باسم يوسف: خان .. يخون .. إخوان

04:36 مساءً الأحد 16 ديسمبر 2012
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

لا تمرُّ ليلة السبت على خير، على الأقل بالنسبة لأصحاب العبارات البذيئة الذين يصطادهم (باسم يوسف) في (البرنامج) فينغص عليهم ليلهم وإجازتهم، إذ يجمعها لهم، من حيث لا يحتسبون، ليجعل شلة من الجماهير تضحك على الهواء ويتردد صدى الضحك في بيوت الملايين ممن تابعوا الحلقات الأربعة في الموسم الثاني من (البرنامج) حتى تلك الحلقة التي تكاتف زملاء المهنة وجيران القناة لكي يمنعوها، فشاهدها ضعف العدد على شاشات اليوتيوب، في بعض أجهزة الاستقبال الرقمية الجديدة، يمكنك أن تتجول في (يوتيوب)، فتحضر ما بها إلى شاشة التلفزيون، وأعتقد أن مئات الآلاف فعلوا مثلي ليتابعوا نجمًا أحبوه منذ ولد على شاشة اليوتيوب نفسها قبل نحو العامين.

على تويتر يبدي باسم يوسف دهشته من وصف عرضه بالبذاءة، وهو لا يفعل سوى أن يعيد على الجمهور تسجيلات لمقولات بذيئة، وخارجة، يشارك بها شيوخ، كان آخرهم مدير إذاعة القرآن الكريم!

لا شك أن باسم يوسف اليوم على القائمة الأكثر سوادًا، لقد تجنبه زملاؤه بعد أن أدركوا قوة التيار الذي يمثله، إنه إوزة الذهب في قناته الحالية، وسيكون كذلك حين يبدأ العام القادم برنامجه الجديد على شاشة أوربت شو تايم، أمريكا بالعربي.

لا يهم منشأ البرنامج، بشكله المسرحي، فقد أضاف إليه باسم من روحه الكثير، تلك الروح المرحة للمصريين التي قتلتها القتامة والكآبة اليومية للحال التي وصلت له مصر تحت عباءة إخوان المرشد ومرسي. إنه مونودراما أسبوعية حية، تخرج من مسرح سينما راديو إلى العالم.

فضح باسم يوسف الإخوان، الذين عادوا ليضربوا المجتمع، فعاد هو لينتقم للمجتمع منهم. يريد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أن ينتقموا من شعب كان خارج الزنازين، وقت أن دخلوها، بتحويل مصر إلى زنزانة كبيرة، وتأتي الجرعة التي يقدمها باسم مناسبة لفضح تلك الممارسات أمام الشاشة وفي كل بيت. سيشاهده الليبراليون ليصفقوا له،  ويشاهده المتأسلمون ليكيلوا التهم الجاهزة. من يخبرهم أن المجتمع المصري لم يكن سببا في دخولهم المعتقلات، ولم يعشش رغد السلطة، بل عانى، مثلما عانى الإخوان لاختيارهم اللجوء إلى جماعة يحتمون بها، ضد المجتمع، باسم الدين. وهكذا عانى الإخوان من (مباحث أمن الدولة)، فطلعوا من جحورهم ومخابئهم ليضعوا معارضيهم ـ وهم كثر ـ تحت عين (مباحث أمن الدعوة)، وكأنهم هم الاسلام، ذلك المنطق الرخيص لشراء الأصوات الانتخابية.

 

أصبح ظهور باسم يوسف في (البرنامج) أكثر خطرا من تغريدات البرادعي، ومؤتمرات صباحي، وتعليقات الأسواني، ومفاجآت إبراهيم عيسى، وتحليلات قنديل. ولكنه لا يناقضهم، لأنه أصبح منهم خاصة بعد أن قرأ قصيدت: خان، يخون، إخوان!

 تخرج باسم يوسف في كلية الطب  عام 1998 وحصل على رخصة مزاولة المهنة بالولايات المتحدة 2005 وزمالة كلية الجراحين البريطانية عام 2006، قبل أن يبدأ تقديم باسم شو بالإنترنت بعد ثورة 25 يناير  ( بدأ عرضه على موقع يوتيوب يوم 8 مارس 2011(  تم عرض أكثر من 108 حلقه من البرنامج على قناة أون تي في شهر رمضان (موسم أغسطس 2011). وبعد أن بدأ (البرنامج) على سي بيس ي الشهر الماضي واجهته موجة غضب عارمة من مقدمى برامج قناة “سى بى سى” الفضائية عقب إذاعة اولى حلقاته التي تناولت تناولت بالسخرية السياسية زملاءه عماد الدين أديب، ولميس الحديدى، وخيرى رمضان، وعبد الرحمن يوسف، ومجدى الجلاد، ودينا عبد الرحمن، وعمرو حمزاوى.

  

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات