شاعرتا “المَلَائِكَة” العِرَاقِيَّتَانِ (1)

09:27 مساءً الجمعة 5 مارس 2021
د. إيمان بقاعي

د. إيمان بقاعي

روائية لبنانية، أستاذة جامعية متخصصة في الأدب العربي وأدب الأطفال والناشئة، وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

سلمى بنت عبد الرَّزاق المَلائِكَة الملقبة بِـ(أم نزار المَلائِكَة: 1909- 1953 )

تطوّرت حياةُ العَرَب قوميًّا وأدبيًّا في القرن التَّاسع عشر بعد أن عانوا ما عانوه من الحكم العثماني. أرادوا التَّحرُّر، فتطلعوا إلى المستقبلِ الرَّماديّ، لا يعرفون إن كانوا سيصلون إلى اللَّون الأبيض أم يتقهقرون إلى الأسود القاتم.

بعد تركيا والغرب، وقف العَرَب حائرين، لكن مفكريهم قادوا ثوراتٍ بالقلم ترسم الطَّريق نحو الحُرِّيَّة والاستقلال!

والحركة القومية، مشت معها حركة النِّساءِ، فـ”لم تكن مصادفة- في حساب الواقع وتقدير التَّاريخ- أن ظهرت التّيمورية، واليازجيَّة، وزينب فواز، مع البارودي، والأفغاني، ومحمد عبده، ورفاعة الطَّهطاوي، وغيرهم من روَّاد اليقظة الفكرية والقومية في مرحلة البعث. كما لم تكن مصادفة قط، أن ظهرت مَيْ زيادة، وماري العجمية، وباحثة البادية([1])، ثم رباب، و(أم نزار المَلائِكَة)[2]، مع الكاظمي، والزّهاوي، والرّصافي، وجبران، وشوقي، وحافظ، ومطران، وإسماعيل صبري، ومع قاسم أمين، ولطفي السّيد، ومصطفى كامل والمنفلوطي وكرد علي… وبقية الجيل الذي عبَّأ قواه لثروة التَّحرير، واتَّجه فوج منه إلى أسوار الحريم التّركي يدكُّها بمعاول اليقظة”([3]).

خلعت تركيا رداء الدِّين الذي قادت به الشُّعوب، ولبست القبّعة.

كانت تركيا مقدسة، وكانت تحمل الصّولجان في يدها مختالة. لكن “خالدَ التّرك”([4]) المنتصر في بلاد البلقان، غيّره النَّصْر، فما عاد “الفتى التّركي”([5]) الذي لولاه تشتّت العَرَب والمسلمون.

حين أسوار الظّلم تُدَكُّ، تأخذ في دربها أسوار الحريم أيضًا.

الثَّوْرَة لا تتجزأ، لا تعرف خُطُوطًا حمراء، ولا أسوارًا، ولا بواباتٍ موصَدة.

الأقلام تدكّ الأسوار:

تنبّهوا واستفيقوا أيّها العَرَبُ         فقد طمَى الخَطبُ حتّى غاصَتِ الرُّكَبُ

صرخة (إبراهيم اليازجي) ترافقت والصّرخات الثَّوريّة:

كُفّوا البُكاءَ على الطّلولِ الهُمَّدِ            ليسَ القضاءُ على البلادِ بمعتدي

صرخة (أنيس المقدسي) الملأى بالألم عام 1910 على إثر إعلان الدّستور العثماني عام 1908 وما تسبب فيه هذا الإعلان من حيرة وتشتّت لدى العَرَب.

مَنْ يدكُّ الأسوار سوى الأقلام التي تبقى وإن كُسِرت؟

أعدم (جمال باشا) جماعةً من المناضلين العَرَب في مستهلِّ الحرب العالمية الأولى، فصرخ الزّهاوي:

على كلِّ عُودٍ صاحبٌ وخليلُ             وفي كلٍّ بيتٍ رنّةٌ وعَويلُ

ولكن البكاء لا يجدي؛ فالحلُّ نهضة جديدة:

مضى ما مضى، لا عادَ، واليومَ فاستمعْ          إلى لهجةِ التَّاريخ كيف يقولُ

أن نكتب التَّاريخ على أسسٍ جديدةٍ؛ يعني أن نستفيد من تجاربِنا.

لا ينفع البكاءُ!

نهض الزّهاوي يدك أسوار الظُّلم التّركي وأسوار الحريم التّركي، “وكان في دعوته متسرعًا من دعاة الطّفرة، ثائِرًا من دُعاة الانقلاب”([6]).

