ناخبون.. ومنتخبون

08:31 صباحًا الأربعاء 19 ديسمبر 2012
محمد سيف الرحبي

محمد سيف الرحبي

كاتب وصحفي من سلطنة عُمان، يكتب القصة والرواية، له مقال يومي في جريدة الشبيبة العمانية بعنوان (تشاؤل*، مسئول شئون دول مجلس التعاون في (آسيا إن) العربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

 تكتب عمان اليوم مشهدا جديدا في سياق الاعتياد على مفهوم الديموقراطية الذاهب إلى صناديق الانتخابات.. واختيار مجالس بلدية تحقق نوعا من الشراكة بين المواطن والمجتمع قبل أن يكون شراكة بين المواطن والحكومة، على اعتبار أن ذلك الأمر مناط بمجلس الشورى، وتجربته في ذلك أوسع، وأنضج.

المواطن مدعو اليوم لممارسة حق من حقوقه (التشاركية) لتطوير مجتمعه، ونقله من تقليدية (تمس الفكر.. وهي الأهم) إلى آخرى أكثر اتساعا وانفتاحا على معطيات العصر، حيث الانتقال جار نحو حياة مختلفة عن المألوف مهما بدونا مرتبطين بالعادات والتقاليد إذ نخرجهما كورقة (صالحة لكل زمان ومكان) حينما نريدهما، ونحتاجهما.

لم يعد المجتمع أرضية صالحة تماما (كما كان في الزمن السابق.. وكما سيكون أكثر في الزمن اللاحق) لممارسة تقاليد القبيلة والسير وراء شيخها (الجليل) يجرّ بشته مرتديا خنجره يتنقل من سبلة إلى سبلة يصافح وينافح ويصالح.

نحن في زمن عصري لا يفترض أن نلبسه أرديتنا القديمة، مهما أغرتنا برائحة الماضي، واستكان البعض للعيش في جلبابه كونه مرجعا آمنا (لأنه انقضى) ولا يرعب مثل المستقبل (المجهول) الحائرون في استقباله، نغمض عينا كي لا نراه، ونفتحهما على الأمس لنستدعيه بطلا رغم أنه من ورق.. لأنه يسكن أوراقنا القديمة.

اختياراتنا للغد لها علاقة باختيار الأشخاص الذين نريد منهم أن يشاركوا في بناء هذا الغد..

سخر بعضنا من أفكار جاء بها (مترشحون) وهزأ آخرون من مستويات (متقدمين لطلب يد العضوية) ورأوا أنهم لا يصلحون أبدا.. وطالبوا الحكومة أن تبعدهم، مع أن الصراخ سيعلو لو أن الحكومة حذفت اسما أو منعت أحد..

الديموقراطية الجديدة (على افتراض أن هناك واحدة قديمة) تقول أن المواطنين متساوون جميعا في الحقوق والواجبات، من حق (كل) أحد الترشح، للشورى أو للمجالس البلدية، الفقير كما هو شأن الغني، والأمي بجوار المتعلم، فربما تسلح الأمي بخبرته في الحياة ونشاطه الذي يريد أن يعوض به ما نقصه من معرفة، كما هي حماسة الفقير.

إنما مسئوليتنا كبيرة أمام صندوق الانتخابات، نختار الأنسب حتى ترتقي المجالس بالكفاءات التي فيها.. حيث أننا نتحمل لاحقا وجود ما يصفه البعض استحقارا بـ(كسير وعوير) مع التحفظ على إطلاق هذه الصفتين (الإسمين) على أي إنسان!

هل نذهب إلى صناديق الانتخابات لنضع اسم الشخص (المناسب) أو القريب (الصديق أو ابن القبيلة) أو ذلك الذي أخذ بطاقتنا الشخصية وحجز صوتنا قبل أن يأتينا منافس آخر، حيث أدمنا سمعنا عبارات من نوع (لو فلان باغي منّا كان جانا) .. أو (خلاص.. فلان سبقك).

نتمنى أن تسبقنا وطنيتنا حين نختار الأشخاص المناسبين لتطوير مجتمعنا (ولايتنا) بأفكار تدفع حياتنا للأفضل والأجمل، فمقابل عملية البناء التي تقوم بها الحكومة (حسب خطط وأولويات) يمكننا فعل الكثير لمجتمعنا المحلي من خلال سواعدنا.. المنطلقة وفق فكر وطاقات متوافرة والحمد لله، وتأمل في من يمنحها الفرصة لتعطي.. وقد حانت الفرصة، فهل نختار الأنسب.. أو وفق المحسوبيات!

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات