الممثلة السي فرنيني … الذاكرة الفاتنة المستمرة

09:40 صباحًا الإثنين 19 أبريل 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

عرفناها في طفولتنا ، وعرفها ابناء جيلي بالأبيض والاسود، أطلت في «مذكرات ممرضة» لتنطلق بعده في بطولات مطلقة، وتثبت أن الموهبة التي حملتها الى الشاشة الصغيرة قادرة على أن تتحدى كل الأدوار والشخصيات. الممثلة إلسي فرنيني الذاكرة الفاتنة التي تعرف اليها الجمهور كمذيعة في بداية السبعينيات  و«منيرة» الراقصة وصاحبة الحانة والداعمة للثوار ضد الاحتلال العثماني في «وأشرقت الشمس». لكن بين المحطتين تاريخ وذكريات أضافا الى سجلها مخزوناً من الثقافة والحكمة نادراً ما يلتقيان عند مطلق اي فنان معاصر.

رسالة بيروت – إسماعيل فقيه


تقول السي انها انتقلت من مذيعة في تلفزيون لبنان إلى ممثلة في «مذكرات ممرضة» بعدما اكتشفت إدارة تلفزيون لبنان موهبتها في المسرحيات المدرسية التي كانت تصوَر لصالح برامج خاصة بالأطفال، “عرضت علي فكرة المشاركة في مسلسلات محلية. لكن الأهل رفضوا. فكان البديل في الإقتراح الذي تقدمت به الإدارة من جديد للعمل كمذيعة، وبدأت التدريبات على يد إختصاصيين. وذات يوم عرض علي المخرج نقولا أبو سمح التمثيل في مسلسل «مذكرات ممرضة» وكانت المفاجأة بعدم وجود اعتراض من جهة الأهل الذين اكتشفوا بدورهم مستوى الدراما وابتعادها عن المواضيع المبتذلة والجريئة جداً. وهكذا انطلقت في مجال التمثيل”.
الدراما اللبنانية كانت تحتوي على افكار ومشاهد لا تخلو من الجرأة وفقاً لمعايير تلك الأيام. وتقول فرنيني :
“الجرأة  كانت على مستوى النقد الإجتماعي لكن من دون ظهور مشاهد تخدش الحياء. وأساساً كانت هناك لائحة بالممنوعات لأن الأعمال كانت تعرض على شاشات العالم العربي”.
نجوميتك حلقت منذ إطلالتك التلفزيونية الأولى وأسند إليك دور البطولة المطلقة منذ ظهورك الأول ووقوفك امام كبار الممثلين؟
صحيح علماً بأنني لم أدخل معهد الفنون. لكن إدارة التلفزيون كانت واثقة من قدراتي التمثيلية فأسندت إلي البطولة المطلقة في «مذكرات ممرضة». ولا ننسى حكم الجمهور الذي يحثك إما على إكمال المشوار أو التراجع.
في دراما «وأشرقت الشمس» تؤدين دور «منيرة» الراقصة وصاحبة الحانة والداعمة للثوار، أي تحد اتخذته للعب دور مماثل؟


صحيح الدور جديد ومميز ويحتاج إلى الجرأة لكنني قررت أن أخوضها.
وسيكتشف المشاهد أن وراء هذه المرأة التي كانت تعمل كراقصة وصاحبة حانة مأساة عاشتها وكلفتها الكثير، مما يدفعها إلى التعاطف مع الناس ومساندة المقاومين ضد الإحتلال العثماني. وهذان البعدان، الإنساني والوطني، كانا الأساس في موافقتها على لعب هذا الدور، علماً بأنه لا يتوافق وشخصيتها، “ولا أصلح حتى لتأدية دور الراقصة وصاحبة الحانة في المطلق”.
تعترف السي “أنا ناقدة درجة أولى لأعمالي. لكنني أتكل على الجمهور الذي يحكم بتجرد وموضوعية وعلى الإعلام النظيف”.
ما هي الخطوط الحمراء التي تفرضينها على نفسك كممثلة؟


منذ بداياتي أرفض أي دور يتضمن مشاهد تخدش الحياء. فانا تربيت على مبادىء وقناعات. وأعتبر أن المشاهد الحميمة تخص المعنيين بها فقط. أضف إلى ذلك انني متمسكة بحضارتنا وتقاليدنا، وأعتبر أن انفتاحنا الأعمى على الغرب أوصلنا إلى ما نحن عليه من فوضى إجتماعية وأخلاقية وعدم وجود قناعة وسعادة لدى الجيل الجديد.
وعن تجربتها الاولى تقول: التجربة الأولى خضتها في مسلسل «عصر الحريم». ولا أنكر أنني لم أتقبلها في البداية. لكنني اكتشفت لاحقاً أهمية أن يتحول الدور إلى بطولة مطلقة، فاقتنعت بالفكرة وبالرؤيا الجديدة ككل.
هل تؤمنين بأن الدراما اللبنانية وصلت إلى حيث يجب أن تكون؟
هناك الكثير من العوائق التي لا تزال تعترضها وتتمثل في ضعف الإنتاج. أما على مستوى الكتّاب والإخراج والممثلين فلا ينقصنا شيء. لكنني أحلم باليوم الذي نصنع فيه أعمالاً هادفة فتكون القصة بمثابة رسالة  سلام. لكن مطلق أي سلام لن يتحقق إذا لم يتم القضاء على الجهل والفقر. فهما السلاحان اللذان يستعملهما أصحاب النوايا السيئة لاختراق العقول وحثها على خوض ثورات مجنونة تخدم أهدافهم. في النهاية لا يمكننا أن نعيش في عالم مجنون والمؤسف ان الشر معد في حين أن فعل الخير لا.

One Response to الممثلة السي فرنيني … الذاكرة الفاتنة المستمرة

  1. محمد درويش الاعلامي الشاعر رد

    19 أبريل, 2021 at 11:34 ص

    الحوار مع الفانة الكبيرة السيدة السي فرنيني حوار تاريخي يؤرخ للفن الجميل في الزمن الذهبي الاجمل بقلم الشاعر الكبير اسماعيل فقيه ان كل ما في لبنان جميل ومع السي فرنيني تستعيد الشاشة الفضية وهجها وابداعاتها لتكون الاجمل
    موفق جدا ما كتبه الشاعر المتجدد اسماعيل فقيه وما قالته الفانة الرائعة السي فرنيني انه يستحق البقاء لعمر طويل في ذاكرة الفن الممتاز ولا يهرم او يشيخ …

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات