حين تفشل الأحزاب السياسية ينادي قادتها بإقامة الدولة الدينية

10:59 صباحًا الأحد 16 ديسمبر 2012
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

هل يناسبُ هذا العصر أن تدعو بعض الأحزاب السياسية إلى إقامة دولة دينية؟

النماذج الموجودة لدينا لا تجعل الأمر متسقا مع الطبيعة البشرية، بل ونراه مناقضا للجغرافيا والتاريخ. وسنذكر مثالا الخلافة الإسلامية، التي انتمت إلى زمان كان يمكن أن تؤسَّس فيه الحدودُ السياسية بين الممالك على أساس القوة، فالجيوش الأقوى تتسع رقعتها الجغرافية على حساب جيرانها بدعوى نشر (الدين)، هكذا تم غزو بقاع آسيوية لنشر الإسلام، ثم كرَّت على دور الإسلام جيوشُ أمم أخرى لنشر المسيحية.

لكننا نعيش اليوم وفق دساتير لحقوق الإنسان، ومعاهدات دولية، وعلاقات إنسانية عالمية، إذا أردنا أن نخرج على شرائعها فعلينا أن نختار كوكبًا آخر. فالدول الدينية اليوم لا تمثل دليلا يُحتذى، فهي إما دول ديكورية مثل (الفاتيكان) المسيحية، أو كيانات منعزلة مثل (مملكة بوتان) البوذية، أو قوام عنصري مثل (دولة الاحتلال الاسرائيلي) اليهودية، أو هياكل ديكتاتورية مثل (إيران) الإسلامية. باختصار شديد، حين لا تسمح الدولة بالتعددية الديمقراطية والصوت الآخر، وحماية الأقليات، فهذا يعني أنها دولة فاشلة.

العصر تناسبه أدوات ليس من بينها أن تخيِّر الإنسان بين أن يبحث بمشقة عن عيشه وحريته وإنسانيته، أو أن يقف عند طاعة وكلاء عن خالقه. إن علاقة الإنسان بربه يجب أن تظل محكومة بالثواب والعقاب والحساب في الآخرة، وألا يحاسب المرء في دنياه إلا على ما اقترفت يداه تجاه مجتمعه، وعلينا أن نستفتي القلب، قبل أن نستفتي صناديق الاقتراع التي ربما تكون محكومة بآليات التزوير في عصر تقل فيه الشفافية وينمو به الجهل.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات