لفتت أعمال الرسامة مانويلا غيراغوسيان جمهورها من النظرة الاولى. وشهدت إقبالاً من مختلف زائري معرضها الدولي الذي هو اشبه بـ «سوق للفن العالمي». الذي تشارك فيه مؤسسات وغاليريات من عواصم الفن. وشاركت مانويلا في المعرض من خلال مؤسسة «إماغوس» التي تعنى بالفن التشكيلي وبإرث الفنان الكبير الراحل (والدها)بول غيراغوسيان.
عالم مانويلا كريمة الفنان بول، عالم مشرق بالألوان والخطوط والأشكال المبتكرة والشديدة الإلفة والطرافة، عالم تشكيلي تتقاطع فيه ذاكرة الطفولة الساحرة والخبرة الفنية العميقة والثقافة البصرية المتعددة المراجع. ولعل عناصر اللوحات التي تستقي مانويلا بعضها من عالم الحيوانات تشكل مادة اختبار لبناء مدى بصري مرهف وواسع، ويحمل الكثير من المشاعر والتخيلات البديعة.
ووراء هذه الأشكال المستعارة من الذاكرة البريئة تكمن حالة من التأمل تهدف إلى إعادة تشكيل صورة العالم كما يحلو للرسامة ولمخيلتها الرحبة أن تشكّلاه.
ليس العصفور أو الهرّة أو الفيل أو الإوزة وسواها مجرد حيوانات أليفة أو غير أليفة بل هي إشارات تقود المشاهد إلى أزمنة البراءة التي انقضت وإلى أحوال مغرقة في صميم الذاكرة والوجدان. ومهما اقترب الرسم لدى مانويلا من اللهو الفنّي المتقن، كما تجلى لدى كبار الرسامين العالميين من أمثال بيكاسو وسواهما، فهو يظل قائماً على الوعي التقني والإدراك العميق لفضاء اللوحة والهندسة الخفية التي تبني الرسامة عبرها لوحاتها والمسطّحات. وتبلغ المهارة التقنية لديها في استخدام تقنية الميكس ميديا، التي تجمع بين تقنيات فنية عدة مثل الإكريليك والفوتر والغواش… وعمدت الرسامة الى إنشاء خلفيات لونية للوحاتها بدت أشبه بفضاء لوني تسبح فيه الرسوم والأشكال.
ومن أعمالها المعروضة لوحة هي اقرب الى الجدارية او الفريسك وهي مؤلفة من لوحات صغيرة منفصلة بعضها عن بعض ومتصلة في وقت واحد. وهي لوحات تمثل عالماً من الحيوانات رسمتها بالإكليريك – الفوتر الأسود على ورق أبيض، فإذا بها تمثّل مناخاً واحداً يذكّر بالفن القديم المشبع بالإشارات والتعاويذ التي كان يلجأ إليها الإنسان الأول. ولعلها التعابير المرهفة التي تسعى مانويلا إلى استخراجها من عمق الذات والذاكرة الإنسانيتين.
لعل من يتأمل لوحات مانويلا غيراغوسيان بما تحفل من طيور وجماليات وأشكال طريفة ومبتكرة لا يسعه إلا أن يتذكّر ملحمة «منطق الطير» للشاعر الفارسي الكبير فريد الدين العطار. فعالم الرسّامة قائم على أبعاد رمزية تحاكي المشاعر والأفكار والرؤى التي تعتمل في داخله. وليست عودة الرسامة إلى أزمنة البراءة الأولى والطفولة إلاّ مواجهة لعالم البشاعة والعبث الذي بات يحيط بالإنسان ويهدّد حياته. الفن هنا تأكيد أن الجمال والحلم هما اللذان سينتصران مهما واجها من عوائق.
وتقول الفنانة التشكيلية مانويلا غيراغوسيان : ” رسمت العمارات والابنية في مرحلة انتاج سابقة كبيرة. . بعد انفجار مرفأ بيروت والدمار والخراب الذي لحق بالمدينة وبمحترف شقيقي . لم يبق الا البحث عن الصور والاشياء والتفاصيل الصغيرةالتي تشحن وجودنا انسانيا . فعدت الى دراستي الجامعية الرسوم المتحركة وانا اعمل عليها منذ فترة ارسم بايقاعات والوان ايجابية . وبالاساس كنت قد وجدت وانا ابحث في ادراج والدي بول غيراغوسيان الكثير الكثير من رسوم طفولتي غير المنشورة واذهلني عالم اخر مختلف عما رسمه والدي بالوان الالم والواقع الذي عايشه ماسويا . انا في هذه المرحلة من اليوم المتحركة مسرحا لاختبارات استمد منها الطاقة في الحياة والفرح ، وامل ان تحمل الى الناس الذين حوصروا في كورونا خطوط طفولة جديدة حيوية ومتمردة..”
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.