت الدين الدولية، مهرجانات قرطاج، الجم و بيزرت في تونس، إفتتاح مهرجانات فاس للموسيقى الروحية على مسرح باب الماكينة في المغرب حيث لعبت الدور الرئيسي غناءً وتمثيلاً وتأليفاً موسيقياً للعمل المسرحي الغنائي “منطق الطير” للحلاج تحت رعاية الملك محمد السادس، في الدوحة، قطر مع الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية على مسرح قطارة كما كانت اطلالات عديدة في دولة الامارات العربية المتحدة فغنيت للمتنبي من ألحاني في إفتتاح معرض أبو ظبي الدولي للكتاب”.
برزت عبير في التمثيل المسرحي فلعبت أدوراً بطولية في أعمال مسرحية وطنية وإقليمية مع الياس الرحباني وأنطوان جبارة وإيفان كركلا. كما أطلت عبير كضيفة دائمة في برنامج ألف ليلة وليلة التلفزيوني على القناة التركية الوطنية ،مع الأوركسترا التركية..

تسعى الفنانة الى تحقيق المزيد من الغناء والموسيقى، “كي تستمر السعادة في قلوب الناس والحياة. فالموسيقى والغناء ، والفن بشكل عام هو حالة حياة صافية، وربما هو الحياة الأهم التي نحياها. والغناء بالنسبة لي هو الحضور الكلي للذات على مسرح الحياة. وحين أغني أجد نفسي في مساحة العيش الكريم، وكذلك ارى نفسي بين كائنات الحياة التي تقوم بواجبها الذي ينعش ويجوهر أصل المعنى الذي تنطلق منه الحياة نفسها. الغناء والموسيقى هما لحن الوجود، وفي كل مرحلة حياة يأتي الإنسان لينشد ويلحن ويغرف من بحر الجمال، وأنا بدوري اليوم، وغداً انشاالله، سأغرف وألحن وأغني وأنشد وأكتب كل ما يجيش في الذات الإنسانية، الذات التي تولد في المحبة وتتجه الى أعلى الحياة. سأغني وأعزف وألحن، ولن أتوانى عن تركيز هدفي الفني، الهادف الى بناء هرم الجمال، وهيكل الأمان، وأمان اللحظات، فالغناء كما الموسيقى، مرآة الحياة، يمكننا ان نرى كل شيء في إطارها، مهما بلغت المسافة واتسعت”.