ومن العراق صرخ هازًّا مضاجع النّائماتِ (أسفري):

أسْفري فالحجابُ يا ابنة فهر              هو داءٌ في الاجتماعِ وَخِيمُ

كلُّ شيءٍ إلى التَّجدُّد ماضٍ          فلماذا يقر هذا القديمُ

انزعيهِ ومزقيهِ فقد أنكرَه            العصرُ ناهِضًا، والحلُومُ

أسفري فالسُّفور للنّاسِ صبحٌ              زاهرٌ والحجابُ ليلٌ بهيمُ

وارجمي كلَّ مَن يلومك فيه         إنَّ شيطانَ اللَّائمينَ رحيمُ

لا يقي عفةَ الفتاةِ حجابٌ بل            يقيها تثقيفُها والعلومُ

هكذا نادى الزّهاوي: المَرْأَة حجابها العِلْم، والمَرْأَة حجابها الثَّقَافَة، نادى (حافظ إبراهيم):

الأمُّ مدرسةٌ إذا أعدَدْتَها            أعدَدْتَ شعْبًا طيِّبَ الأعراقِ

الأمُّ روضٌ إنْ تعهَّدَهُ الحَيا             بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ

       الأُمُّ أُسْتَاذ الأَساتِذَةِ الأُلى               شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ

والإعدادُ لا يكون في المظهر؛ بل يكون إعدادًا من الدَّاخل يعطي الثِّقَة للمرأة والعِلْم لتعرف كيف تستخدم حريّتها كما يجب.

في العراقِ، كانت (أم نزار المَلائِكَة)- الشَّاعِرة العراقية- تقرأ وتسمع وتتابع أصوات الأقلام، فتنفعل من الدّعوات الثَّوريّة بدمِ الثُوَّارْ، وتحسُّ شيْئًا ما يعتمل في داخلها.

أحبّت هؤلاء الذين يدكّون الأسوار.

أحبَّتْ صوت الزّهاوي، وتفاعلَت معه. وحين ماتَ سنة 1936، انفجرَ شِعرُها رثاءً لحامل قضيتِها وبناتِ جيلِها:

أجهشَ الشِّعرُ باكيًا ينعاكا        حين داعي الموتِ الزُّؤام دعاكا

وبكاكَ الشَّعبُ العراقيُّ حُزْنًا       مذ رأى منكَ خاليًا مغناكَ

يا مُعيدًا للشَّرقِ مجدًا تليدًا          كاد يُنسى ادّكاره لولاكا

مَن لليلى؟ وكنتَ ناصرَ ليلى       ما عهدناكَ ناسيًا ليلاكا

كنْتَ حتى الجماد توحي إليه              حين تشدو، الشّعورَ والإدراكا

كانت (أم نزار المَلائِكَة) ابنة وقت مُتَفَجِّر، فكانت ابنة الأفغاني (1838 – 1897) وأفكاره التَّجدُّدية، وابنة محمد عبده (1849 – 1905)، ورفاعَة الطَّهطاوي (1216- 1290 ه- 1801- 1873 م) الذي دعا إلى علمِ المَرْأَة وعملِها أيضًا؛ “فإن فراغ أيديهن عن العمل يشغل ألسنتهن بالأباطيل وقلوبهن بالأهواء وافتعال الأفاعيلِ. فالعملُ يصونُ المَرْأَة عما لا يليق، ويقرّبها من الفضيلة”([7])، وكانت أرسلَتْه الحكومَةُ المصرية إمامًا للصَّلاة والوَعْظ مع بعثةِ الشُّبانِ إلى أوروبة لتلقِّي العُلومِ الحديثة، فدرسَ الفرنسيَّة، وثقف الجغرافية والتَّاريخ. ولما عادَ إلى مصر ولي رئاسةَ التّرجمة في االمَدْرَسَة الطّبية، وأنشأَ جريدة (الوقائع المصرية) وألف وترجم عن الفرنسية كتبًا كثيرة [الزَّركلي: الأعلام، 3/ 29].  وهو صاحبُ كتاب (المُرشِد الأمين للبنات والبنين). وقد  عجَّل بظهورِ هذا الأدبِ من خلالِ عملِه في حقلِ التَّرجَمَة إلى اللُّغَة العَرَبِيّة، وإشرافه على صحيفةِ (رَوضَة المَدَارس) الَّتي صدرَت عام 1870 وكانت توزَّع مجانًا على طلَّابِ المدارِس. كذلك من خلالِ ترجمَتِه من الإنكليزيَّة قصصًا بعنوانِ: (حِكايات الأَطْفَال)، فكان عملُه أولَ عنايةٍ شبه رسميَّةٍ بأدبِ الأَطْفَالِ والنَّاشِئةِ من مسؤولٍ عن التَّعليمِ في مِصْر اسْتطاعَ إدخالَ قراءةِ القصص في المنهاج المَدْرَسيِّ[8].

وكانت ابنةَ قاسم أمين (1865 – 1908) المتحمّس للمرأة وتحريرها، ومحمد عبده وحديثه عن المساواة بين الرَّجُل والمَرْأَة في الإِسْلام، وكان يدعو المَرْأَة إلى العِلْم، فالدِّين الإِسْلامي دعا إلى تعلم المَرْأَة وفهمها: إنّنا نجد في هدى نبينا ما ينبغي أن نقتدي به حين قال في شأن عائشة: “خذوا نصفَ دينِكم عن هذه الحُمَيْراء”، وعائشة امرأة لم تؤيَّد بوحي ولا بمعجزة، وإنما سمِعَت فوعَت، وعلمت فتعلّمَت ([9]).

