غاب سيزار نمور وترك منحوتاته ولوحاته تبرق في ايامنا . خسر لبنان كبيرا من مبدعيه الأوائل .
سيزار نمور مؤسس ومدير متحف الفن الحديث والمعاصر – مقام، في عاليتا/جبيل. صناعي متقاعد ومطور بلدة عاليتا ومؤرخ الفن التشكيلي في لبنان. حاصل على بكالوريوس إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في بيروت وماجستير إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في واشنطن العاصمة. كان عضوًا في لجنة مركز الفنون في الجامعة الأميركية في بيروت ومحاضرًا في تذوق الفن وتاريخ الفن في لبنان. نشرت له دار الفنون الجميلة خمسة وعشرين كتاباً عن الفن في لبنان.

شارك في عام 1972 في تأسيس غاليري كونتاكت آرت في بيروت ، وغاليري لي سيمايس في زوق مصبح عام 1987 ، وفن وثقافة في زوق مصبح عام 1993 ، وجمعية الفن المعاصر عام 1997 ، والجمعية اللبنانية للنقاد التشكيليين عام 1998. وقد نظم العديد من الأنشطة الثقافية في مسقط رأسه الرابية. أسس مهرجان الكتاب الفني في عام 2009 ، ومكتبة ريكتوفيرسو في شارع مونو في بيروت كمكتبة مرجعية عن الفن اللبناني في عام 2010 ، وسوق الكتاب الشهري مقابل المكتبة عام 2013 وأسس متحف الفن الحديث والمعاصر في عاليتا عام ٢٠١٣.
للراحل بصمات واضحة وجهود جبارة بذلها في خدمة الفن، وإرث كبير تركه للفن اللبناني… وهو الصديق والداعم الدائم لجمعية الفنانين ومنذ عقود أثمرت تعاوناً في العديد من النشاطات الفنية، كان آخرها معرض فن الكولاج الذي كان مقرراً إقامته في العام 2020، وتم تأجيله بسبب جائحة كورونا، شارك في معظم لجان التحكيم في نشاطات الجمعية، وحاضر في الفن التشكيلي مرات عدة على منابرها، كما شارك في الجوائز التي قدمتها الجمعية من خلال منح جائزة متحف مقام أكثر من مرة.

رحيله خسارة انسانية ثقافية وفنية لا تعوض،
نمور ناقدٌ ومؤرّخٌ للفنّ التشكيلي، نقرأ في سجلّه مدى تعلّقِه بالفنون التي كانت مدخلاً لمشروعه الفكري لأكثر من نصف قرن، ما شكّلَ بصمةً في الساحة الثقافية، وهو مَن قام بتشخيص الحالات النحتية بنجاحاتها وإخفاقاتها وأزماتها، فباتت كتاباته ونقده وأعماله هي الحياة التي عاشها. له 25 كتاباً عن الفنّ التشكيلي اللبناني، باكورتُها اثنان باللغة العربية؛ الأوّلُ مجموع مقالاته عن النحت في لبنان والمعارض في باريس، والثاني عن الرسم أمام اللوحة، وقد استكمله بمقالات النحت في لبنان… إنّه سيزار نمّور الذي أنشأ متحف «مقام» المعرضَ الدائم للفنّ المعاصر، وهو يمثّل «بانوراما النحت في لبنان» .

Tweet