سد الخراب الحبشي: صباحكم عيد سعيد .. مازال (وكلاء) أحفاد “أبرهة الأشرم” ينعقون جهلا أو عمالة لإحباط الأمة المصرية ترويجا لأكاذيب الأحباش حول إتمام الملء الثاني للسد الأثيوبي..؛ متناسين أن أثيوبيا قد أعلنت أنها ستملأ في المرحلة الثانية 13 مليار متر مكعب من مياه النيل بعد تعلية الممر الأوسط للسد؛ فيما لم تملأ بالفعل سوى 3 مليارات من الأمتار المكعبة و لم تستطع إنجاز تعلية الممر الأوسط.. و قامت بإخلاء المعدات المستخدمة إضطرارا من فوق الممر الأوسط قبل أن تداهمها مياه الفيضان ..

ولم يتساءل أحدهم للحظة إن كانت تلك الأحداث من قبيل المصادفة أم أن تلك الأحداث إرتبطت بها وقائع أخرى سابقة و موازية و لاحقة ذات دلالة يمكننا أن نسوق بعضها للقارئ تاركين له الحكم على مجريات الأحداث.. و منها على سبيل المثال لا الحصر .. نشر بعض الجهات المصرية لصور إنشاءات و توربينين من داخل السد؛ و الهجوم المضاد الكاسح للتيجراي و هزيمة 7 فرق من الجيش الأثيوبي المكون من 12 فرقة؛ و اسر سبعة أو تسعة الاف جندي أثيوبي في مشهد مهين؛ ثم إنتفاض جبهة قومية “الأورومو” و طرد عشيرة “آبي أحمد” المتهم بجرائم حرب؛ و لاحت بوضوح أفاق الحرب الأهلية بين القوميات داخل بلد أنهكه الفقر و الأوبئة و المجاعات فضلا عن كونه بلد حبيس بلا موانئ؟

على صعيد اخر البلاد و الأفراد الذين تواطئوا و تعاونوا و تأمروا مع أثيوبيا سرا و علانية .. سارعوا إلى التنصل من تلك العلاقة بصورة ملفتة و على رأسها الدول المعادية لمصر قبل الدول الصديقة ..؛ فبعد ذكر بعض وسائل الإعلام عن دعم تركيا لأثيوبيا بعدد من الطائرات المسيرة و أسلحة أخرى إعتمادا على مصادر أثيوبية ..؛ سارعت تركيا لنفي تلك الأنباء مؤكدة أنها ليست طرفا في هذا الصراع و لا علاقة لها به على الرغم من أنها أقرب في التصنيف إلى الدول المعادية لمصر؛

و تكرر نفس الأمر بعد صدور بيان رسمي من السفارة (الإسرائيلية) في القاهرة ثم تصريحات من عاصمة ذلك الكيان بأنهم لا علاقة لهم بهذا الصراع على عكس ما يروج و أن لديهم من الماء ما يكفيهم؛ تزامنا مع تلك الأحداث تفرج بريطانيا  عن وثائق قديمة تؤكد تآمر أثيوبيا معهم ضد مصر فيما يخص مياه النيل .. محذرة أثيوبيا من خطورة اللعب بتلك الورقة.

 وفي تطور هام ولافت يزور وزير الخارجية الصيني مصر بصحبة وفد رفيع المستوى لتوضيح موقف الصين من الأحداث و أنها ليست طرفا داعما لأثيوبيا في أي قضية و أن علاقتها مع أثيوبيا هي علاقة إقتصادية محضة .. و كيف لا و للصين مصالح ضخمة مع مصر على كافة الصعد و تعلم جيدا أنها الدولة المحورية إفريقيا و عربيا و شرق أوسطيا؛ ناهيك عن تصريحات الإتحاد الأوروبي و وزراء خارجية النمسا و لوكسمبورج و دوائر فرنسية ..حول لعب أثيوبيا بالنار مع مصر في قضية مياه النيل .. الأمر الذي يهدد إفريقيا عامة و منطقة القرن الأفريقي خاصة بعدم إستقرار سيكون له إنعكاس على الإستقرار الدولي

 وكانت التصريحات الأمريكية في ذات السياق و إن بدت أقل حدة ..؛ لكن الجهلاء و بعض الصغار و (الوكلاء) أو بالأحرى العملاء يصرون على نشر الإحباط .. فيما يستشهد السذج و ضعاف العقول برأي ( الخدامة الحبشية) في الموضوع.

Tweet