أسْفري فالحجابُ يا ابنةَ فهر              هو داءٌ في الاجتماعِ وَخِيمُ

قال الزّهاوي، وأكد قاسم أمين: “المَرْأَة التي تحافظ على شرفها وهي مُطْلَقة غير محجوبة لها من الفضل أضعاف ما لزميلتها؛ لأن عفّتها اختياريَّة، أما تلك؛ فصفتها قهرية“. [نفسه: ص149].

  ثورة الرّصافي في “النِّسَائِيّات”، وثورة حافظ إبراهيم، وثورة محمد رشيد رضا، ثورة؛ بل ثورات!

ليس الصِّراع بين الحِجاب “الغطاء” وعدمه؛ بل الصِّراع بين الجَهْل والعِلْم، بين البطالة والعمل، فالدَّعوة إلى تعليم المَرْأَة وتثقيفها وعملها؛ إذ “من المُحال أن نأمل في نهضة علميّة وشاملة ما لم تكن الأمَّهات قادراتٍ على تهيئة جيل جديد للنَّجاح”([10]).

كانت (أم نزار المَلائِكَة) ابنةَ وقت مُتَفَجِّر.

فتحَت عينيها، وراقبَت ما يحدث.

سمعَت ووعَتْ.

مسحَت دموع الشِّعر الذي “أجهش” لموت الزّهاوي الثَّائر، وحملت قلَمها تنفِّذ الحُرِّيَّة التي شرحَها كل المفكرين: الحُرِّيَّة المبنية على العِلْم والثَّقَافَة والمشاركة في أحلام الوَطَن وهمومه!

انطلقت (أم نزار المَلائِكَة) تغنّي الحُرِّيَّة، وتناضل بقلمِها مكملة طريق الثَّوْرَة.

هزّتها قضية فِلَسْطين، فكتبَتْ:

ردّدي نفحةَ العلا والخلودِ                 في ديارِ الإسْراءِ أرضِ الجدودِ

ردّدي للبقاءِ لحنَ الأماني                  أنتِ أَوْلى الشَّادينَ بالتَّغريدِ

رجِّعي نغمةً لقد طالما سِرْ                     نا على وقعِها لفتحٍ جديدِ

وقّعيها وانثري أجملَ الزُّهور على ترا               بِ فِلَسْطين موضع التَّوحيدِ

وافخري إذ بنوكِ تواصوا                   أن يضنوا بعزِّكِ المعهودِ

أقسموا لا ترى فِلَسْطين ذلًّا               أو تكون الأشلاءُ ملءَ البيدِ

يا رسولَ الهُدى أجِرْ قدسَك الـ            سامي وأنقذْ مسراك من تهديدِ

فلكم في ديارِ مسراكَ بؤسٌ         وشهيد يروحُ إثر شهيدِ

خرقت حرمة البراقِ وريعت         بجيوشٍ من كل عاتٍ مريدِ

استحالَت أرضُ السَّلامِ ميا        دينَ حروبٍ بين الهدى واليهودِ

إن تعطَ المَرْأَة الحُرِّيَّة، تعرف كيف تشارك!

مَنْ يدكُّ الأسوار سوى الأقلام التي تبقى وإن كسرَتْ؟

حين تدكُّ أسوار الحريمِ، نسمع صوت المَرْأَة قويًّا هادرًا مشاركًا.

مَنْ قال إن وراء الأسوار لا يوجد إلا أقلام الكحل وزجاجات العطر والأجساد الغضّة المنتظرة رجالًا ذوي عضلات مفتولة يصارعون خارج الأسوار ويرتاحون في ممالك النِّساء؟

حين تُدَكّ أسوارُ الحريم، نسمع صوت المَرْأَة قويًّا، هادرًا، مشاركًا.

زجاجات العطر حين تنفجر، نشمُّ منها رائحة البارود.

أقلام الكحل تصبح أقلامًا تُشهر في وجوه الظَّلَمة.

(أم نزار المَلائِكَة) غنَّت الحُرِّيَّة، وناضلت كما الرِّجال. هزّتها فِلَسْطين،فلم ترثِها كما شاء رجالُ تدوين التُّراث أن يصوروا لنا المَرْأَة؛ بل دعت إلى النِّضالِ، إلى العزّ:

حادثٌ فيه للعروبة ذلٌّ                    بعد عزٍّ قد طاولَ الأحقابا

أفترضى اللُّيوثُ أن يطأ الغا        بَ عدوٌّ فيستبيح الغابا

لا، وحق الأوطان لن يسكنوها            عنوةً إنَّ سعْيَهم قد خابا

لن ينالوا من أرضنا قيدَ شبرٍ        أو تذوق العَرَب الحِمامَ شرابا

لن يرضى اللُّيوث، ولا اللّبؤات ترضى.

