نصٌ تنويري

01:55 مساءً السبت 24 يوليو 2021
نجوى الزهار

نجوى الزهار

كاتبة من الأردن، ناشطة في العمل التطوعي

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

من المعلوم أن القرابين اعتبِرَت من الطقوس والرموز في العلاقة بين المعبود والعابد.ومعلوم لدى المشتغلين في مجال علم معرفة الاجتماع الديني أن هذه القرابين تُمثل شكلاً من أشكال العهود والمواثيق بين المعبود والعابد . وقد تخطت الإنسانية منذ آلاف السنين تقديم القرابين البشرية، واستعاضت عنها بالقرابين الحيوانية.

والإسلام كدين. جاء بنسق القرابين الحيوانية، هدياً لبيت الله الحرام ، وكفارة، وفدية ، بغية التقرب إلى الله تعالى.  لكنه في نفس السياق أكدَّ أن هذه القرابين ماهي إلا رامزةٌ تقوى، والله تعالى غنيٌ عنها، غير محتاجٍ إليها، وفي ذلك نطق القرآن بقوله:” لن ينال اللهَ لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ” .

ففي هذه الآية البديعة إشارةٌ إلى أن القربين الحيوانية غير مقصودة بالذات، وإنما هي مقصودة بالاعتبار، والاعتبار فيها تقوى الله سبحانه وتعالى.ومن هنا ذهب عديدٌ من الفقهاء إلى جواز استبدال قرابين الدم بقرابين الصدقة.

وكان أول من فتح هذا الباب الاجتهادية الصحابي الجليل عبد الله بن عباس.ملاحظًا أن التقوى أحق في إغناء الفقراء عن المسألة في يوم العيد. وهو يوم فرحٍ وسرورٍ وابتهالٍ واختيال بدلاً من إراقة دماءٍ لا ينالها الله تعالى، ولا هو محتاج إليها.وفي هذا المذهب اهتمام خاص بإغناء الإنسان، وإعفافه حفظًا لكرامته ولا يخفى ما فيه من روعةٍ وحداثوية ورؤوية متقدمة.

لذلك علينا جميعاً أن نكون منفتحين في سياقات الفقه المعاصر .  ملاحظين أن الإنسان هو الأصل وأن كرامته هي الأصل وأن تحقيق سعادته ورفاهية عيشه هي الأصل، ولا تثريب على فقيه أو مثقف أو مفكِّر أن يدعو إلى استبدال قربان الدم بقرابين الصدقة .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات