طفلة سورية في مخيم للاجئين على الحدود السورية التركية(أ.ب)

دمشق ـ (شينخوا): سيطر الجيش الحر بشكل كامل أمس(الثلاثاء)،على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق وسط حركة نزوح كثيفة ومتواصلة للأهالي من المخيم، الذي تجددت الاشتباكات على أطرافه بحسب مسؤول في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة ونشطاء.

وجاءت سيطرة الجيش الحر على المخيم بعد اشتباكات عنيفة مع لجان شعبية فلسطينية تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة.

وقال أنور رجا المسؤول الاعلامي في الجبهة ان “الجيش الحر بات يسيطر بالكامل على مخيم اليرموك، بعد أيام من الاشتباكات”.

وأضاف رجا ، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق أن “المخيم شهد خلال ساعات الصباح الباكر اشتباكات خفيفة ومتقطعة بالأسلحة الرشاشة بين عناصر من اللجان الشعبية لاتزال في بعض أحياء المخيم وعناصر من الجيش الحر الذي بات يسيطر على المخيم مع استمرار حركة نزوح الأهالي وسط مصاعب في الخروج من المنطقة”.

وتابع المسؤول الاعلامي قائلا إن ” عناصر الجيش الحر تعيث فسادا في المخيم ، وتقوم بنهب المحال التجارية والبيوت ” ، واصفا الاعمال التي يقومون بها بأنها “اعمال تخريبية”.

ونفى رجا وجود أي جندي سوري حول المخيم ، مستبعدا تدخل الجيش في هذا الأمر.

في حين قال ناشط سوري لـ (شينخوا) إن “الجيش ووحدات من حفظ النظام السوري فرضوا طوقا على مداخل المخيم باتجاه العاصمة ومن جهة الشرق باتجاه حي التضامن، فيما بقي المدخل الجنوبي بإتجاه الحجر الاسود ويلدا تحت سيطرة المسلحين المتواجدين بكثافة في الحجر الاسود ويلدا.

كما عززت وحدات حفظ النظام تواجدها قرب بلدية اليرموك الموجودة في شارع فلسطين.

وأشار الناشط السوري الذي فضل عدم الكشف عن اسمه الى أن ” مئات من عناصر الجيش الحر متواجدون داخل المخيم”.

وأضاف أن ” دعوة وجهت عبر مساجد المخيم الى السكان للمغادرة”، لافتا إلى أن “الجيش الذي لم يكن متواجدا حول المخيم أعطى السكان مهلة لأخذ أغراضهم والرحيل”.

وتابع ان “البعض قرر الامتثال لذلك والبعض الاخر قرر البقاء”.

فيما قال ناشطون إن “اشتباكات تدور عند اطراف مخيم اليرموك ومنطقة الحجر الاسود بين الجيش وعناصر اللجان الشعبية ومسلحين معارضين، واسفرت الاشتباكات عن سقوط خسائر بشرية بصفوف الطرفين”.

وذكر هؤلاء أن “الاشتباكات توقفت وباقي عناصر الجبهة الشعبية انسحبوا وانضموا الى قوات الجيش المحتشدة على المشارف الجنوبية للمخيم”.

ومن جانبه قال فايز ابو عيد وهو فلسطيني يسكن في مخيم اليرموك لـ (شينخوا) بدمشق ان الفلسطينيين يعيشون منذ عدة اسابيع اياما “صعبة ومأساوية ” ، مشيرا الى ان الاشتباكات التي تقع في مخيم اليرموك عنيفة ومتواصلة.

وأضاف ابو عيد وهو ناشط معارض ان الجيش السوري يقوم بضرب الجيش الحر في عدد من الاحياء القريبة من مخيم اليرموك .

واستدرك قائلا ” لم نتمكن في الماضي من النزوح اما اليوم فقد خرجنا بثيابنا فقط خارج المخيم، هربا من الاشتباكات ، خاصة بعد ان سيطر الجيش الحر على كامل مخيم اليرموك”.

وشهد مخيم اليرموك الذي يعيش فيه نحو 150 ألف فلسطيني، في الآونة الأخيرة، عمليات عنف وقصف واشتباكات بين الجيش ومسلحين معارضين، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا والجرحى.

وأكد قياديون في الفصائل الفلسطينية أن “عناصر الجيش الحر سيطروا الليلة الماضية على مبنى الخالصة التابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة”.

ويأتي ذلك بعد يومين من تعرض مسجد ومدرسة في المخيم لقصف أدى إلى سقوط عشرات اللاجئين الفلسطينيين بين قتيل وجريح.

وأثار ما تعرض له المخيم إدانات دولية وعربية، فيما دعت القيادة الفلسطينية الى تجنيب المخيمات وأبناء الشعب الفلسطيني فيها ويلات المعارك وعدم اقحامهم بها في حين طالبت الخارجية السورية الفلسطينيين بـ ” عدم إيواء أو مساعدة المجموعات الإرهابية الدخيلة على مخيم اليرموك والعمل على طردها”.

ويتعرض عدد من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في دمشق واللاذقية ودرعا لقصف، على خلفية الأزمة الواقعة داخل البلاد، ما تسبب بسقوط ضحايا فلسطينيين، إضافة إلى نزوح أعداد من الفلسطينيين داخل وخارج البلاد هربا من العمليات العسكرية وأعمال العنف.

Tweet