هل يسمع اللُّيوث صوت المَرْأَة؟

هل يشمّون رائحة البارود المنبعثة من وراء أسوار الحريم؟

كتبت صفية بنت ثعلبة الشّيبانيّة (الحُجَيْجَة) تهيّج قومَها ضد كسرى الذي أراد “الحرقة”، هند بنت النّعمان[11]، زوجة فرفضت، فقُتِلَ والدها، والتجأت إلى (الحُجَيْجَة) تحمل خيبة أملِها بالعربِ، فلبَّتِ الأخيرةُ:

إني حُجَيْجَة وائلٍ وبوائلٍ                  ينجو الطَّريدُ بشطبةٍ وحصانِ([12])

امرأةٌ تجير امرأةً.

ويندفع الفرسانُ، وينتصرون على كسرى. وتردّ هند بنت النّعمان الكَلِمَة بالكَلِمَة،

فتشكر اللَّاجئةُ الملجئةَ باعتزاز وفخر:

المجدُ والشّرقُ الجسيمُ الأرفعُ         لصفيّة في قومِها يُتَوَقَّعُ

ذاتِ الحجابِ لغيرِ يوم كريهةٍ              ولدى الهياج يُحَلُّ عنها البُرقعُ([13])

امرأةٌ تجيرُ امرأةً!

هل يسمع اللُّيوث صوت المَرْأَة حين تخرج من وراء سور الحريم وتحلّ البرقع لتقف في وجه الأعداء؟

لن ينالوا من أرضنا قيدَ شبرٍ        أو تذوق العَرَب الحِمامَ شرابا

حلّت (أم نزار المَلائِكَة) برقعَها- كما (الحُجَيْجَة)– لدى الهيجاءِ. لكن أحفاد المنتصرين فقدوا أحصنَتَهم، وجلسوا يتغنون بالماضي التَّليد، وينفضون عنه الغبارَ المتراكم، ويلمِّعون صورته، ويعيشون حالةَ الكُنْتِيَّة([14]).

تنبَّهوا واستفيقوا أيها العَرَبُ         فقد طمَى الخطْبُ حتى غاصَتِ الرُّكَبُ

مَنْ يسمع الصَّوتَ الهادرَ؟

مَنْ يشمُّ رائحةَ البارودِ منبعثةً من زجاجاتِ عطْر الحريم؟

حملت (أم نزار المَلائِكَة) قلمَها تناضل.

حلّت برقعَها ونزلت إلى ساحة الهيجاءِ تحث على الإمساك بالعزِّ الهارب وإعادته إلى موقعه العَرَبيّ.

“مما لا شك فيه أن أم نزار كانت في طليعة مَنْ دعا إلى تحرير المَرْأَة في العراق، حتى لَتُعدَّ رائدة لهذه الدّعوة في البلد الشَّقيق، وقد سبقتها دعوات في مصر نادى بها قاسم أمين. أما في العراق فلم تسبقها، فيما أعلم، شاعرة أخرى”([15]).

خلا مغنى الزّهاوي؛ فانفجرت (أم نزار المَلائِكَة) كتابةً.

هي ابنةُ وقتٍ مُتَفَجِّر.

هي ابنةُ كل الثَّائرين بالفكر.

هي أيضًا ابنة آباء وأجداد عرفوا الأَدَب وكتبوه وأورثوها إياها عن طريق الدَّم الجاري في عروقها.

هل الأَدَب وارثة؟

هل الشِّعْر وراثة؟

هل مورِّثاتُ الشّعر والأَدَب تنتقل من الآباء إلى الأبناء كما ينتقل لون العينين والشّعر والبشرة والطّباع؟

لماذا يسبق الأبناءُ الآباءَ أحيانًا؟

إنّه قانون “التَّعَدّي” أو “التَّجاوُز”([16]) الوراثي.

الشِّعْر “الكامن” داخل “أم نزار المَلائِكَة” انعكس أو ارتدَّ أو ظهر؛ فظهر معه الوعي الكامنُ بالذَّات، وظهرت معه المَرْأَة الشَّاعِرة الحرة.

هل الوعي بالذَّات([17]) وراثة أيضًا؟

فلنسأل أصحاب الهندسة الوراثية  الغارقين في أسرار الوراثة، وعلاقة البيئة والثَّقَافَة والتّشجيع أو الإرغام والقهر بانبثاقِ هذا الوعي.

كانت ثَقَافَة (أم نزار المَلائِكَة) ثَقَافَة عربية خالصة استمدتها من قراءاتها في الأَدَب القديم والشِّعر الحديث، إذ لم تكن تعرف من اللُّغات غير العَرَبيّة، إِضَافَة إلى معرفة محدودة باللُّغَة الفارسية التي لم يكن لها شيء من التَّأْثير في طبيعتِها أو في توجيه شاعريتِها.

وإلى جانب هذا الولوع بالأَدَب بعامة، وفن الشِّعر بخاصة، كان استعدادها ومواهبها الأَدَبية التي طُبعت عليها وورثتها عن أسلافها من الآباء والأجداد، ثم بيئة العراق التي تمجد فن الشّعر في حواضرها وبواطنها.

ويمكن أن يضاف إلى هذه العوامل الخاصة والعامة عامل كبير، ذلك هو قرينها وابن عمّها “الأُسْتَاذ (صَادِق المَلائِكَة)، الشَّاعِر الأديب الذي كان يشجعها ويأخذ بيدها حتى صلب عودُها واشتد ساعدُها في فن القَرِيض، كما كان يشجع أبناءه وبناتِه، حتى أصبحت أسرةُ (صَادِق المَلائِكَة) أسرةَ الشِّعْرِ والأَدَب.

وكثيرًا ما كان (أبو نزار) يباهي بهذه الأُسْرَة الشَّاعِرة ويتحف بآثارها زوارَه وأصدقاءه”([18]).

وتؤكّد– (نازِك المَلائِكَة)– الشَّاعِرة التي يفصِل بينها وبين أمِّها خمسَ عشرةَ سنة فقط([19]) دورَ الأبِ المشجَّع:

“وقد سعد أبي سعادة عظيمة بهذا التَّفجُّر المفاجِئ، وراح يتلو القَصِيدَة على كل زائر يزورنا، وما كان أكثر زوارنا في تلك الأيام العذبة الجميلة! ثم دفع بالقَصِيدَة إلى مجلة كانت تصدر في تلك الأيام هي مجلة (الصّبح) فنشرتها في عددها الصَّادر يوم 11/4/1936م.

ومنذ هذا التَّاريخ انطلقَت أمِّي تنظِم الشِّعر في حماسة وحرارة؛ فلا نراها في فراغ قط، إلا وفي يديها قلم وورقة وهي تَكْتُب بانهماك، وكنّا حولها إذْ ذاك سبعة أولاد أنا الكبرى بينهم، وعمري ثلاثَ عشرةَ سنة”([20]).

لا شكَّ أن لوراثةِ الشّعر والأدبِ تأثيرٌ، ولكنه أيضًا تشجيعٌ، ودفعٌ إلى التَّفجير.

والدُ (نازِك المَلائِكَة) أديبٌ وشاعرٌ شجَّع زوجَه إذ راح يتلو قصيدتَها على زواره، تملؤه غبطةُ ولادةِ شاعرةٍ في بيتِهِ، فاحتفى بها، وهنّأَ نفسَه إذ هنَّأها، فإذا بـ (أم نزار المَلائِكَة) تحملُ أوراقَها بين صغارِها السَّبعة وتَكْتُب بشغَفٍ بلا خوفٍ، بلا قيدٍ، بلا عُقَدٍ بالتَّقصير، تَكْتُب تحت الشَّمْس مشارِكَة في قضايا الوَطَن.

عرف (صَادِق المَلائِكَة) أهمية مَنْح الرِّضا للآخر، كما عَرَفَ أهمية منح الحب للآخر، فارتاح وأراحَ، وأبدعَ وترك غيرَهُ يبدع.

هل الشّعرُ والأدبُ وراثة؟

لا يكفي أن يظهرَ الكائنُ الكامِنُ فينا؛ بل أن يكبُر بحرية ويصبح كائنًا يراه الجميع.

مَنْ قال إنَّ المبدِع يرثُ مورّثات إبداعاتِهِ من آبائِهِ وذوي قرابتِهِ ممّن تقدَّموه في السِّنِ  والفَضْلِ؟

إنَّه يرثُ الإبداعَ أيضًا من نصفِهِ الآخر، مِن صديقٍ، من مُعَلِّمٍ، مِن شريكٍ قادرٍ على قراءةِ أعماقه بإعجابٍ، فينطلق قائدًا عربةَ الرِّضا ببراعةٍ!

(صَادِق المَلائِكَة) كان الأُسْتَاذ الذَّكي والزَّوج الأذكى. ربّت كتف زوجِه، فقلّدها وسامَ الشِّعرِ، فصارت التّلميذة أُسْتَاذةً لطفلتِها.

بين (نازِك المَلائِكَة) وأمِّها خمس عشرة سنة، ورثت عنها وعن والدِها معًا  مورثات الشِّعر، تمامًا كما ورثَتْ أمُّها عن زوجِها- بحُكم قانونِ العِشرَةِ- أسلوبَ الأُسْتَاذ المُشْرف، فصارَت مثلَه أُسْتَاذة تعرف قيمة الرِّضا وكيف تقدِّمه على طبِقٍ من فضةٍ لمن تقرأ في دمِهِ من أولادِها شعرًا؛ فكل وعاءٍ ينضَحُ بما فيه، ومَنْ يُعطَ بسخاءٍ، يعطِ بسخاءٍ.

“كنت أحبُّ الشِّعر وأنظِمُه كلما استطعتُ”.

هكذا قالَت (نازِك المَلائِكَة) تلميذةُ أمِّها.

“ولذلك رحْتُ أتابع قَصَائِد والدتي، وأنظُر إليها في إكبارٍ وإعجابٍ، ورحتُ أعرِض عليها منظوماتي، فتبذُل لي التَّوجيهَ والنّقْدَ، وترعاني بالمحبة والتَّشجيعِ” ([21]).

أُغْنِيَة المَهْد أم قَصِيدَة المهد؟

الأمَّهات هنَّ أولُ الشُّعَراء.

إنهنَّ يرمين بذور الشِّعْر في نفوس أبنائِهن وبناتِهن، ومن هذه البُذور تنمو فيما بعد الأزهار وتتفتح.

أُغْنِيَة المَهد أم قَصِيدَة المهد؟

“يا لَه من إيمان! لا توجد أمٌّ واحدة لا تجيد الغناء! كان والدي يقول: ولا توجد أمّ ليست في قرارة نفسها شاعرة”([22]).

ماذا نرِثُ وماذا نورِّث؟

عرف (صَادِق المَلائِكَة) أهمية مَنح الرِّضا للآخر، زرع حبًّا، وحصد حبًّا.

أن نتعامل مع الأُمُور ببساطة، تلك فلسفة لا يقدر على تطبيقها إلّا الأذكياء.

تخلَّص (صَادِق المَلائِكَة) من (سكاكين وملائكة)([23])، فتخلَّص من “انتكاسة”([24]) في بيته كانت ستقودها شاعرتان: الزَّوجَة، والابنة.

كان أكثر حكمةً من امرئِ القَيْس[25]  ومن نَسْرَن النَّارتي[26]؛ إذ احتفظ بالزَّوجَة والأمِّ والخصبِ والإبداعِ.

ابتسم (صَادِق المَلائِكَة) بحب سخي للزَّوجة الشَّاعِرة؛ بل احتفى بها كعادة العَرَب قَدِيمًا حين يولد عندَهم شاعر.

وما درى أنّه بفلسفة الرِّضا قد وُلِدَ عنده شاعرتان.

يُقالُ: الإبرةُ نفسُها تخيط ثوبَ العُرسِ والكَفَن[27].

والإنسان نفسُه قادر على السَّيْر تحت الشَّمْس رافعًا رأسه أو الاخْتِبَاء في عفن الظَّلام!

الموت دافعًا…

مات الزّهاوي فانفجرت (أم نزار المَلائِكَة) شعرًا، وماتت (أم نزار المَلائِكَة)، فانفجرت (نازك المَلائِكَة) حزنًا.

موت المَثَل،

أم موت الأُسْتَاذ؟

مات الزّهاوي، الأُسْتَاذ، فسارَتِ التّلميذة (أم نزار المَلائِكَة) على نهجِهِ بنشاط.

وماتت (أم نزار المَلائِكَة)، الأُسْتَاذة، فسارَتْ (نازك المَلائِكَة) التّلميذة على نهجِها بنشاط أيضًا.

بينهما خمسة عشر عامًا وإرثُ شعرٍ وكلماتٍ ومواقف.

مُنِحتِ الأمُّ الرِّضا والحُرِّيَّة،

فمنحتهما للابنة المعجبة بأُسْتَاذتها، لكن غير المنصَهِرة فيها.

“وكانت أمي تمثّل المَدْرَسَة القديمة في شعرِها؛ لأنّها كانت تعجب بجميل بثينة وكُثيِّر عزّة والمتنبّي والعباس بن أحنف والبهاء زهير، في حين كنْتُ أنا أعجب ببدوي الجبل ومحمود حسن إسماعيل وعمر أبي ربشة وعلي محمود طه، وأمجد الطّرابلسي وسواهم”([28]).

كانَتْ، وكنتُ…

إنّه تأكيدُ الاختلاف بين الأم الشَّاعِرة والابنة الشَّاعِرة.

إنّه تأكيد الاستقلال عن الأُسْتَاذ.

إنّه تأكيد على انطلاقٍ مختلف.

إنّه تأكيد على اللَّامجاراة.

تعتز الابنة بالإرث الأَدَبي؛ لكنّها تحمل عبئه أيضًا.

والمُجَارَاة حسب (كنلر Kneller) “تكف السِّمات المطلوبة للإبداع. والميل للمجاراة يرتبط من النَّاحِيَة العَقْلِية بانخفاض الذَّكاء (عن الحد الضَّروري للإبداع) والمرونة العَقْلِية وطلاقة الأفكار وحب الاستطلاع. وترتبط- من النَّاحِيَة الوِجْدانية- بالميل إلى قمع المشاعر، وانخفاض الثِّقَة بالنَّفْس وقلة الإيمان بالأفكار الخاصَّة، والاعتماد على أفكار الجماعة. وترتبط من النَّاحِيَة الاتِّجاهية بالميل إلى الامتثال في الآراء والتَّسَلُّطية؛ أي: الإيمان بالأفكار لمجرد أنّها أتت من سلطة أعلى. ومن الواضح أنَّ كل هذه الخصائص المميّزة للمجاراة لا تكون مطلوبةً للإبداع لما فيه من حاجة إلى المرونة وتحدّي ومجازفة.أما البديل عن المُجَارَاة لدى المبدعين، فهو استقلال التَّفْكِير والحكم”([29]).

كانَتْ وكنتُ…

تأكيد الاختلاف وتأكيد الاستقلال.

تعتز الابنة بالإرث ولكنه يرهقها، فتسعى إلى صناعَةِ تاريخٍ يبدأُ من الصّفرِ، تَمَامًا ككل صاحب إبداع…

تجاوزت (أم نزار المَلائِكَة) إرث أسلافها، فما كان من (نازك المَلائِكَة) إلّا أن تجاوزت أيضًا إرث أقرب المقربين إليها وسارت شوطًا بعيدًا.

بينهما خمسة عشر عامًا وإرثُ شعرٍ وكلماتٍ ومواقف.

بقلم: د. إيمان بقاعي

5\3\2021



[1])) ملك حفني ناصف (1886- 1918) وهي شاعرة ثائرة ومجاهدة. انظر: محمد سيد بركة العربي، ت2، 1992م، العدد 408، السنة الخامسة والثلاثون، ص169 ـ 171.

[2]سلمى بنت عبد الرَّزاق الملائكة الملقبة بِـ(أم نزار الملائكة: 1909-(1953 : شاعرة عراقية، وهي أم الشَّاعِرة (نازك الملائكة)، وشقيقة الشَّاعِر المحامي عبد الصَّاحب الملائكة، وزوجها الشَّاعِر صادق الملائكة. وقد عُرِف أنَّ زوجَها وأبناءها كلهم شعراء. ولدت في  بغدادَ، وعاصرت كبارَ شعراءِ العراقِ، وقد ساعدتها البيئة التي عاشتها على التَّردد إلى حلقات النّدوات الأدبية لتنهل منها، ولم تقل الشّعر إلا حين توفي الشَّاعِر جميل صدقي الزّهاوي، فنظمت أولَ قصيدةٍ  فيه وكان عمرها سبعًا وعشرين عامًا، وتميز شعرها بروح الوطنية القومية، وخاصة القضية الفلسطينية. وقد تُوفيت في لندن عام 1953م.

[3])) بنت الشّاطئ، ص42.

[4])) إشارة إلى مطلع قصيدة  (أحمد شوقي) البائيَّة التي أنشدها احتفاءً بانتصار الأتراك في البلقان:

الله أكبر كم في الفتحِ من عَجَبِ\يا خالدَ التُّركِ جدِّدْ خالِدَ العَرَبِ

[5])) القصيدة عينها، وهنا يعني (مصطفى كمال أتاتورك).

[6])) د. ماهر حسن فهمي: قاسم أمين، أعلام العرب 20، وزارة الثَّقَافَة والإرشاد القومي، ص176.

[7])) حسين فوزي النّجار: رفاعة الطَّهطاوي رائد فكر وإمام نهضة، الدار المصري للتَّأْليفِ والتَّرْجَمَة، سلسلة الأعلام العرب 53، ص148، وهي دعوة حملها رفاعة قبل أن ينادي بها «قاسم أمين» بنيف وثلاثين عاماً وقد توفي الطَّهطاوي 27 مايو (1883) وقد عاش حوالي 75 سنة.

[8] إيمان بقاعي: معجم أدب الأطفال والنّاشئة.

[9])) ماهر حسن فهمي: قاسم أمين، أعلام العرب 20، وزارة الثَّقَافَة والإرشاد القومي– المؤسسة المصرية العامة للتَّأْليفِ والتَّرْجَمَة والطِّبَاعة والنَّشْر، ص140.

[10])) قاسم أمين، نفسه ص149.

[11] – هي هند بنت النّعمان بن المنذر بن امرئ القيس بن النّعمان بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن غنم بن نمارة بن لخم، اسمها الحرقة ، وهند هو لقبها الأميريّ. وهي امرأة بارعة الجمال، فائقة الحسن، راجحة العقل، أميرة قومها، وهي أيضًا شاعرة فصيحة بليغة، أبوها هو ملك اللّخميين، وأمها هي مارية الكِنْديَّة. نشأت الحُرَقة في قصر أبيها النّعمان بن المنذر ملك مملكة الحيرة، في رَغَدٍ من العَيش، تتقلّب في نعيم المُلك، حتى جاء اليوم الذي انقلبت فيه حياتها وحياة أبيها رأسًا على عَقِب، حينما طلبها (كِسْرى أبرويزا) ملك بلاد فارس للزَّواج، فرفض النّعمان بن المنذر تزويجها من أعجميّ، مما أغضب كسرى وعزم على الانتقام منه لإهانته إياه.

[12])) شاعرات العرب، تحقيق: بديع صقر، ص189.

[13])) نفسه.

[14])) نسبة إلى كنتُ؛ أي: العيش في الماضي.

[15])) بدوي طبانة: أدب المرأة العراقية في القرن العشرين. بيروت، دار الثَّقَافَة، ط2، 1974.

[16])) وسبب التَّجاوُز – أو التَّعَدّي – يعود إلى التوزيع الخلطي للجينات خلال عملية تكوين الجاميطات، مما يؤدي أَحيانًا إلى تجمع الجينات المساهمة من كلا الأبوين مع بعض في البويضة المخصبة، مما يؤدي إلى إنتاج صفة متفوقة كالطول الفارع ولون العين الغامق. وقد يحدث العكس، فتظهر صفته ذات قيمة أقل ؛كقصر القامة ولون العين الفاتح. [محمد الرَّبيعي: الوراثة والإنسان (أساسيات الوراثة البشرية والطبية) عالم المعرفة، 100، الكويت، نيسان 1986م، ص89، 90].

[17])) ناهدة البقصمي: الهندسة الوراثية والأخلاق، عالم المعرفة 174، من ص125 إلى ص130.

[18])) د. بدوي طبانة، أدب المرأة العراقية في القرن العشرين.

[19])) فقد ولدت أم نزار، سلمى الكاظمية عام 1908م وولدت ابنتها نازك عام 1923م في بغداد.

[20])) د. بدوي طبانة، أدب المرأة العراقية في القرن العشرين.

[21])) د. بدوي طبانة – نفسه.

[22])) رسول حمزاتوف: داغستان بلدي، ص394، وص391.

[23])) سوزان بيزنت: (سكاكين وملائكة)، أدب المرأة في أمريكا اللاتينية. كتاب فيه تنقيب عن كاتبات منسيات ومهْمَلات. أو إعادة اكتشاف الميراث الثَّقَافِيّ لنساء أمريكا اللاتينية والاعتزاز بهذا الأدب، عرضه: أحمد خضر. [انظر: العربي، العدد: 420، نوفمبر 1993م].

[24])) سوزاد فالودي: انتكاسة الحرب غير المعلنة ضد النِّساء الأمريكيات، عرضه د. محمود الذوادي أستاذ علم الاجتماع بجامعة تونس، العربي شوال 1414هـ. إبريل- نيسان 1994م.

[25] – إشارة إلى الحادثة الشَّهيرة التي طلبَ فيها وضيفَهُ (عَلْقَمَةَ) من زوجِهِ (أم جندب) أن تحكمَ بين شعريهما، فإذا بها تفضّل (عَلْقَمَةَ) شاعِرًا على زوجِها امرئ القَيْس وتحكم للضَّيف بفضل الشَّاعِرية على المضيف. ويفاجأُ الزَّوج، ويسأل زوجَه عن أسبابِ تفضيلها لشعر عَلْقَمَة؛ فتقول: “فرس ابن عبدة أجودُ من فرسِك. إنَّك زجرتَ وحرَّكْتَ ساقيْك، وضربْتَ بسوطك؛ (أما هو)، فأدرك فرسَه ثانيًا من عنانه، ولم يضربْه به بسوط ولم يتعبه”! ولن نخوض، ههنا، فيما حصل بعد ذلك من اتِّهام (امرئ القَيْس) زوجه (أم جُنْدَب) بأنها هَوَتْ ضيفَه الشَّاعِر، فطلاقه إيّاها ثم زواجها من (عَلْقَمَةَ) فيما بعدُ.

[26] – أحد الخارجين من قمقم أساطير نارت الشَّرْكسِيّة (نَسْرَنْ بين صوقال) الذي يرفض أن يعتبر (ستناي) أمًّا للنَّارتيين ويرفض الانْصياع لأوامرها: “إذا كنّا رجالًا، يجب أن يكون لنا زعيم، رجل نطيع أوامره”، فجمعت (ستناي) أمتعتها ورحلت، ورحل معها الخصب، ونضبَتِ الينابيع.

[27] رسول حمزاتوف: داغستان بلدي.

[28])) في قضايا الشّعر العربي المعاصر، دراسات وشهادات، المنظمة العربية للتربية والثَّقَافَة والعلوم، تونس 1988م، أعد الكتاب للنَّشْر ريتا عوض، ص253، 254.

[29])) د. عبد الستار إبراهيم، آفاق جديدة في دراسة الإبداع، الناشر: وكالة المطبوعات 27 شارع فهد السالم، الكويت، سلسلة عالم النفس للحياة.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات